[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
انضمت اليابان الى ضحايا " داعش"، لم يستطع تقدمها التكنولوجي اسعاف مواطنيها.. وقبلها كانت فرنسا وبريطانيا، ومن قبل الولايات المتحدة، ودائما عرب من اجناس مختلفة قد يكونون في صحراء سيناء، او قد يكون طيارا اردنيا .. انه قتل امم شعوب ممثلة لأمم .. صورة سوداء لحاضر تقشعر له الابدان، ومع ذلك يظلل هذا العالم عمل خجول للاطاحة بجرثومة الارهاب الطارئة على المنطقة.
العالم مأزوم في نظرته لذاته، كلما قتل منه، تداعى في لحظته ثم غاب عن السمع .. ألم يدرك بعد ان الوحشية باتت علما، وهو ايضا تسفيه وتحقير لصورة التاريخ المستجمع في مكتبة او متحف او في الهواء الطلق ـ ف " داعش " مثلا، اضاف الى بربريته المتوحشة في القتل، عملا مخزيا هو في صلب تكوينه ايضا ، حين سطا على متحف الموصل التاريخي الذي يعود الى آلاف السنين فأعمل فيه نهبا، ثم ذهب الى مكتبته التاريخية التي تحتاج البشرية لكل كتاب فيه ولمخطوطاته فاخرجها عبر ست شاحنات وذهب بها الى مكان مجهول، هو ايضا يبيعها في اسواق العالم، تدر عليه اموالا لاتحصى لما عليها من قيمة ثمينة. بل انه لم يترك كنيسة او مسجدا تاريخيا الا وسرق محتوياته وعمد ايضا الى بيعه، فلصوص الآثار ينتظرون لحظة من هذا النوع، انهم ايضا " داعشيو " الاحساس، همهم الوصول الى اهدافهم، تماما كما جرى لمتحف بغداد الذي نهب وسرق بالجملة، وعندما شاهدت المسؤولة عنه مشهد تحطيم محتوياته اغمي عليها وقيل انها اصيبت بجلطة قلبية.
يعيش العالم ابشع تعبير عن بربرية تحفر عميقا في مجتمعاته .. اينما تطلعنا سنجد الارهاب متفشيا، فيما اعتماد الحرب الحقيقية عليه عالميا مازال خجولا اوعلى الورق في بعضه، الوحيدون الذين يقاتلون هم العرب، سوريا يواجه جيشها بضراوة، والعراق في جميع وجوهه جيشه والبشمركة والحشد الشعبي، ومصر خرج جيشها ليقدم فاتورة سخية من دمائه ضد تلك الظاهرة التي اعلنت عن وجودها في سيناء .. ولولا نضالات الكرد في عين العرب لما تم تحرير المدينة بعد 143 يوما من القتال الدامي يقال انها تهدمت في بعض اجزائها.
مصيبة عالمية، تحتاج الى وقت طويل من الصراع ضدها كما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي نقل الحقيقة الى قادة جيشه وجنوده بانهم امام معركة كبرى، شرسة في كل جوانبها. فالكل بات مؤمنا انه امام معركة تحتاج لصبر وهمة، فتلك الجحافل من التنظيم الارهابي يخف تأثيرها كلما نجحت السيطرة عليها وقتل اعداد منها، لكنها تزيد من حجم تأثيرها عندما تتقدم .. ولعل آخر ماوصلنا ان هنالك اعدادا من ارهابييها السعوديين تركوا مواقعهم في سوريا وغادروا الى تركيا ثم عادوا الى بلدهم السعودية.
هو زمن لا رحمة فيه، الاخلاص لروحه يكون في التضامن العالمي الحقيقي الخارج عن الكلام فقط والذي لم يصرف حتى الآن .. هو ارهاب عالمي يحتاج الى نصرة عالمية للتعامل معه وقتله .. لقد روع تاريخا ، لكن قابلية الخلاص منه أكيدة.