من فينا لا يبحث عن جمالية كرة القدم، ومن فينا لا يبحث عن المتعة الكروية التي تسر الناظرين العاشقين لجنون المستديرة..؟ اليوم تبدأ عجلة الدوري العماني لهذا العام في الدوران، معظم الأندية إن لم تكن أكثرها كانت في سبات عميق (نومة أهل الكهف) ولم تستعد بالشكل المطلوب، والضحية الجمهور المتيّم الذي يبحث عن المتعة والجمال المفقود في دورينا.
السؤال من يتحمل كل هذا الركود والبرود؟ وإلى متى نستمر على هذا الحال الذي يتكرر كل عام، وكل موسم نسخة كربونية من الموسم الذي سبقه (محلك سر)؟
رياضتنا في تراجع مخيف ولا توجد مؤشرات تنبئ بمستوى أفضل نظرا لبقاء الأسباب (تسألني عن الحال هذا هو الحال)، لا عين رأت ولا أذن سمعت، سوف يبدأ الدوري وينتهي والوضع سيبقى كما هو لا يستحق المتابعة أو التكلف لكي تذهب لمتابعة مباراة أغلبها يصاحبه (عك كروي).
منذ الصغر ونحن نحلم بدوري تنافسي مغلف بالرتم العالي، بعض الوقت يصبح تنافسيا ولكن ليست الجودة بالمستوى بل لأن حال الأندية يتشابه (يخلق من الشبه أربعين) إلا من رحم ربي،
ولسان حال الجمهور يردد (بح صوتي دمعتي هلت...الخ)، أتمنى أن تكون هناك وقفة من أصحاب القرار والعمل على صنع رياضة عمانية حقيقية تغلفها الجودة ويقيمها عمود فقري (النظام والتخطيط العلمي المدروس)، اليوم كما يعلم الجميع كرة القدم أصبحت صناعة تعتمد عليها معظم الدول والشعوب ونتمنى أن تضع (النقاط على الحروف) ومن خلالها نستطيع أن نتابع مباراة مثالية تحمل من النموذجية ما تكفي.
ولو تطرقنا إلى الحلول في البداية يجب أن يكون هناك توجه حكومي جاد لتطوير الرياضة العمانية في المستقبل، كما يجب رفع المخصصات المالية من الوزارة للأندية، ومن الحلول أيضا الدفع بالقطاع الخاص لتحمل مسؤولية الرعاية (ممثلة بالشركات الحكومية والشركات التي تسيطر على القطاعات الحيوية وخصوصا تلك التي تحصل على امتيازات حكومية). وعلى سبيل المثال، لِم لا يخصص بعض من مبالغ المسؤولية الاجتماعية لدى الشركات الكبرى لدعم الرياضة؟ وأيضا يجب حوكمة الأندية وإلزام مجالس الإدارات بوضع خطط وبرامج لتطوير الجانب الاستثماري لديها، ومن الحلول التي لا بد منها زيادة عدد البطولات الكروية في سلطنة عمان... دمتم بخير.


* خالد السيابي
من أسرة تحرير «الوطن»
[email protected]