- يقدم رؤية قرائية للشعر المعاصر
الجزائر ـ العُمانية: تتناول د. وسيلة بكيس في كتابها (تجربة الجسد في الشعر الجزائري المعاصر) نماذجَ شعرية تُغطّي الفترة 2000-2012. ويقدم الكتاب -الصادر عن دار المثقف للنشر والتوزيع- رؤيةً قرائيةً للشعر الجزائري المعاصر من خلال (ثيمة الجسد). وسلّطت الباحثة الضوء على المشهد الشعري، موضحةً أن درجة الوعي في الشعر الجزائري المعاصر تزايدت في ظل اكتشاف الشاعر لذاته ولأناه، في محاولة منه للعودة إلى مصادر الأشياء في الوجود وكُنهِ حقيقتها خاصّةً مع مطلع الألفية الجديدة حين بدأت بوادر لإدراك (فعل الكتابة) بوصفها تجسيدًا لفعل الذات والأنا على إيقاع اللُّغة والوجود، كما أنّ الكتابة الشعرية - وفقًا للباحثة- أصبحت تجسيدًا أعلى للحرية والإيقاع في اللُّغة والتاريخ، وتقنيات التجديد والانتماء لروح العصر ومواكبة الحداثة الشعرية وتطوُّراتها. وتوضح بكيس أن التجارب الشعرية المعاصرة أخذت تؤسّس للحل الفردي من خلال رفض تعاسة الواقع وبُؤس الحياة وشقائها، كما أدّت إلى شيوع معاني الحزن والإحساس بالغربة والظمأ النفسي، فأنتجت نصوصًا مضخّمةً بالتجريب وبالمعاني العميقة للروح لا بمفهومها الديني، بل بدلالاتها الوجودية القلقة ومتجدّدة السؤال عن المصير المحتوم والمستقبل المرتقب. وتشير بكيس إلى أن الرهان انتقل من (تجربة الشعر) إلى (تجربة الجسد)، حيث التفاعل بين جوهر الشعر وبؤرة الجسد المهيمنة، فكان الشعر متنفسًا يحقق فيه حريته وذاته ويُثبت وجوده وصيغه الفاعلة، من خلال ما برز من تجارب الشعراء الجزائريين المعاصرين المشتغلين بِهَمِّ التجريب الشعري والتجديد الحداثي والجسدِ وقضاياه ومشكلات الوجود. ثمّ اعتُبر الجسد مدخلًا مشروعًا لقراءة الشعر الجزائري المعاصر، بوصفه وحدةً جوهريةً بين الذات وموضوعها في الوجود. وخلصت الباحثة في ختام كتابها إلى أنّ (الجسد) شكّل بؤرةً حقّق الشاعر الجزائريُّ المعاصر من خلالها عبور المتاهات وانفتاح مغاليق الوجود أمامه، منيرًا المناطق المعتمة في الشعر