- تنطلق مايو القادم بمملكة البحرين
- طالب الخضوري: الندوة ضمن الجهود التي تقوم بها الهيئة للتعريف بالتاريخ الحضاري لسلطنة عمان وعلاقاتها مع بلدان المنطقة والعالم

■■ مسقط ـ العُمانية: تنظم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ومركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين في مايو من العام القادم 2023 على مدى يومين ندوة (العلاقات العُمانية البحرينية: تاريخ عميق ومستقبل مشرق).
وقال الدكتور طالب بن سيف الخضوري المدير العام المساعد للمديرية العامة للبحث وتداول الوثائق بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لوكالة الأنباء العمانية: إن الندوة التي ستستضيفها مملكة البحرين تأتي استمرارًا للجهود التي تقوم بها الهيئة للتعريف بالتاريخ الحضاري لسلطنة عُمان وعلاقاتها مع بلدان المنطقة وغيرها من بلدان العالم المختلفة التي كانت ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة مع عُمان، وبناءً على توافق بين الهيئة ومركز عيسى الثقافي حول أهمية تنظيمها لإبراز الإرث التاريخي العميق بين البلدين الشقيقين.
وأكَّد الخضوري أن كلا البلدين احتضن حضارات كان لها أثرها على تاريخ المنطقة، فحضارة مجان ودلمون كانتا ترتبطان مع بعضهما بعلاقات وطيدة، وقد تطورت تلك العلاقات حتى وقتنا الحالي لتشمل مختلف الجوانب، لذا ستُقدَّم في هذه الندوة موضوعاتٌ متنوعة تتناول الجوانب التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر الحقب الزمنية المختلفة، يقدمها مجموعة من الباحثين والأكاديميين والكتاب والمهتمين بتاريخ البلدين والخليج العربي، وإلى جانب الندوة سيقام معرض وثائقي يحتوي على العديد من الوثائق والصور والخرائط والمخطوطات المتعلقة بالعلاقات ما بين البلدين الشقيقين والمنطقة. ■■

وأضاف أن الهيئة عملت طوال السنوات الماضية على نشر المعرفة بالتاريخ الحضاري لعُمان وما تضمنه من رصيد وثائقي معرفي، من خلال تنظيمها لعددٍ من الفعاليات الثقافية، ومنها إقامة المؤتمرات والندوات داخل سلطنة عمان وخارجها، والتي يشارك فيها مجموعة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين من العمانيين وغير العمانيين، وقد حظيت تلك الفعاليات والمؤتمرات والندوات باهتمام وحضور واسع في الدول التي أقيمت بها، إذ أسهمت الأبحاث المقدمة في الكشف عن الكثير من الجوانب التي لم يتم التطرق إليها سابقًا، لأن أكثرها تتناول مادة وثائقية مصدرها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عمان أو من المؤسسات الدولية المماثلة، وقد عملت الهيئة على إعادة تحرير الأبحاث ونشرها ضمن سلسلة من البحوث والدراسات.
وقالت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على موقعها الإلكتروني: (إن الندوة تهدف إلى التعريف بالعلاقات العُمانية البحرينية بأبعادها التاريخية المختلفة، فقد ارتبطت مجان ودلمون بعلاقات اقتصادية متبادلة، ثم استمرت تلك العلاقات لتأخذ أبعادها في ضوء حركة التاريخ، مستندةً إلى القواسم المشتركة التي تربط البلدين الشقيقين من الموقع الجغرافي والدِّين والعروبة والثقافة المشتركة، وأخذت تلك العلاقات في التطور والنمو مع تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة، وتأسيس مجلس الأعمال المُشترك بين غرفة تجارة وصناعة البلدين، والتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بما يعكس رغبة الجانبين في تعزيز التعاون والعمل على استدامته، وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وتحفيز تبادل الاستثمارات، والدفع بها نحو آفاق أرحب، بما يلبي الطموحات المشتركة). وأكدت الهيئة أن الندوة تمثل أهمية في دراسة العلاقات العُمانية البحرينية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر الحقب التاريخية المختلفة والآفاق المستقبلية لتلك العلاقات، وتكمن أهدافها في دراسة أبعاد العلاقات العُمانية البحرينية في مختلف المجالات، وتسليط الضوء على المعاهدات والاتفاقيات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وإبراز دور الربابنة والسفن والبحر وآثارها على العلاقات بين عُمان والبحرين، واستعراض وتحليل الوثائق والمخطوطات المتعلقة بتاريخ العلاقات بين عُمان والبحرين، إضافةً إلى إبراز مجالات التعاون بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين. وستناقش الندوة عدة محاور تشمل المحور التاريخي والسياسي، اللذين من خلالهما سيتم التطرق إلى الموقع الجغرافي وأهميته التاريخية ودوره في تعزيز العلاقات العُمانية البحرينية والعلاقات السياسية والتاريخية بين عُمان والبحرين “قبل الإسلام، التاريخ الوسيط (الإسلامي)، التاريخ الحديث والمعاصر”، والعلاقة بين حضارتي مجان ودلمون عبر التاريخ، وكذلك النشاط البحري بين عُمان والبحرين، فيما سيتطرق المحور الاقتصادي إلى العلاقات الاقتصادية بين عُمان والبحرين عبر التاريخ، والطرق والقوافل والرحلات التجارية البرية والبحرية بين البلدين، ودور التجار العُمانيين والبحرينيين في ترسيخ العلاقات بين البلدين، والأسواق والحركة التجارية بينهما. وسيتناول المحور الثقافي والاجتماعي، العادات والتقاليد المشركة ما بين البلدين (المأكولات، اللباس، المناسبات)، والمواقع الأثرية (المدافن، الشواهد، اللُقي والمقتنيات) في عُمان والبحرين وأوجه التشابه والاختلاف بينها، وأبرز الشخصيات العُمانية والبحرينية المؤثرة في مجال النشاط البحري (ربابنة، تجار، صناع، عمال)، إضافةً إلى آفاق التعاون الثقافي بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين.
وتستهدف الندوة المتخصصين من الباحثين في مجالات التاريخ والآثار والاقتصاد والثقافة، والمتخصصين في تاريخ عُمان والبحرين وتاريخ الخليج، والمهتمين بالبحث العلمي في هذا المجال، والمثقفين والكتاب من داخل سلطنة عمان ومملكة البحرين وخارجها، والأشخاصَ الذين يمثلون المؤسسات الأكاديمية والحكومية والشركات، وطلابَ وطالبات مؤسسات التعليم العالي في مملكة البحرين خصوصًا طلاب تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية وطلاب تخصصات التاريخ والآثار، وعامةَ أفراد المجتمع ممن يرصدون هذه الفعاليات ويحرصون على حضورها، وسيتحدث في الندوة أكاديميون متخصصون في تاريخ عُمان والبحرين، ومثقفون وكتّاب معنيون بتاريخ البلدين، وتاريخ الخليج العربي، والمهتمون من الباحثين والدارسين في موضوعات الندوة ومحاورها. وحددت الهيئة يوم الخامس عشر من سبتمبر القادم أقصى موعدٍ لإرسال استمارة المشاركة إليها، وإرسالِ البحث كاملًا إلى اللجنة العلمية للندوة في موعد أقصاه الثامن من ديسمبر القادم. من جانب آخر أكَّد الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الرئيس السابق لجمعية الآثار والتاريخ بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أهمية ندوة (العلاقات العُمانية البحرينية: تاريخ عميق ومستقبل مشرق)، والمحاور التي ستتناولها، وقال لوكالة الأنباء العمانية: (إن الندوة ستُسهم في تعزيز العلاقات الأخوية العميقة بين مملكة البحرين وسلطنة عمان القائمة منذ القِدَم، وهي ذات مغزى كبير، وستفصح عن جوانب متعددة من تلك العلاقات خصوصًا في المحور التاريخي وما يتعلق بالعلاقة بين حضارتي مجان ودلمون والعصور الإسلامية، والنشاط البحري بين عُمان والبحرين والصلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي توثقت من خلال هذا النشاط).
وأشاد الأستاذ الدكتور سعيد الهاشمي بالجهود التي تبذلها الهيئة لترسيخ الإرث الأصيل، والتعريفِ بالإنجاز الحضاري المعرفي لسلطنة عمان من خلال مثل هذه الندوات والمؤتمرات والدراسات الوثائقية، وإتاحةِ ذلك الإرث للجميع من خلال تشجيع البحوث والدراسات التي تنقّب عن الحضارة العمانية ومكانتها العالمية، ورفدِ المكتبة العمانية والدولية بالدارسات والبحوث الرصينة. ويأتي انعقاد هذه الندوة امتدادًا لرؤية هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية واهتمامِها الدؤوب بإقامة مثل هذه الندوات والمؤتمرات الدولية على غرار ما تم إنجازه في كل من تركيا وزنجبار وبوروندي وفرنسا وجمهورية القمر المتحدة ودولة الكويت الشقيقة، وغيرها العديد من المؤتمرات والندوات داخل سلطنة عمان وخارجها في سياق إبراز أهمية سلطنة عُمان عبر العصور التاريخية.