مسقط - الوطن :
اختتمت فرقة مسرح الدن للثقافة والفن أمس الأول مشاركتها في مهرجان فجر الدولي المسرحي بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ، حيث قال محمد بن سالم النبهاني رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن : كللت المشاركة بالنجاح، ووفقنا في هذه المشاركة فقد كانت حلما يراودنا، وأصبحت حقيقة، ومنذ هذه اللحظة أصبحت في ذاكرة الفرقة التي تفخر بها كثيرا، خاصة وأننا واجهتنا العديد من التحديات التي وقفت أمام هذه المشاركة، وكان إصرارنا أكبر منها، وكنا أول وفد مسرحي يشارك في هذه التظاهر الكبيرة.
وقال إدريس النبهاني مخرج العرض : استطيع أن أقول إن "بازار" حضرت بشكل جميل في مهرجان فجر الدولي، مؤكدا على أن هذا الحضور يزيدنا إصرارا على تقديم الأفضل في قادم الأيام، وأضاف النبهاني: الجميل في هذا العرض أننا نقدمه وقد بدأ ينضج، وما أقصده أننا اعتدنا أن نقدم العرض الأول للمسرحية في مسابقة المهرجان دون أن تتاح له الفرصة لتجربة نفسه واكتشاف ما يحتاج إلى تكميله قبل المغامرة به في المهرجانات المختلفة، أما هذا العرض وقبل هذه المشاركة بالذات فقد تشبع بتجربته إلى حد كبير ولذلك وصفته بالعرض الناضج حيث إننا اشتغلنا عليه مرارا وتكرارا، تجويدا وترصينا.
وتمنى "النبهاني" أن تكون هذه المشاركة فجرا جديدا على فرقة المسرح الدن للثقافة والفن، من خلال القوة الإيجابية التي منحتهم إياها هذه المشاركة، ومن خلال اطلاعهم على التجارب الجديدة المختلفة، مؤكدا أن نتائج هذا الاطلاع ستكون إيجابية على الفرقة على المستويين القريب والبعيد. وتكريما من إدارة مهرجان فجر الدولي لأول حضور للمسرح العماني في إيران فقد ترجمت اللجنة المنظمة امتنانها بهذا الحضور واحتفائها به بافتتاح معرض المصلقات المسرحية للفنان العالمي الفنلندي كاري بيبو تحت رعاية رئيس الفرقة محمد النبهاني بحضور الدكتور الفنان صالح بور مدير المهرجان، وقد ضم المعرض عددا من الملصقات المسرحية التي صممها الفنان كاري بيبو خلال مسيرته الفنية. وتجدر الإشارة إلى أن فرقة مسرح الدن اعتادت أن تحضر في مشاركاتها المسرحية بشكل مختلف اعتاد عليه الجمهور المسرحي الذي يتابع الفرقة، ويشيد به الجمهور الذي يحضر لأول مرة فهي تقيم معرضا مصاحبا قبل كل عرض يفتتحه راعي المناسبة، ويحضره الجمهور المسرحي الحاضر للعرض، حيث تقدم فيه كتيبات ومواد تسجيلية، ومعلومات سياحية عن السلطنة، وعن الفرقة، كما تقدم الحلوى والقهوة واللبان العماني، وقد اعتادت الفرقة أن تكرم إدارة المهرجان المضافة فيه، وبعض الذين ساهموا في إنجاح مشاركات الفرقة، ففي هذه المشاركة قدمت الفرقة درعا تذكاريا لسعادة سفير السلطنة في الجمهورية الإيرانية تعبيرا عن شكر الفرقة للسفارة ولسعادة السفير على الجهود التي بذلتها السفارة والاحتفاء الكبير الذي وجدته من سعادة السفير، كما كرمت الفرقة مدير مهرجان فجر الدولي الدكتور صالح بور، ومعه مجموعة من الشخصيات المسرحية الإيرانية التي ساهمت في إنجاح مشاركة الفرقة في المهرجان، وكرمت عباس فيض الله اللواتي تقديرا لخدماته اللوجستية للفرقة أهمها الترجمة من العربية إلى الفارسية والعكس.
وقد تنافست مسرحية بازار مع 90 عرضا مسرحيا من اثنتي عشرة دولة هي: إيران، والعراق والكويت وألمانيا وكندا وفرنسا وبولندا وأرمينا وجورجيا وروسيا، وبلجيكا، ولقي حضور الفرقة إشادة كبيرة من قبل حضور العرض المسرحي الذي وصلهم كما أراد له الفريق الإخراجي أن يصل. وانقسمت المسابقة إلى عروض محلية إيرانية تتنافس مع بعضها البعض في مسابقة مستقلة، وتنافس العروض الدولية وبعض العروض الإيرانية في مسابقة أخرى، وتكونت لجنة التحكيم من خمسة محكمين ثلاثة منهم من الجمهورية الإيرانية، ومحكمة كندية، ومحكم ايرلندي. ويعد مهرجان فجر الإيراني من أهم المهرجانات في الخارطة المسرحية حيث يصل المهرجان في دورته هذه إلى النسخة الثالثة والثلاثين وتشمل عروض المهرجان عروض المسارح و الشوارع ، حيث تقسم عروض المسارح على ستة مسارح موزعة على مناطق مختلفة في العاصمة الإيرانية طهران، وسيكون المهرجان على موعد مع حلقات العمل التدريبية المقدمة من إيران وإيطاليا وألمانيا وبلجيكيا تغطي مختلف الجوانب المسرحية، كما تقام على هامشه العديد من الندوات الفكرية طوال أيام المهرجان. يحظى المهرجان بعناية كبيرة من الحكومة الإيرانية، فهو يقام احتفالا بذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وعيدها الوطني، ووصل عدد العروض المشاركة في المهرجان الماضي في دورته الثانية والثلاثين إلى "149" عرضا.
تجدر الإشارة إلى ان مسرحية بازار لفرقة مسرح الدن للثقافة والفن قد مثلت السلطنة في مهرجان المسرح الخليجي الثالث عشر المقام في الشارقة وحصلت على العديد من الجوائز منها جائزة اللجنة التقديرية وجائزة أفضل ممثل ثان للفنان خالد الضوياني وجائزة أفضل ممثلة ثانية للفنانة وفاء الراشدية كما حصلت المسرحية في مهرجان المسرح العماني الخامس بالبريمي على جائزة أفضل عرض متكامل، وأفضل مخرج لإدريس النبهاني وأفضل سينوغرافيا لأسعد السيابي. وبازار لفظة إيرانية تعني السوق، وتدور أحداث العرض في قرية عمانية يتصارع أهلها حول البئر الموجودة في القرية ويطرحون سؤال لمن البئر؟ ويبحثون عن الإجابة من خلال الاستعانة بالعديد من الوجوه التي يقترحها كل طرف من أطراف الصراع الذي يكون ضحيته الشباب " عذب وشامة" حيث يحرمان من الزواج ببعضهما بسبب الصراع حول البئر ليكون البئر لعنة على حبهم كما أنه المحور الذي يقوم عليه العرض المسرحي.