دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
قالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن حكومة بلادها تؤكد على أن هذه الأعمال الإرهابية لن تثنيها او تضعف من عزيمتها على استمرار مكافحتها للإرهاب ولجماعاته ومرتزقته كما أن سوريا ستستمر في الوقت نفسه في جهدها لانجاز المصالحات المحلية وإرساء حل سياسي للأزمة في سورية أساسه الحوار السوري السوري وبقيادة سوريا”. جاء ذلك في رسالتين متطابقتين وجهتهما الوزارة إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة حول العمل الإرهابي الذي استهدف أمس حافلة ركاب مدنية في مدينة دمشق أدانت فيهما الإرهاب بمختلف أشكاله بأشد العبارات. وجاء في الرسالتين اللتين تلقت “سانا” نسخة منهما أمس .. تعرضت مدينة دمشق مجددا لعمل إرهابي جبان استهدف المدنيين الأبرياء في ساعة ذروة حركتهم اليومية حيث استهدف الإرهابيون حافلة مدنية لنقل الركاب بعبوة ناسفة شديدة الانفجار في منطقة الكلاسة القريبة من سوق الحميدية المكتظ بالمدنيين ما أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد ستة مدنيين وجرح ما يزيد على 24 آخرين من بينهم أطفال وإلحاق أضرار مادية كبيرة في الممتلكات في حين تم إبطال مفعول عبوة ناسفة ثانية من قبل عناصر الهندسة. وأكدت الوزارة أن هذا العمل الإرهابي يأتي استمرارا لسلسلة التفجيرات الإرهابية المماثلة التي تستهدف المدنيين الأبرياء في معظم المحافظات السورية بواسطة القذائف الصاروخية وقذائف الهاون وما يسمى “مدافع جهنم” والعبوات الناسفة المختلفة منذ نحو أربع سنوات على يد التنظيمات الإرهابية المسلحة المأجورة لبلدان إقليمية ودولية فقد عانت مدينة حلب بشكل كبير من هذه الجرائم حيث تحولت إحياؤها وتراثها ومدنيوها من رجال ونساء وأطفال إلى هدف للنهب والتدمير والقتل اليومي على يد هذه التنظيمات ونذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر قيام الإرهابيين بتاريخ 28 كانون الثاني 2015 بقصف حي الأشرفية والخالدية بقذائف الهاون و”مدافع جهنم” ما أسفر عن استشهاد مدنيين وإصابة 32 آخرين وقيام هذه التنظيمات الإرهابية بتاريخ 30 يناير 2015 بتفخيخ وتفجير نفق حفرته تحت سور الجامع الأموي الذي يعود بناؤه إلى القرن الثامن الميلادي ما أدى إلى انهيار جزء من سوره الشرقي وقبلها كان إرهابيو “جبهة النصرة” فجروا مئذنة الجامع الكبير وبابه الجنوبي بتاريخ 24 ابريل 2014 وفجروا سوره الجنوبي في شباط 2013 ونهبوا وسرقوا وحرقوا محتوياته في تشرين الأول عام 2012. وتابعت الوزارة ..أن هذه الأعمال الإرهابية المتكررة للتنظيمات التكفيرية ضد المدنيين الأبرياء وضد أماكن العبادة تعبر عن طبيعة هذه التنظيمات ذات الفكر الظلامي المعادي للحضارة الإنسانية. وقالت الوزارة.. أن “التفجير الارهابي الذي شهده أحد أهم وأعرق وأقدم الأسواق التجارية في مدينة دمشق وقصف الإرهابيين العشوائي لمدينة حلب وقيام “داعش” الإرهابي بذبح مواطنين يابانيين اثنين تأتي ضمن سلسلة عمليات التدمير والقتل وقطع الرؤوس وأكل لحوم البشر التي تقترفها جماعات إرهابية مسلحة كتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” و”الجيش الحر” و”جيش الاسلام” وغير ذلك من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تدور في فلك تنظيم القاعدة بحق الإنسان والإنسانية والتي مارست هذه الجرائم منذ بدء الأزمة في سورية وحتى الآن . وأضافت الوزارة إن “الجمهورية العربية السورية إذ تدين بأشد العبارات الإرهاب بمختلف أشكاله تكرر مطالبتها مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بإدانة هذه الجرائم الإرهابية وتدعو إلى اتخاذ ما يلزم لمحاسبة مرتكبيها ومن يقف خلفهم من دول وقوى إقليمية ودولية تجاهر وتفاخر بدعمها لتلك الجماعات الإرهابية المسلحة وتكرر سورية مطالبتها مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم لمنع هذه الدول من الاستمرار في تقديم هذا الدعم تنفيذا لقراراته ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ولاسيما قراره رقم 2170 ويتطلب هذا قيام دول العالم بالتعاون والتنسيق مع جهود حكومة الجمهورية العربية السورية في حربها على الإرهاب”. من جهته اكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن أصداء اللقاء السوري بين الحكومة السورية ومجموعات مختلفة من “المعارضة” في موسكو كانت إيجابية لافتا إلى أن المعارضين السوريين الذين لم يتمكنوا من المشاركة في اللقاء التشاوري التمهيدي السوري السوري الأسبوع الماضي في موسكو أعربوا عن رغبتهم بالسفر إلى روسيا للمشاركة في اللقاء المقبل. وقال لافروف في مؤتمر صحفي لوزراء خارجية مجموعة ريك روسيا والهند والصين إننا نسمع ردود فعل إيجابية وهي تصدر ليس فقط عن المشاركين في هذا الاجتماع وإنما أيضا عن ممثلي تلك المعارضة الذين لسبب أو لآخر لم تتوفر لديهم القدرة على استغلال دعوتنا وهم اليوم يعربون عن رغبتهم بانهم يريدون أن يكونوا في عداد المدعوين للمشاركة في عملية موسكو في حال استمرارها . وأضاف لافروف إن المبادئ التي تم تحديدها في لقاءات موسكو تم تشاطرها من قبل كل “المعارضين” ولذلك فهناك أمل ولو انه ضعيف بأننا سنستطيع المساعدة في تشكيل ظروف البدء في عملية سلمية يشارك فيها كل السوريين على أساس بيان جنيف1 والاتفاق على كل المواضيع الخاصة بحياة ومصير بلدهم. وأشار لافروف إلى أن روسيا ستتابع المشاورات مع شركائها الدوليين والدول المجاورة لسورية ومصر التي تتخذ خطوات للمساعدة على تشكيل موقف موحد للمعارضة ولا سيما أن لقاء موسكو يجري بنفس الاتجاه.
وأوضح لافروف أنه بحث مع نظيريه الهندي والصيني قضايا العالم المختلفة كالوضع في أوكرانيا وأفغانستان واتفق الجميع على ضرورة توسيع التعاون ضد الإرهاب كما تم التطرق للأزمة في سورية وتثبيت الموقف تجاهها بضرورة الحل السلمي من خلال الحوار بين السوريين أنفسهم موضحا أنه تم إعلام الشركاء عن نتائج الاجتماعات في موسكو بين الحكومة السورية والمعارضة. من جهتها أكدت وزيرة خارجية الهند سوشما سواراج أنه لا يمكن تبرير الإرهاب ومن يموله ويدعمه بناء على المعتقدات والأديان والمذاهب مشيرة إلى موافقة نظرائها في اجتماع البريكس على مشروع الهند حول مكافحة الإرهاب الدولي معتبرة بأن التوصل إلى هذا الاتفاق هو إنجاز كبير يعزز موقفهم وقدرتهم على التأثير فيما يحدث في العالم.