- يعد مصدر قلق عالميا وأحد مسببات الأمراض الفطرية الناشئة
مسقط ـ «الوطن»:
أعلنت جامعة نزوى ممثلة بمركز الأبحاث الطبيعية والطبية أنها توصلت لعلاج تركيبة المضادات الفطرية المجربة حديثا والتي تمكنت من القضاء على الفطر كانديدا أوريوس (Candida auris) القاتل، وذلك بالتعاون مع عدد من الجامعات العالمية ومراكز الأبحاث الطبية بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والبرازيل. وحظي الاكتشاف بإشادة علماء دوليين وعدُّوه تقدما كبيرا في مكافحة مشكلة المضادات الحيوية والتي أصبحت تحديا كبيرا يشغل اهتمام العالم.
أكد ذلك الدكتور عبدالله بن محمد الحاتمي الأستاذ المساعد بمركز الأبحاث الطبيعية والطبية ومسؤول مختبر الأحياء الدقيقة بالمركز وأن الدراسة: هي الأولى من نوعها ضد الفطر كانديدا أوريوس (Candida auris)، وتعمل على تقييم نشاط علاجين جديدين من المضادات الفطرية في المختبرات للأدوية الجديدة وهما nikkomycin (nik Z) و diphenyl diselenide (PhSe) ضد الفطر المقاوم لجميع المضادات والمعروف بـ Candida auris. وأرجع الحاتمي أن اهتمام مركز الأبحاث الطبيعية والطبية بهذه الدراسة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بعدوى الفطر “كانديدا أوريوس” المقاوم للمضادات خلال السنوات العشر الأخيرة وبنسبة عالية بما فيها سلطنة عمان.
وقال: يُعد فطر Candida auris أحد مسببات الأمراض الفطرية الناشئة وهو مصدر قلق عالمي، ويعود ذلك في الغالب إلى مقاومتها للعديد من الأدوية المضادة للفطريات المتوافرة حاليا، وبالتالي جاء تنفيذ هذه الدراسة في ضوء ارتفاع معدلات الإصابة، ودعوات المنظمات الصحية العالمية بضرورة التصدي لمشكلة ارتفاع الإصابة بالعدوى الفطرية. ويشير الدكتور الحاتمي إلى أن العدوى الفطرية أصبحت من العدوى الأكثر انتشارا في كافة دول العالم، وتؤدي إلى مشاكل كبيرة خصوصا في تشخيصها وعلاجها إن لم يواكب العالم وتيرة تطوير عقاقير ومضادات جديدة، مشيرا إلى أن علاج الفطريات يُعد صعبا جدا وعادة ما يجمع بين عدة مضادات فطرية وبين العمليات الجراحية، ولكن قبل العلاج هناك مشكلة أكبر ألا وهي كيفية تشخيص العدوى الفطرية، حيث يتأخر الكثير من الأطباء في معرفة نوع الفطر المسبب للعدوى وذلك لعدم قدرة المختبرات غير المتخصصة في تشخيص حالات العدوى الفطرية بسرعة مما يؤدي إلى تفاقم العدوى وبالتالي صعوبة علاج المريض.
وذكر الأستاذ المساعد بمركز الأبحاث الطبيعية والطبية ومسؤول مختبر الأحياء الدقيقة بالمركز أن هناك عدة أسباب رئيسية لصعوبة تشخيص وعلاج العدوى الفطرية وتتمثل صعوبة التشخيص في قلة المختصين في هذا المجال وعدم وجود مختبرات تخصصية دقيقة في مجال الفطريات، بالإضافة لعدم فاعلية الكثير من المضادات الفطرية وذلك لمقاومة هذه الفطريات للمضادات، وأيضا التكلفة العالية وصعوبة توفيرها في الأماكن الموبوءة. وأوضح الدكتور عبدالله الحاتمي أن هذه المضادات المكتشفة الجديدة أو التي تمت تجربتها في المختبرات والتي تسمى nik Z تمكنت في التجارب المعملية من التأثير على فطر Candida auris الذي يقاوم المضادات الحيوية المعروفة وذكر كذلك أن المضاد الجديد nik Z سيجرب على العديد من حيوانات التجارب ومن بينها الفئران في الفترة المقبلة. وأضاف الحاتمي أن الأعوام المقبلة ستشهد إجراء تجارب ما إذا كان من الممكن استغلال الكثير من المضادات الجديدة المكتشفة في إنتاج أدوية ومضادات جديدة صالحة لعلاج البشر حيث إن النتائج التي توصلوا إليها تبدو مشجعة لتطوير المضاد والذي وصف بأنه واعد ضد فطر Candida auris. وأضاف الدكتور الحاتمي الأستاذ المساعد لعلم الفطريات المرضية بمركز الأبحاث الطبيعية والطبية الذي يعد من ضمن العلماء الذين شاركوا في التجارب لهذا المضاد وأسهم في تأليف البحث العلمي الرصين المنشور في دورية الفنجاي Journal of إن مشكلة مقاومة الفطريات خطيرة ونحن نحاول الآن جاهدين بكل ما نملك من معلومات متواضعة على أن نكون قادرين ولو بالمساهمة بالقليل في علاج المرضى الذين يعانون من العدوى الفطرية.