محمد سيف الرحبي يتساءل "من قتل شهريار؟" وسعيد السيابي يطرح خيارات الإجابة

مسقط ـ "الوطن" :
يعود الكاتب محمد بن سيف الرحبي إلى قارئه هذه المرة عبر عمل مسرحي صدر عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة يتضمن مسرحيته "من قتل شهريار؟" التي قدمتها فرقة الصحوة المسرحية في الدورة الأخيرة من مهرجان المسرح العماني العام الماضي بالبريمي.وهذا العمل المسرحي هو الإصدار الأول لمحمد الرحبي بعد مجموعة من الإصدارات التي قدمها خلال العشرين سنة الماضية، علما أنه قدم للمسرح العماني منذ مسرحيته الأولى "مرثية وحش" أكثر من عشر مسرحيات تنوعت بين الكوميديا السياسية والاجتماعية.
يكتب الدكتور سعيد السيابي عن المسرحية دراسة نقدية جاءت في مقدمة الكتاب، إن النص المسرحي الذي يقدمه الرحبي "من قتل شهريار" يستدعي مستويين رفيعين أحدهما ظاهرا من الناحية الشكلية ويمثله التناص مع ألف ليلة وليلة وعوالمها من خلال شخصية البطل شهريار وشهرزاد، والمستوى الثاني الكامن في متن النص ورسالته الواقعية بما تفرضه من تشابه في معادلة القيم والمقولات اليومية التي حاول الرحبي كشفها من خلال تقديمها على لسان الشخصيات والمواقف التي تتعرض لها، وهي قضايا واقعية حاصلة فعلا في القرن الحادي والعشرين في العالم العربي والخليجي على وجهه التخصيص كاستخدام وسائل الاتصال الحديثة والانترنت وقضايا الاعلام الاجتماعية، وسوف ندلل عليها بشيء من التفصيل في تحليلنا لفصول النص المسرحي.
ويضيف الناقد المسرحي الدكتور سعيد السيابي أنه في مسرحية "من قتل شهريار" يدور السؤال الأبرز بسمات ملتبسة وممتنعه على جميع محاولات الحصر والتكهن من الوهلة الأولى، وهنا تظهر براعة التناول والطرح الجديد لحكاية تم تقديمها أكثر من مره في النصوص المسرحية العربية ، إذ يمثل الحل عند الرحبي حل يُعلّي طاقة من طاقات الحُلم والخيال، ويتحدى جفاف الواقع وسطحيته، وامتناع وسائل النشر عن تقديمه بحجة أنه من الممنوعات والمسلمات التي لا يجب التطرق إليها وهو موت الملك مقتولا برصاص حراسه وهو متنكرا بثوب غير ثوبه في انكشاف للنبوءة التي حاول الملك شهريار تفاديها طوال حكمة بعدم نزول قطرة دم واحده بسببه، فكان هو النازف الأول، والمعاقب الوحيد الذي نال جزاء ثقته في حاشيته، وأول قطرة دم كان خائفا من سقوطها هي التي انسكبت من وجهه.