- برصيدها الفني أكثر من 200 لوحة فنية و 80 كتاباً للأطفال و7 أفلام رسوم متحركة


أجرى اللقاء ـ وحيد تاجا:
الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل من الفنانات البارزات في الساحة السورية، وهي من المهمات عربياً على صعيد رسوم الأطفال.. أو كما تحب ان تسميها (لوحة الطفل). في رصيدها الفني أكثر من 200 لوحة فنية و 80 كتاباً للأطفال، و7 أفلام رسوم متحركة. أقامت العديد من المعارض في سوريا ولبنان والأردن وفرنسا وإيطاليا. وحصلت على جوائز عديدة.

✱ مابين معرضك الأول (البحث عن الذات) ومعرضك (العودة إلى الذات) ما الذي تم بالنسبة للفنانة لجينة؟
✱✱ كل ما تم كان ضمن محاولة لفهم الإنسان أكثر من خلال العالم المحيط به.. من خلال الأصوات التي يسمعها.. أصوات الموسيقى والعصافير والريح.. من خلال الألوان التي يراها.. من خلال غضب الطبيعة المشابه جدا للحالات الإنسانية... فهذا كله بحث، ولكن في البداية كان بحثا عن الذات في أعماقي أنا، لأنه عندما تريد أن تفهم أي شيء من حولك يجب أن تفهم نفسك أولا وقبل كل شيء، أنا لا ادعي أنني فهمت نفسي بشكل كامل.. هناك أشياء يبقى الإنسان يبحث عنها وهو يشعر أنه لم يصل إلا لجزء صغير من اللغز الغامض الذي هو العالم من حوله.. والعالم في داخله.

✱ لماذا المرأة هي المحور الأساسي دائمًا في أعمالك؟
✱✱ أنا لا أضع خطة مسبقة لرسم المرأة أو الرجل، ولكن هناك بحث في الأعماق. دعوة إلى الذات، وقد يكون الشكل الإنساني هو المرأة من خلال عودتي إلى ذاتي أنا المرأة. فاللوحة تفسير لأشياء أجهلها شخصيًّا.. فيها محاولة كشف علاقتي مع الداخل والخارج، ويمكن أن أقول: إنه عندما سيطر عليَّ موضوع النَّبْش والبحث في الأعماق رسمت المرأة. ولكن عندما سيطرت عليَّ الموسيقى وتحويلها إلى لون كان هناك عناصر مختلفة نساء ورجال، بل كان العنصر الرجالي هو الغالب.

✱ يلاحظ ازدياد غياب التفاصيل عند رسمك للإنسان؟
✱✱ يمكن لكل فنان يمتهن رسم (البورتريه) أن يرسم الوجه بشكل دقيق ومضبوط. ولكن بالنسبة لي الغاية مختلفة.. فما يهمني هو البحث في أعماقه، ولذلك فإن ضربة الفرشاة التي توضع على اللوحة هي تعبير عن مشاعري وليس عن فتحة عين أو حركة أنف غير عادية، بمعنى أني أهتم بلمسة الفرشاة التي تعبر عن حِسٍّ ذاتي وعن انفعال وخبرة وتقنية الفنان، وليس عن علاقات جمالية بحتة، من هنا يأتي غياب الملامح أو غياب التفاصيل الدقيقة، ولكن المتلقي يشعر مع هذا أمام اللوحة بشعور الغضب أحيانًا أو الدفء العارم أو الحزن الكبير، وليس بالضرورة أن يشعر أنه أمام شابة أو عجوز.

✱ استوقفتني حركة اليدين في أعمالك الأخيرة؟
✱✱ فيها الكثير من التصوف ومن الغضب ومن الرفض والقبول والإحساس العالي.. اليدان بالنسبة لي هي طريقة التعبير الأصدق والأقوى، هي أداة التعبير المثلى عندما أقف عاجزة.

✱ من المعروف أنك أهم رسَّامة أطفال في سوريا، ما الذي قدمته الفنانة لجينة في عالم الطفل؟
✱✱ أنا لست أهم رسامة للأطفال، فكل فنان يعمل بأسلوبه الخاص. بالنسبة لي أحب رسم الأطفال وأمارسه بشغف وصدق، وهذا المطلوب من رسام الأطفال. وباعتقادي ان النقلة التي حاولت أن أضيفها إلى رسوم الأطفال هي أن تصبح لوحة فنية حقيقية تحمل إضافة إلى التكوين حسا وعاطفة تميز اللوحة عن أي عمل آخر فهي جزء من الفنان. وطبعا عندما أريد أن أنقل الرسوم التوضيحية الى مستوى لوحة للطفل فهي نقلة نوعية ليست سهلة، وقد استغرقتني سنوات طويلةحتى استطعت أن أدخل تقنية اللوحة وحس اللوحة للعمل المقدم للطفل، وهذا الأمر انعكس ايجابيا على عملي بأني أصبحت أستفيد من اللوحة لكتاب الطفل ومن كتاب الطفل للوحة لأنهم أصبحوا يمشوا بخط واحد.

✱ اين تجدين نفسك في لوحتك للكبار ام في لوحتك للأطفال؟
✱✱ اللوحة هي حلمي، أملي وألمي في الوقت نفسه، هي راحتي وحريتي والحيز الذي أبثه همومي وأحاسيسي، ففيها الفرح والغضب، الخطأ والصواب، الحب والكراهية، فيها إنسانيتي.اللوحة هي رحلة في عالمي الداخلي ورؤيتي الخاصة لفلسفة اللون وتداعيات وقواعد التكوين المرئي واللامرئي.
أما لوحة كتاب الطفل فهي رحلة في عالم الخيال والدهشة التي يصنعها الإبداع..هي عطائي.. أمومتي.. وباختصار لوحة الطفل هي سلامي الداخلي ولوحتي هي عشقي وقلقي الذي لاينتهي.