تستمر فعاليات (خريفي شبابي) التي ينظمها مركز الشباب في جميع محافظات سلطنة عمان بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة، وتحفل بالعديد من البرامج التدريبية والأنشطة الترفيهية التي تستهدف إيقاظ وتحرير وصقل طاقات الشباب من عمر الخامسة عشرة وحتى سن الرابعة والثلاثين، ومن بين البرامج التي شهدت إقبالا من المشاركين برنامج (كن رياديا) الذي أقدمه بالتعاون مع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومركز الشاب بصلالة ويهدف إلى تحفيزالشباب على اكتشاف طاقاتهم وقدراتهم وإخراجها من وعي الأحلام والأمنيات إلى عالم التفكير والنقد، ثم نقل الفكرة إلىحقل العمل والتنفيذ. أشارك الشباب فرحتهم بإبداعاتهم التي تتجلى بعد جلسات العصف الذهني حيث ينفض عنها الشباب ضبابية الحلم لتظهر في صور مشاريع وابتكارات يمكن تحويلها إلى منتج اقتصادي يأخذ طريقه إلى واقع النشاط التجاري والأعمال والمشاريع الريادية الصغيرة.
يحرص المشاركون يوميا على بلورة أفكارهم في صور جديدة ومتطورة تخرج من عقولهم إلى عالم الدراسات والأرقام والإحصائيات، فيقف صاحب المشروع مستخدما التفكير الرقمي الدقيق، ومن خلال الأرقام التي تسفر عن جمع المعلومات والأرقام والإحصائيات، يبدأ صاحب المشروع إعادة النظر في مشروعه ويدخل عليه التعديلات الطفيفة والتعديلات الجوهرية أو يستبدله بفكرة مشروع آخر وهكذا. أشعر بالفخر وأنا أشارك الشباب تطور مهاراتهم كرواد أعمال، يتعاملون مع الحياة بتفكير جديد واتجاهات جديدة وينطلقون من مبدأ ما الذي يمكنني تقديمه في الحياة، ماذا يمكنني أن أعطي لوطني ولمجتمعي، وكيف أستطيع أن أكون صاحب مشروعريادي يمنحني فرصة العطاء والإبداع. هناك يمارس المشاركون مهارة التفكير الإبداعي والعقل الموجه بالأهداف، وركوب المخاطر والجرأة مع التخطيط وحسن إدارة الموارد وصناعة المنتج المتميز ومهارات الاتصال والتسويق، كل تلك المهارات وغيرها يبلورها رواد أعمال المستقبل على شكل مشاريع تمر عبر مراحل تطور متعددة من الحلم إلى الفرز ثم النقد والتحليل وبعد ذلك تنتقل إلى مرحلة اتخاذ القرار الذي يحول الفكرة إلى دراسة جدوى لتصبح خطة إجرائية تتمخض عن رائد أعمال جديد ومشروع جديد بما يحمل من نتائج واعدة. أظهر الشباب من الجنسين قيمة تحمل المسؤولية والسعي الدائم من أجل تطوير الذات من خلال تطوير أفكارهم والتفكير خارج الصندوق والانطلاقمن واقع مجتمعهم واحتياجاته.
تخلل البرنامج عرض العديد من التجارب ومناقشة محتوى كتاب نحو عالم بلا وظائف للكاتب وليام بريد جيز، الذي يقدم دروسا يتم تحويلها إلى حلقات تدريبية تساعد الشباب على الانتقال من وعي الفاقة والاتكالية إلى وعي العطاء والاعتماد على الذات والابداع. إن العالم يسير نحو المشاريع الريادية في الوقت الذي تشهد الوظائف التقليدية انحسارا مشهودا لتحل محلها وظائف ريادية قائمة على الإبداع والابتكار، في عالم يشهد طفرة في توجه الشباب نحو ممارسة ريادة الأعمال، حيث يزيد عدد رواد الأعمال في العالم عن 582 مليون رائد أعمال. أيّ أنّ واحدًا من بين كلّ 13 شخص في العالم يمتلك عمله الخاصّ! وتسير خطى تطوير ريادة الأعمال في السلطنة بوتيرة سريعة وطموحة، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال البرامج الشبابية التي تنتشر في مراكز الشباب بمختلف محافظات السلطنة، والتي يمتزج فيها الشغف بالمغامرة والإبداع.

* د. أحمد بن علي المعشني
رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية