قدم خلالها سعيد السيابي ورقة عمل حول الاتصالات الحديثة

سعيد السيابي : القرن الحادي والعشرون يقدم المسرح ذاته ولكن بوسائل تواصل لمتلقٍ حديث

متابعة ـ خميس السلطي:
بمشاركة عمانية وخليجية عربية واسعة، شارك الباحث المسرحي الدكتور سعيد بن محمد السيابي، في فعاليات وبرامج ملتقى الشارقة الثاني عشر للمسرح العربي الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام. وجاء الملتقى الذي استمرت فعالياته على مدار يومين متتاليين وأختتمت مساء أمس الأول بعنوان "المسرح والتواصل".
كما أن موضوع الدورة الجديدة من الملتقى سعى إلى تجسير المسافات وبناء جسور التواصل والتفاعل مع سائر الثقافات والمجتمعات على أسس من الاحترام والتشاركية والاخاء، كما أعتمد الملتقى على صيغة حواريّة مفتوحة ومرنة وقرأ عبر أوراقه ومداخلاته حيز المسرح وتأثيره على المجتمع في وقتنا الراهن حيث تتزايد سطوة التكنولوجيا ووسائل الإعلام.
وفي هذا الملتقى ألقى الدكتور سعيد بن محمد السيابي ورقة عمل بعنوان " المسرح بين التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة: المسرح الخليجي نموذجا" تحدث فيها السيابي عن أسباب خلود المسرح وديمومته ، حيث وجود خط التواصل الذي نسجه في محيطة ومع المتلقي على اختلاف مستوياته. فالسيابي أشار أن التواصل الاجتماعي بدأ فكريا وفلسفيا، وأستمد من العمق الشعبي مادته كالأساطير والحكايات، وحلق بالخيال الرحب مع الشعر والكلمة النثر. مبينا الدكتور سعيد السيابي أن اليوم في القرن الحادي والعشرين يقدم المسرح ذاته ولكن بوسائل تواصل لمتلقٍ حديث، ويمتلك تقنيات لتنفيذ التواصل مهيأة لتتواكب مع التطور الحضاري للحياة العصرية، وتتميز هذه الوسائل بخاصية الآنية، أي أن المعلومة تنتقل في وقت حدوثها كل هذا بسبب التكنولوجيا الهائلة التي ابتكرها العقل البشري في العصر الحديث. وأضاف في ورقة عمله بإن سائل الإتصال قامت بعمل ثورة كبيرة في العالم، حيث إنها استطاعت أن تحول العالم الواسع إلى قرية صغيرة عابرة للحدود، وبدأت وسائل الاتصال بالانتشار باختراع الأداة التي يتم من خلالها نقل الرسائل والاشارات من المرسل إلى المستقبل من أجل الوصول إلى الهدف المطلوب من عملية التواصل، ونذكر منها: أنواع الهواتف، والبث الإذاعي، والبث التلفزيوني، ولم تقف وسائل الإتصال عند هذا الحد، فقد تطور مفهوم البريد من البريد التقليدي البطيء إلى البريد الإلكتروني الذي يعتمد على شبكة الإنترنت والكمبيوتر، وأخيراً تم تطوير ما يعرف بالهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتوتير والانستجرام، والمجال ما زال مفتوحا لاختراع واكتشاف وسائل اتصال حديثة تخدم إيقاع الحياة المتسارعة. موضحا في حديثه الدكتور سعيد السيابي أن الأساس لأي عمل مسرحي هو وجود عملية اتصال مباشر أو بواسطة وسيط تقني مساعد بتعدد وسيلة الاتصال، لتشكل بذلك الصورة أو الرسالة التي تحملها المسرحية جوهر ما يقوم المتلقي بفكها. والإرسال في المسرح يحدث عبر وحدات منفصلة، إلا أن المتفرج يتلقى الرسالة دفعة واحدة، ويبدأ بفكها على مراحل، من هنا يختلف قراءة العرض المسرحي عن قراءة أي عمل أدبي، لأن مجموعة الاتصال في العرض المسرحي تبث رسالتها عبر عدة قنوات (الممثل وجسده، الإضاءة والوانها، المؤثرات الصوتية وتوظيفها، تقنيات خشبة المسرح وتأثيرها)، لكن الاتصال في العمل السردي هو للكاتب فقط.وأضاف السيابي أيضا إن الاستمرارية والمواكبة التي قام بها المشتغلون بالمسرح في الخليج بتوظيف مختلف وسائل الاتصال تعمق من قيمة المسرح وترفع من رصيده الحضاري، وبأنه فن يعيش ويُقدم لكل الازمان والامكنة، ويمتلك أدوات التأقلم طالما تمت ولادته من رحم الأسئلة التي عبرت عن تطلعات وطموحات الانسان في كل أدواره من الطفولة للشيخوخة، مؤكدا بحديثه أنه عندما لجأ الكُّتاب والمخرجون لتوظيف تقنيات الاتصال بأنواعها في المسرح الخليجي كان لابد من رصد تأثير التكنولوجيا الرقمية في هذا الانفتاح المعرفي وما هو أثرها على ظهور مسرح جديد شكلا ومضمونا ضمن الخصوصيات الثقافية الخليجية. وفي آخر ورقة عمله طرح الدكتور سعيد السيابي العديد من الأسئلة المفتوحة مع إعطاء نماذج مسرحية تم تقديمها في المسرح تمثلت في ما يلي: ماهي دوافع توظيف وسائل الاتصال في المسرح. وما أنواع الادوات والتقنيات الحديثة للتواصل التي تم توظيفها في المسرح. وما أشكال حضور وسائل الاتصال في النصوص المسرحية الخليجية. وكيف هي العلاقة بين المسرح الخليجي وشبكات التواصل الاجتماعية. وهل التواصل بجميع أدواته كان فاعلا ومؤثرا في المجتمع والمتلقي. مع اعطاء أمثلة من المسرح العماني والخليجي لتقريب الصورة للمتلقي.
وشارك في هذه الدورة إلى جانب الدكتور سعيد السيابي كل من مرعي الحليان وعبد الله راشد من الإمارات، وكريم عبود من العراق، ومنقذ السريع ورهام العوضي من الكويت، وسلامة أمام من مصر، وعصام بو خالد من لبنان، وكامل الباشا من فلسطين، وفهد كغاط ورشيد أمحجور من المغرب، على محمد سعيد من السودان، والفاضل الجزيري وسامية عمامي من تونس، وأحمد عبد الملك من قطر، وآنا عكاش من سوريا.