سياحة المؤتمرات كما تساعد الضيوف على الكسب والربح من خلال التعريف بمنتجاتها، فإنها أيضًا تساعد المجتمع في فهم ذاته، حيث يتم تعريف قِطاعات السوق وتوضيحها..

تكثر الابتكارات المساعدة في التنمية والتي تُعد أحد أهم عواملها السياحة، خصوصا إذا كانت المقوِّمات الأساسية للنجاح السياحي متوافرة من حيث الموانئ “برية وبحرية وجوية”، الطرق وشبكة المواصلات والاتصالات، الفنادق، البنوك، المستشفيات، قاعة المؤتمرات، والعنصر الأخير بالتحديد وهو قاعة المؤتمرات الأكثر ملاءمة لبرامج سياحة المؤتمرات. ونظرا لأن البنية الأساسية في سلطنة عُمان تشتمل على كل هذه العناصر وبكفاءة عالية فإن نجاح سياحة المؤتمرات سيكون العنوان الأبرز للفترة الحالية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط، خلال فصل الصيف إذا وضعنا هذا الأمر في الاهتمام ضمن خريطة السياحة العالمية التي تصدرها السلطنة. يعتقد البعض أن التعامل المتزايد من خلال الإنترنت لنشر العلامات التجارية أو إشهار منتج قد يفي بالغرض، إلا أن الواقع ومن خلال العديد من المتخصصين في الترويج والدعاية يقولون إنه لا استغناء عن عقد المؤتمرات لتوضيح وشرح مزايا المنتج الجديد، وخلال فترة الصيف وهي فترة بالغة الأهمية لبناء العلامات التجارية، وإجراء الاتصالات، وتشكيل الصناعات. وتأتي أهمية عقد المؤتمرات لهذه الفترة، حيث يتم العمل على تحقيق مستقبل للمنتج الجديد وطرح النتيجة المتوقعة من عرضه والإقبال عليه خلال المناقشات في المؤتمر، ويتم معرفة التحدِّيات التي يمكن أن تواجه المنتج وطرح الآراء لكيفية التغلب عليها ووضع الحلول الناجعة لتفادي سلبيات العرض. كما يتم خلال المحاضرات المصاحبة للمنتج الجديد أو العلامة التجارية الجديدة مناقشة وتوضيح عناصر القوة والضعف في العرض، واستجلاء آراء المتخصصين خصوصا لو كانت من ظروف اجتماعية متعددة الاختلاف يمكن من خلالها تحديد المنتج أو السلعة بمكوِّناتها التي تناسب مع دخول أو العادات الاجتماعية لبعض البلدان ولا تناسب الأخرى، فيتم دعم المنتج بمواد إضافية، أو اختصار بعض المواد لتقليل التكلفة فينخفض سعر المنتج ليناسب مناطق أخرى مع مراعاة توافر نفس الجودة.
من هنا تأتي أهمية الاستعانة بسياحة المؤتمرات، من خلال الاستفادة بخبرات المنظمين أصحاب الخبرة الملمين بفن إدارة المؤتمرات؛ لما يُمثِّله من أهمية للخروج بالاستفادة القصوى لصالح المنتج والموزع والمستقبل، ليشعر الجميع بأنه حقق من خلال المشاركة في المؤتمر الغرض الذي يسعى إليه، وللاستفادة أكثر من تلك المؤتمرات يمكن بالتوازي معه إنشاء معارض تجارية، سواء للسلع التقليدية ذات الطابع التاريخي لهذا البلد. وعلى سبيل المثال، شاهدت مثل هذه المعارض في إحدى أهم المدن السياحية في تونس وهي مدينة طبرقه حيث أقيم بجانب الشاطئ معرض للسلع التقليدية التاريخية. ولدينا في سلطنة عُمان هنا اهتمام واعٍ بالموروث الحضاري الذي نزخر به، يمكن من خلاله تنظيم معرض على أعلى مستوى للمنتجات التراثية والتي يبحث عنها السائح بكل فئاته، وهنا يمكن تحقيق نتيجة موازية للاستفادة من عائدات أخرى بجانب الاستفادة المباشرة من المشاركين في المؤتمر، منها الاستفادة المالية إلى جانب الاستفادة الأغلى من المال، وهي التعريف بحضارتنا العظيمة التي نتميز بها دون غيرنا.
كما أنه يمكن من خلال عقد مؤتمر إعلامي توضيح الجوانب التي تتميز بها سلطنة عُمان من حيث الأماكن السياحية التي تزخر بها البلاد طوال فصول السنة “سياحة الغوص في الشتاء وخريف صلالة..إلخ” والمناطق المتميزة فيها، والتعريف بالمقوِّمات التجارية والصناعية التي يمكن جذب رؤوس أموال أجنبية جديدة تبحث عن مناطق دافئة تزخر بالأمن والأمان مثل السلطنة لتشارك في الصناعة والتنمية وتشغيل نسبة أكبر من الأيادي العاملة. إن سياحة المؤتمرات ستساعد كثيرا في فصل الصيف ليكون جاذبا بدلا من سعي الكثيرين للجوء إلى أماكن أقل حدة في الحرارة من خلال تميز الأماكن، سواء من فنادق أو أرض المعارض الجديدة المتميزة بموقعها وكبر مساحتها وطرازها المعماري الفائق الجمال.
سياحة المؤتمرات كما تساعد الضيوف على الكسب والربح من خلال التعريف بمنتجاتها، فإنها أيضًا تساعد المجتمع في فهم ذاته، حيث يتم تعريف قِطاعات السوق وتوضيحها، وحيث تصبح احتياجات العملاء والبائعين واضحة، وحيث يتلهف المشاركون والمتحدثون والمنظمون على حدٍّ سواء للمشاركة في المؤتمرات القادمة التي توضع على جدول المؤتمرات العالمية بالغة الأهمية، فقط السعي إلى النجاح هو من يصنع ويضع مؤتمراتنا على الخريطة العالمية لأهم الأحداث التجارية.