ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي باختلاف مسمياتها وتوجهاتها من بعض وليس الكل وممن يسمون أنفسهم مشاهير أو مؤثرين بحاجة لمراجعة ووقفة مؤسسية ومجتمعية جادة لضبط حالة الانفلات وإعادة الأمور لنصابها.
نقول “البعض” .. فتشويه الشخصية العمانية بعراقتها وتأريخها وعاداتها وتقاليدها والمبادئ والقيم التي قامت وتقوم عليها من بعض “الهواة” بحاجة لأن تضبط وتوجه وتحاسب إذا تتطلب الأمر ، فما يحدث من تصرفات مستهجنة في حسابات ومواقع مختلفة يخرج عن حدود المألوف ، بل تجاوز حتى لغة الأدب والحوار لألفاظ ومشاهد منبوذة وغير مقبولة وصلت لدرجة السخف.
قد ينظر إليها البعض بأنها حسابات شخصية وبأنها تمثل فكر القائمين عليها، وهذا أمر قد يتفق عليه البعض ، لكن يبقى الخلاف في طريقة التعاطي مع المحتوى ، ومع الغايات والرسالة التي يقوم عليها هذا النوع من المواقع والحسابات، أما أن يترك الأمر على غاربه ، ونتجاهل - بقصد أو بغيره - ضبطها وحصرها ومحاسبتها فهو أمر قد لا يتفق معه الكثيرون.
محاولة تصوير الشخصية العمانية المعهود عنها حكمتها واتزانها وسمتها بشخصية “مضحكة”، ومستهترة ونقل هذا الانطباع لهذا العالم المفتوح هو أمر يرفضه الجميع , وبات مستهجنا ومرفوضا.
قد يخلط البعض بين مفهوم الحرية في التعاطي مع قضايا النشر أيا كانت طبيعتها ، فالرسالة الهادفة والمتزنة والصادقة والمحترمة مرحب بها، وستجد لها القبول، أما الرسالة التي تخرج عن حدود الأدب والحوار فهي رسالة ستصنف خارج حدود مفهوم القيم والحريات التي يحاول البعض أن يتسلق عليها ويجعل منها شماعة لأخطائه وتصرفاته.
إن وجود قانون ينظم ويحاسب يحمي مجتمعنا واولادنا وقيمنا من هكذا نوع من الرسائل أصبح ضرورة وغاية ملحة، فوجود قانون يجرم هذا النوع من التصرفات سيكون أداة ضبط وتوجيه، أما ترك الموضوع على حاله، فهذا يعني اتساع الدائرة، وولادة لمشاهير وحسابات لا تنتمي لأصالة العمانيين ومكانة هذه الأرض.
نقول : المجتمع والبيت والمدرسة والمسجد والإعلام والحسابات والمؤثرون والمشاهير أصحاب الرسائل والمحتوى الإعلامي الهادف تقع عليهم مسؤوليات كشف هذه الحسابات والتصدي لها ، فمن مسؤولياتنا الأساسية كمؤسسات وأفراد المحافظة على مكونات ومنجزات هذا الوطن العزيز، ونقل الصورة المشرفة للعالم عن عمان بكل مكوناتها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، رسائل تنقل للعالم صورة الإنسان والبناء والقيم على حقيقتها وواقعها المعروف عنها منذ القدم، وتغرس القيم النبيلة لهويتنا الوطنية.

* مصطفى المعمري
كاتب عماني