تعودنا من مولانا المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أن يديه الكريمتين دائما تشملان بعطائهما السخي الشعب الوفي وفق احتياجاته.. فهو يحرص دائما على التخفيف من ظروف الحياة المعيشية لأبناء شعبه، والعمل على كل ما من شأنه أن يجعلهم سعداء في عهده الزاهر.. وبالتالي فإن كل قرار حكيم من لدن جلالته يحمل من الأهداف الإنسانية ما يفوق قيمته المادية، مما يدل على حكمة جلالته، وهذا ما عهدناه دائما في شخصه حيث الكرم والجود والفكر المستنير.
وفي هذا الإطار يأتي التوجيه السامي لمولانا المعظم باعتماد وزارة المالية المبالغ اللازمة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية للعمل على توفير المستلزمات المدرسية مع بداية العام الدراسي، إضافةً إلى التغذية اليومية لطلبة المدارس الحكومية من فئتي أُسر الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود والذين يصل عددهم إلى (59030) طالبا وطالبة من كافة محافظـات سلطنة عُمان.
إن هذه القرار الأبوي لا يبرهن على مدى كرم وسخاء اليد الكريمة التي تعطي بلا حدود فقط، بل يثبت بالدليل القاطع القلب الحنون الذي يشعر بمدى ما تعانيه تلك الفئة من المواطنين من شظف العيش، خصوصا في ظل ارتفاع الأسعار القاسي، فأراد جلالته ـ أيَّده الله ـ أن يخفف عنهم بعض أعباء الحياة، ويصل بهم لبر الأمان، ويهدئ بال أبنائهم الطلاب ويشعرهم بأنهم لا يختلفون عن أقرانهم في شيء.
إن المواطن العُماني أساس التنمية ومما لا شك فيه أن تحقيق الاستقرار والطمأنينة له سينعكس بشكل مباشر في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.. ومثل هذه القرارات رسخت في نفوسنا اليقين التام بأن جلالته ـ أبقاه الله ـ حريص على راحة كل مواطن يتنسم عبير هذا الوطن وتوفير الحياة السعيدة له.. فالكرم والحرص على المواطن وراحته صفة من صفات قائدنا المفدى.
كل الشكر والعرفان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على لفتاته الإنسانية التي هي بلا حدود.. ونتمنى أن تكون بمثابة دفعة لهؤلاء الطلاب لكي يشاركوا بقوة وحماس في تنمية المجتمع.
**********
النجاح الساحق الذي حققه مهرجان الجبل الأخضر السياحي والذي اختتم فعالياته منذ أيام ونظمته وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع مكتب محافظ الداخلية ومكتب والي الجبل الأخضر وفريق عُمان من على ظهور الخيل.. دليل على نجاح السياسة الرشيدة للدولة في تعزيز السياحة الداخلية.. فرغم أن المهرجان كان في نسخته الأولى، إلا أنه استطاع أن يستقطب مئات الزوار الذين أقبلوا عليه للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والفعاليات الأخرى المتنوعة التي شملها والتي عملت على دعم الترويج السياحي، أبرزها مغامرة تسلق الجبال وخيام المعروضات والمنتجات وألعاب الأطفال، إلى جانب العروض الشعبية والموسيقية والفقرات المسرحية للأطفال وغيرها من البرامج والفعاليات التي أبهرت الحاضرين.
إن وزارة التراث والسياحة مشكورة لم تألُ جهدا من أجل إنجاح المهرجان فوفرت الخدمات اللازمة للزائرين ومن وسائل تنقل ومرشدين سياحيين حرصوا على تقديم المعلومات اللازمة لكل من كان بالمكان وغير ذلك من الخدمات التي سهلت على المواطنين رحلتهم وأشعرتهم بالراحة والمتعة.
لقد منَّ الله على عُمان بقيادة رشيدة حكيمة استوعبت المقوِّمات الطبيعية التي وهبها جل شأنه للشعب الوفي ومدى أهميتها كرافد من روافد الاقتصاد الوطني، فحرصت منذ بداية العهد الزاهر على تنميتها وتطوير البنية التحتية ووسائل المواصلات والاتصالات والمرافق والخدمات المختلفة التي تستقطب السائحين وتوفر لهم الراحة والأمان، وعدَّت أن السياحة مصدر مهم من مصادر تنويع الدخل وغير ذلك مما نهض بالقطاع السياحي وأصبحت سلطنة عُمان وجهة سياحية مهمة، وتم إدراج اسمها في قائمة الدول الجاذبة للسياح يشهد على ذلك العديد من التقارير الدولية التي أكدت على تنامي المقوِّمات السياحية العُمانية بصفة مستمرة إلى جانب تزايد أعداد السائحين العام بعد الآخر.
لا شك أن مثل هذه المهرجانات تُسهم في تطوير القطاع السياحي وتشجع القطاع الخاص على القيام بدوره المهم في دعم الاقتصاد الوطني، إلى جانب أنها تبرز الكنوز التراثية والتاريخية التي تحتويها الولايات المختلفة.. فبلادنا ـ ولله الحمد ـ تتمتع بتنوع بيئي وجغرافي كبير مما جعلها قبلة سياحية على مدار العام ينشدها كل من يرغب في الاستمتاع بالطبيعة الخلابة الساحرة والحضارة الأصيلة، والآثار التاريخية العريقة، والمحميات الطبيعية الثمينة والمناخ المعتدل، وكل ما يسر القلب والعين والروح.. ففي رأيي أن بلادنا قطعة من جنة الله في الأرض التي ليس لها مثيل في العالم والتي تقف الكلمات عاجزة أمام التعبير عن سحرها وجمالها وقيمتها في نفوسنا جميعا.. لذلك نتمنى أن نرى مثل هذه المهرجانات في كل المحافظات؛ لأن كلا منها يحتوي على كنوز تستحق أن يتعرف عليها الجميع.. وندعو الله أن يستقطب المهرجان في أعوامه القادمة الآلاف من الزائرين من داخل السلطنة وخارجها.
ومن المعلوم للجميع أن السياحة الداخلية لا تقل أهمية عن مثيلتها الخارجية.. فالمثل العربي يقول “أهل مكة أدرى بشعابها” وبالتالي فإن المواطن العُماني أولى بالتعرف على معالم ومقوِّمات بلاده السياحية وما تملكه من كنوز، فهذا يجعله حريصا على الحفاظ عليها وصيانتها وتنميتها وتطويرها، ومُلمًّا بتراث أجداده وهبات ربه ويعزز من انتمائه للوطن.
لا شك أننا بحاجة لمثل هذه الفعاليات، ونتمنى أن نراها في كل ولايات سلطنة عُمان حتى تصبح السياحة بحق إضافة قيمة للاقتصاد الوطني.. ونتقدم بالشكر الوافي لكل من رعى هذا المهرجان وشارك في فعالياته الرائعة.. حفظ الله وطننا الحبيب وأدام عليه طبيعته الخلابة.


ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني