- الكاتب العماني وصل لمكتبات العالم العربي وصفحاته الثقافية ومجالاته العربية المهتمة بالسرد

مسقط ـ العُمانية: نظّم النادي الثقافي بمقره في القرم ندوة (حكايات بصرية) التي تعرّف بالقواعد العامة لإعداد وكتابة المسرحيات القصيرة المأخوذة عن القصص العمانية القصيرة، بمشاركة مجموعة من الكتاب والباحثين في الشأن المسرحي العماني والعربي، وهم الدكتور سعيد بن محمد السيابي وسمير بن فايل العريمي، ومن المملكة المغربية عبد اللطيف فردوس.تهدف الندوة التي تستقطب عددًا من الشباب العماني إلى الاستفادة من الإنتاج العربي في مجال القصة القصيرة في سلطنة عمان، مع التركيز على أسس الإعداد المسرحي للقصص القصيرة وصولًا إلى مرحلة كتابة المسرحيات القصيرة.

كما تسعى الندوة إلى آليات تحويل الإنتاج القصصي إلى أعمالٍ مسرحيةٍ، والمراحل التي يمر بها، فهناك عناصر مشتركة تجمع النص القصصي القصير مع النص المسرحي مما يسهّل صناعة تحويل التجربة السردية إلى نوع كتابي آخر يعتمد على الحوار، وأن مثل هذه التجارب الكتابية التي تستفيد من بعضها البعض تكون أكثر نضجًا وقوةً كونها تُدخل أكثر من عملية إنتاج وقراءة وإعادة كتابة. كما إن الدخول في عملية التحويل من جنس أدبي إلى آخر يأتي بالاعتماد على الأسس الكتابية وقواعدها والنص المسرحي الذي يقوم على الموضوع الذي تصل رسالته عن طريق الحوار، وهو العنصر الأهم بين نص قصصي يقوم على السرد والمسرح الذي يقوم هو الآخر على الفعل، ويشتمل على العناصر الدرامية من الصراع بأنواعه الداخلي النفسي والخارجي وصراع الفرد مع الفرد وصراع الفرد مع الجماعة والمجموعة مع المجموعة، مرورًا بعناصر الحبكة والعقدة والنهاية بأنواعها.
وفي السياق ذاته تقترب الندوة من النص القصصي العُماني، كونه وصل إلى النضج ليكون حكايةً مسرحيةً تطرح قضايا متعددةً تواكب الواقع المعاش، فالنصوص العُمانية تشكلت في إطار بيئتها وتتحرك في ظل هذا المجتمع الذي يعيش في الماضي المتوارث من عادات وتقاليد وأعراف، ويتطور مع الواقع ويتأثر بما يدور حوله من تطورات متسارعة وبعض كتاب القصة ذهب للتفكير في المستقبل وما سيكون فيه من تغييرات وطموحات يراها الكاتب ويرويها بلسان شخصياته، وهكذا هو المسرح الذي يُعتبر مرآة للمجتمع ويشتغل على كل ما هو مؤثر وجاذب ويتشاكل مع الواقع ويحاول تسليط الضوء على القضايا الملحة والأكثر جذبًا للمشاهدين.
كما تقترب الندوة من القواعد والأسس الفنية لإعداد وكتابة المسرحيات الصغيرة، فالنص المسرحي له قواعده المعروفة وهي في الأساس التي يجب أن يعرفها كل كاتب مسرحي، ولا تخرج معظم النصوص عما هو متعارف عليه، فإذا قدمت التبسيط للفكرة تبقى الثوابت راسخة ومتشابهة، لكن أيضًا كل نص يحمل في ظهوره أفكار كل كاتب حذق، فالتفاصيل الداخلية هي التي تميز كل نص عن غيره من النصوص القصصية، فالنص عادة ما يعتمد على ذات القواعد الثابتة، لكن كل كاتب يضيف بصمته ولغته والعمق الفني الذي يراه مناسبًا لظهور نصه، وأكثر ما يميز النصوص المسرحية القصيرة هو التكثيف الذي يلتزم بما هو ضروري ومهم أن يُكتب أو يقال في النص، فهذا التكثيف للحدث وتوحيد الرؤية لتكون مختزلةً لا تتجاوز الصفحات المعدودة من صفحة واحدة وأقل من ثلاثين كحدٍ أقصى.
وتبرز الندوة النقاط التي تتشارك فيها القصة القصيرة في سلطنة عمان مع ما يقدمه السرد القصصي أيضًا في الوطن العربي، فالكاتب العماني وصل لمكتبات العالم العربي وصفحاته الثقافية ومجالاته العربية المهتمة بالسرد، ويشارك مع المنتديات والندوات العربية بالحضور بدايةً ومن ثم مشاركًا ككاتب وضيف يحضر ويتفاعل مع ما يُقدم، بل وأصبح منافسًا مثله مثل بقية الكتاب العرب، واستطاع الحصول على جوائز عربية في الكتابة السردية وهذا التفاعل ليس غريبًا عن الثقافة العمانية العميقة منذ قرون، فهي ثقافة منفتحة وتتلاقح مع جذورها وثقافتها العربية الأصيلة، واستطاعت مؤسسات الدولة المعنية -بدعم المنتج الثقافي على مدار عقود- أن تكون حلقة وصل بين الكاتب العماني وغيره في الأقطار العربية، وهناك جوائز محلية مجدية على رأسها (جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب) التي تعد من أرفع الجوائز العربية قيمةً ومكانةً للكتابات السردية وأهمها.