لم يمض سوى يومين أو أقل من بدء القضية أو الموضوع السابق حتى تخرج قضية أو موضوع آخر يُنسي الموضوع الأول بعد ان عبر فيه كل من رأى بأن كلمته ستثير الموضوع بطريقة أو بأخرى البعض يشارك وهو لم يع ما هو الموضوع بل قرأ كلمتين من الموضوع الأساسي وعلق بمائة كلمة قد تصيب اثنتان منها، والبعض الآخر يكتب مستهزئا وإن كان الموضوع لا يتحمل الاستهزاء ومع كل هذا وذاك هل كل المواضيع التي تطرح بوسم في وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يتم التفاعل معها؟ ولماذا أصبحت كل كلمة من الطرف الآخر تصبح قضية رأي عام وإن كان الموضوع ليس كما فُسر أو تم نقله بكلمات تحور الموضوع ويفهم بطريقة أخرى.
خلال الفترة الماضية طرحت مئات المواضيع برزت في مواقع التواصل الاجتماعي كل منها يحمل موضوعا مختلفا عن الآخر تفاعل معها المجتمع الإلكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي العامة (تويتر ، فيس بوك... إلخ) والخاصة كالوتس آب أو البرامج الأخرى التي تحملها أجهزتنا المثقلة بها، المجتمع الإلكتروني يجلس في قارب يتحرك حسب موجة هذه المواضيع وأحياناً إذا كان القارب في نهر جار مليء بالمواضيع يكون تأثره بالموضوع الذي يرمى سريعاً وانفعالياً لأن مياه النهر تتفاعل وتحمل القارب إلى اتجاهات قد لا يحبذها البعض أما إذا رمي الموضوع في مياه راكدة فإن الموضوع يأخذ راحته ويتم تحليله بهدوء قد ينتج عنها نتائج إيجابية لمصلحة الدولة.
تصريح وكيل الإسكان الأخير والذي تحدث فيه عن سحب قطعة الأرض التي لن تستغل بعد مرور سنة أثار الرأي العام بشكل كبير قبل معرفة خلفيات الموضوع وسبب ذلك التصريح وحيثياته، حتى خرج الوكيل وصرح بأنه رأي شخصي فقط ولا يمس توجهات الحكومة في شيء وإن لم يتقبل العذر من البعض بحكم منصبه، أليس من الأفضل في مثل هكذا مواضيع أن يتم التريث قبل التفاعل معها وذلك بمعرفة خلفيات الموضوع وما المغزى من هكذا مقترح قبل أن نصل لاستخدام مصطلحات نحن في غنى عنها بأخلاقنا وتعاملنا مع الأمور بحكمه، كموضوع التاريخ الذي باتت شريحة قد لا تمثل ذلك الشعب ترمي ببعض الكلمات المستفزة وذلك حتى تستمتع بالتراشق الذي يحدث بين الطرفين وقبل هذه وذاك هو ملاهاة عن التركيز في أمور أكثر أهمية في الحياة والانشغال بالقيل والقال بينما الآخر يبني ويفكر وينجز، نعم هناك بعض المغرضين لكن لنكن حذرين فيما يكتب ولماذا يكتب وحذرين أكثر في ردودنا وردة فعلنا.
مرة أخرى أكرر السؤال كل ما يكتب يستحق أن نتفاعل معه؟!، وهل كل الأشخاص يستحقون أن ننزل لمستوياتهم ونرد عليهم؟ أعتقد أن هناك البعض ممن انحدروا لمستويات هم في غنى عنها وكانوا ممكن أن يختاروا السلم الذي يأخذهم للأعلى بدلاً من السلم الذي يجرهم للأسفل، مثل هؤلاء الأشخاص لا يجب أن ننزل معهم ونخاطبهم فهؤلاء اختاروا بأن يبقوا في الأسفل وأن يرموا بكرات النار التي تبعثها أفواههم للأعلى فيستمتعوا إذا تفاعل المجتمع معها لأنهم وصلوا لمبتغاهم، ألا يفترض علينا كمجتمع يُحكم عقله أن ينأى عن الرد على مثل هؤلاء الأشخاص وإن كان رماة النار هم من المجتمع ولكن الأخلاق لا تبنى بالتراشق ومن فاته عمر صناعة الأخلاق فليعينه الخالق على ما ابتلاه، يجب ألا تُهدر طاقة المجتمع ووقته بالرد عليهم أو التفاعل معهم بل يجب ألا يعار لهم أهمية (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
أتمنى أن يكون مثل هؤلاء الأشخاص عظة وعبرة وألا يتم التعامل معهم بسياسة الاحتواء كما تم التعامل مع غيرهم لأن الجيل القادم سيعتقد بأن تصرفات مثل هؤلاء صحيحة وقد ينجرون من غير التفكير في عواقب الموضوع على المجتمع والوطن بل سينحصر تفكيرهم في الجانب الشخصي وهو الإساءة التي يقابلها التقدير فيما بعد ، فمن أخطأ وعبث بكلماته ضد الوطن يجب أن يكون التعامل معه بصفة يتعظ منها الآخر.
في النهاية ما أردت قوله بأن ليس كل ما يختزل في مائة وأربعين حرفا في تويتر كفيلا بتوصيل حيثيات قضية ما للمجتمع فهناك بعض القضايا لا يمكن الحكم عليها هكذا ويجب التريث قبل إطلاق الأحكام .

خولة بنت سلطان الحوسنية @sahaf03