تحت شعار "نحو حلول ذكية مستدامة"

محمد المحروقي: المؤتمر يسعى لتوحيد المقاييس والمواصفات الخليجية في مجال الكهرباء والاتصالات

مسقط ـ "الوطن":
افتتح صباح أمس بجامعة السلطان قابوس المؤتمر الثامن لمهندسي الكهرباء والإلكترونيات لدول مجلس التعاون الخليجي والمعرض المصاحب له وذلك بقاعة المؤتمرات، حيث رعى افتتاح المؤتمر معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، بحضور عدد من المسؤولين.
وتنظم الجامعة هذا المؤتمر تحت شعار "نحو حلول ذكية مستدامة" وبالتعاون مع جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات بالسلطنة وهي جمعية تقوم تحت مظلة جمعية المهندسين العمانية.
محرك أساسي
وألقى سعادة محمد بن عبدالله المحروقي رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه والرئيس الفخري للمؤتمر كلمة قال فيها بأن الطاقة بكافة أشكالها ومصادرها تحتل مرتبة كبيرة وهي المحرك الأساسي لعجلة التنمية في العالم أجمع ولهذا صار لزاماً على صناع القرار والمختصين التشاور والتباحث وتبادل وجهات النظر وطرح الأفكار الإبداعية من أجل الوصول إلى أفضل السبل في رفع كفاءة الطاقة وإيجاد المصادر الذكية والمستدامة، إذ أن الطلب المتزايد للطاقة الكهربائية يستدعي منا وقفة تفكر ونظرة مستشرقة للمستقبل القريب والبعيد وكيفية الإيفاء بهذا الطلب.
وحول أهداف المؤتمر ذكر سعادته بأنه يسعى إلى تبادل الخبرات والتجارب العلمية الحديثة ومتابعة البحوث المتخصصة بالتطورات الجديدة في مجال منظومة الاتصالات والطاقة وعلوم تقنيات الحاسب الآلي وأنظمة التحكم والأنظمة الدقيقة، إضافة إلى السعي لتوحيد المقاييس والمواصفات الخليجية في مجال الكهرباء والاتصالات وسبل تطوير التعليم الهندسي.
وأضاف: على الصعيد ذاته بأن المؤتمر يسعى للبحث عن آليات رفع كفاءة منظومة الكهرباء وسبل تقليل الفاقد في شبكات الكهرباء المختلفة وبيان طرق التحكم بالأحمال الكهربائية لمواجهة زيادة الطلب في وقت الذروة والنظر في مدى الاستفادة من تطبيقات الشبكات الذكية لدمج مصادر الطاقة المتجددة.
هدف أساسي
كما ألقى الدكتور عامر بن سيف الهنائي نائب رئيس اللجنة التوجيهية للمؤتمر وأستاذ مساعد بقسم هندسة الكهرباء والحاسب الآلي بكلية الهندسة كلمة ركزت على الهدف الأساسي للمؤتمر وهو إعطاء الفرصة للقطاع الصناعي والمؤسسات الاكاديمية لتبادل الخبرات التقنية. مع تسهيل تنمية مهارات الكادر الوظيفي في القطاع الصناعي وذلك من خلال حلقات العمل التخصصية، مشيرا إلى أن المعرض يشمل ولأول مرة مشاركة فعّالة من قبل الطلبة من جميع دول مجلس التعاون. كما أن هناك مسابقة أفضل ملصق طلابي وأعلن عن النسخة التاسعة للمؤتمر والتي ستقام في مملكة البحرين في شهر نوفمبر للعام 2016م القادم.
ستة متحدثين
وألقى الدكتور حسن النشاش رئيس لجنة البرنامج الفني كلمة تطرق فيها بأنه تبلغ عدد جلسات المؤتمر 18 جلسة موزعة على مواضيع مهمة ومتعددة تشمل أنظمة الطاقة الكهربائية، التحكم، الاتصالات ومعالجة الإشارة، هندسة الحاسوب وتقنية المعلومات، والإلكترونيات، والتعليم في الهندسة. كما يضم برنامج المؤتمر حلقات عمل في مجالات متنوعة.
وأما عن أوراق العمل فقد بلغ عدد أوراق العمل التي استلمتها لجنة البرنامج الفني للمؤتمر 198 ورقة عمل، و12 حلقة عمل، و22 ملخص من القطاع الصناعي من 31 دولة في اسيا وافريقيا واستراليا وأوروبا وشمال امريكا. تم تحكيم أوراق العمل المقدمة كم قبل محكمين اثنين من ضمن اكثر من 100 محكم من الخبراء حول العالم. بلغ نسبة قبول أوراق العمل 55% وهو يعكس المستوى العالي للمؤتمر.
قيادة التغيير
بعد ذلك قدم المتحدث الرئيسي في المؤتمر الدكتور سعد البراك مدير شركة "إلى" كلمة عن قيادة التغيير وأوضح الدكتور البراك أن التغيير هو الثابت الوحيد وإننا إذا أردنا أن نحدث التغيير فعلينا أن نفهم أولا عملية التغيير في البشر أنفسهم.
ولهذا السبب فقد لوحظ أن الخوف يحرك البشر لإحداث التغيير اكثر من أي شيء آخر. فالطبيعة البشرية أكثر استجابة لدفع الضرر اكثر من جلب المنفعة. وقد أعطى المتحدث أمثلة عديدة لشركات عالمية لم يعد لها وجود لأنها لم تحدث التغيير المناسب في هيكلية الشركة وأسلوبها مما أدى إلى انهيار هذه الشركات عند ظهور شركات أخرى منافسة لها.
كما أكد الدكتور سعد على أهمية العمل الجماعي في أي مؤسسة أو شركة وأن عصر الفرد الواحد لم يعد له وجود في هذا العصر. كما بين المتحدث أنه لابد للقائد أن يشرح أفكاره ورؤيته بوضوح لفريق العمل وإلا فإن الفشل هو مصير الشركة. بل إن المتحدث وضح أن التواصل بين القائد وفريق العمل يشكل 80% من مواصفات القائد الناجح. وقد أسهب المتحدث في تفصيل أهمية الخطط قصيرة المدى على حساب الخطط طويلة المدى. وقد بين أنه يفضل الانتصارات السريعة على الخطط الطويلة وذلك لأن البشر بطبيعتهم غير صبورين ويودون أن يروا النتائج بأسرع وقت ممكن.
وتأكيدا على الفكرة، فإن الدكتور البراك قد اكد ان القائد الذي لا يحدث تغيير فهو قائد فاشل. وإن التغيير لا بد أن يستهدف جميع المستويات وذلك يشمل الحالة العاطفية والفكرية وتصرفات فريق العمل. وختاما، تحدث الدكتور سعد عن تجربته الناجحة مع شركة زين الكويتية ووصولها للعالمية في زمن قياسي. في ختام حفل الافتتاح قام معالي الدكتور أحمد الفطيسي بتكريم رعاة المؤتمر.
مشاريع طلابية
بعد ذلك قام معالي راعي افتتاح المؤتمر بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي تضمن أركان لبعض الشركات الراعية بالإضافة إلى شركات أخرى وركن لمجموعة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الطلابية كذلك تم تخصيص الطابق العلوي من المعرض لملصقات مشاريع الطلبة من دول المجلس وقد قاموا بتصميمها وتنفيذها في مجال الكهرباء والحاسب الآلي. إذ تعد هذه المساحة مهمة جدا للطلبة لعرض مشاريعهم على الزوار والمهتمين والمتخصصين وذلك للاستماع لملاحظاتهم بغرض تطوير مشاريعهم وكذلك لبناء الثقة لدى الطالب ومد جسور التواصل مع العاملين في المجال نفسه. كما تتيح هذه المساحة الفرصة للطلبة لتحويل هذه الأفكار إلى منتجات إذا لقت قبولا واهتماما من الزوار والمشاركين في المؤتمر من الشركات والهيئات التخصصية. كما توفر هذه المساحة للطلبة لعرض مهاراتهم في التفكير الإبداعي والبحث العلمي واستخدام التقنيات والوسائط المتعددة في وجود حضور المتخصصين المشاركين في المؤتمر والقادمين من كثير من دول العالم. كانت الاستجابة والحماس كبيرين للمشاركة من قبل كل فروع جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات بمختلف دول مجلس التعاون إذ تم استقبال العديد من المشاركات من مختلف الجامعات ومنها جامعة خليفة بدولة الإمارات وجامعة الملك فهد بالمملكة العربية السعودية وجامعة البحرين وكذلك من فرع جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات بدولة الكويت ومن دولة قطر. كما شارك من السلطنة طلبة قسم الكهرباء والحاسب الآلي بجامعة السلطان قابوس وكلية كالدونيان الهندسية. وقد وصل عدد المشاركات إلى 31 ملصقا، سيتم اختيار ملصقين من مشاركات كل دولة في مجلس التعاون الخليجي للدخول في منافسة للحصول على أفضل ثلاث مشاريع، بينما سيتم عرض بقية الملصقات للزوار والمهتمين. وكذلك سيتم منح شهادات وجوائز للملصقات الفائزة.