قال الله تعالى:(يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) (الأعراف ـ 31).
معاني الكلمات: (خذوا زينتكم): ألبسوا الثياب الساترة الجميلة، (عند كل مسجد): عند كل صلاة وطواف.
التفسير الإجمالي:
كانت العرب في الجاهلية تطوف بالبيت عراة، بحجة أن ملابسهم قد ارتكبوا بها المعاصي فلا يجوز أن يقابلوا بها الله سبحانه وتعالى، فنهاهم الله عن ذلك تأديبًا منه تعالى لهم.
ولا شك أن الثوب عندما يستر العورة يكون زينة للبدن، كما لو لم يُلبَس يكون منظر البدن قبيحًا، وفوق الستر فإن يُحْمَل اللباس على النظافة والحُسْن، والتجمل به، حتى يكون المسلم بأحسن صورة في مقابلة رب الناس.
أما أدب المشي، فقد قال الله تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) (الإسراء)
معاني الكلمات: (مرحًا): كبرًا وبطرًا وخيلاء، (لن تخرق الأرض): لن تقطع أو لن تثقب، (ولن تبلغ الجبال طولًا): أي تكون مساويًا لطول الجبال أو أطول منها.
التفسير الإجمالي:
ومن دواعي الألفة الإنسانية بين أفراد المجتمع حسن المشي، لأن التكبر في المشي قبيح عند الله وعند الناس، فالله هو الأحد المتكبر، ومَن تكبر من خلقه كان مصيره النار، أما الناس فلا يحبون مَن تكبر عليهم، ويقال إن المتكبر الواقف فوق جبل مرتفع يرى الناس صغارًا ويرونه صغيرًا أو لا يكادون يرونه شيئًا، ثم هل هناك نتيجة محمودة للتكبر؟
لا توجد أية نتائج إيجابية له، فلو تكبر الإنسان فلن يستطيع خرق الأرض ولا مطاولة الجبال، بل هو فرد يائس، فحري لهذا اليائس أن يرفع عنه كبره، ويتواضع للناس حتى يحبه والله ويحبه الناس.

* علي بن سالم الرواحي
كاتب عماني