ما زلنا في سلطنة عمان نفتقد لمفهوم صناعة المهرجانات، ورغم مرور سنوات على الحدثين الأبرز سياحيا وثقافيا واقتصاديا وهما مهرجان مسقط وخريف صلالة. يبدو أننا ما زلنا غير قادرين على توظيف حقيقي للمهرجانات بمفهومها الاقتصادي والتجاري الشامل.
نقول ذلك لأننا بعد مرور هذه السنوات، ما زال الحديث عن بند الصرف على المهرجانات أكثر بكثير من العائد المرجو منها، وهو ما يتطلب طرح آليات ومشاريع تعظم من حجم العائد الاقتصادي، وتمكن مؤسسات الدولة حكومية وخاصة من تبني مفاهيم جديدة للنهوض بهذه الصناعة المتنامية التي بمقدورها إحداث الفارق في مستوى البرامج والفعاليات والمناشط الجاذبة والمنافسة لمثيلاتها من المهرجانات على مستوى المنطقة، تلك المهرجانات التي اكتسبت حضورا وتفاعلا عربيا ودوليا من حيث مستوى المشاركة والتفاعل والحضور والفعاليات النوعية الجاذبة والمشجعة والمستحدثة.
الحديث عن تفعيل دور المهرجانات السياحية في سلطنة عمان، والانتقال بها لمرحلة أكثر حضورا وعطاء هو مطلب ليس بجديد، بل طرح في لقاءات ومؤتمرات عديدة من خلال ما قدم من أفكار ورؤى وتوجهات تستشرف المستقبل بخطى ثابتة ومدروسة، لكنها لم تجد النور.
تتسم مهرجاناتنا في الكثير من الفعاليات بالرتابة وبأسلوبها التقليدي المتكرر إلا في قلة قليلة منها، نحن بحاجة للتحديث في النوع والمضمون والأهداف والتوجهات، هو توجه يتطلب الاشتغال عليه بحرفية عالية، إذا أردنا فعلا تحقيق المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المختلفة والمرجوة خصوصا تلك المتعلقة بالقطاع السياحي والتجاري.
واحد من الجوانب الأساسية والمهمة في نجاح أي مهرجان سياحي يتمثل في تلك الشراكة التي تربط بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، هنا نتحدث تحديدا عن شركات الطيران، والمنشآت السياحية، والقطاعات التجارية، وأفراد المجتمع، هذه الشراكة التي تمثل الرهان الأهم في نجاح أي حدث سياحي، نمتلك كل العناصر لنجاح أي تظاهرة سياحية بحجم مهرجان مسقط، أو خريف صلالة أو غيرها من التظاهرات، هي مرحلة تتطلب العمل والتخطيط، ولنا من التجارب القريبة نماذج عالمية مشرفة.

* مصطفى المعمري