يُمثِّل الدَّور التعليمي الذي يقوم به المتحف الوطني ـ جنبًا إلى جنب مع أدواره الثقافية الأخرى ـ تجسيدًا للغاية الرئيسية من إقامة المتاحف، وهي صون التراث في عقول الأجيال المتعاقبة، وذلك بتفعيل الدَّور التربوي والتعليمي للمتحف بحيث لا يقتصر وجوده على جمع وحفظ وعرض وصيانة المقتنيات، بل ترسيخ هذا التراث في عقول الأجيال.
وكأول متحف في سلطنة عُمان يتضمن مركزًا للتعلم, اختتم المتحف الوطني ـ ممثلًا في مركز التعلم ـ فعاليات ومناشط البرنامج الصيفي لطلبة المدارس والجامعات والكليات الذي نظمه خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، حيث عمل خلال فترة البرنامج على بناء جسور بين مختلف جوانب المناهج الدراسية المعتمدة في سلطنة عُمان وبين الأنشطة الدراسية التي تتمحور حول مقتنيات المتحف الوطني.
ومن خلال (35) فعالية تضمنت حلقات فنية مستوحاة من مقتنيات المتحف الوطني، وجولات بين أروقته، أتيحت الفرصة للطلبة من مختلف الفئات العمرية للانضمام إلى الجولات الإرشادية والحلقات الفنية المستوحاة من مقتنيات المتحف الوطني، تعزيزًا لأهمية التعرف على التراث الثقافي العُماني.
ومما لا شك فيه أن ما ساعد على تأدية المتحف الوطني لهذه الرسالة هو تجهيز مركز التعلم وفق أعلى المقاييس الدولية وتقديمه مختلف البرامج التعليمية التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي العام حول أهمية التراث الثقافي العُماني، بما يخلق المزيد من الاهتمام بتاريخ عُمان العريق.

المحرر