ضمن فعاليات مهرجان مسقط الثقافية

كتب – عبدالله الجرداني : تصوير ـ علاء الوهيبي
ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان مسقط 2015 قدم الدكتور أحمد درويش الناقد وأستاذ البلاغة والأدب المقارن بجامعة القاهرة محاضرة ثقافية بعنوان "التواصل الإلكتروني والتفاعل الثقافي" وذلك في النادي الثقافي بحضور معالي محمد بن الزبير مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي ورئيسة النادي الثقافي وعدد من الأدباء والكتاب والمثقفين.
بدأ درويش محاضرته متحدثا عن ذكرياته الأكاديمية والثقافية بالسلطنة حيث كان يعمل أستاذا للأدب بجامعة السلطان قابوس ثم قدم قصيدة من تأليفه بعنوان "في محبة عمان" وفاء وعرفانا لما يكنه للسلطنة وأهلها.
بعدها تناول الدكتور احمد درويش فكرة الأدب الجماعي من خلال التواصل الإلكتروني التي بدأت تشيع فى الغرب فى فترات ليست بعيدة، كأن يكتب عمل وينشر على الإنترنت مثل رواية عن جريمة لم تكتمل ثم يطلب من القراء أن يجدوا الحل وتضاف الحلول للطبعة الثانية، لكن هذه الموضة، وعربيا يمكن أن تكون امتدادا لظواهر فى التراث العربي مثل ألف ليلة وليلة وحكايات التراث الشعبي لكنها تسير فى النمط الشفاهي ، وكذلك المتون والحواشي السائدة فى التراث العربي، فجسد الأدب العربي ليس غريبا على هذه الفكرة ، لكن درجة الثقافة للمشاركين والمتلقين هي الفيصل وهى التي تحتاج إلى عدم تسرع وأوضح مصطلح استخدم فى مجال الكتابات الإلكترونية الذي يقصد به نوع الكتابة التى يمكن أن تكون جماعية على الإنترنت ويمكن الاستفادة من الهايبر تيكست والهايبر ميديا بحيث تكون وسائل تثقيفية فهناك فرق بين أن يبث النص جافا أو يبث مصحوبا بصورة أو موسيقى او فيديو فهذه الأفكار تساعد فى تقريب الثقافة.
كما تطرق الى الأركان الرئيسة لعملية الكتابة وطبيعة الاختلاف بين التواصل سابقا وحاليا من حيث الوسيلة والفترة الزمنية، وتحدث عن أصل فكرة التواصل عند علمائنا القدماء الأوائل كما وجدت في الأدبيات التراثية وتطرق إلى جديد الفكر والأدب ومدى ملاءمة المادة الأدبية للعصر وكذلك التلقي ووسائله في الثقافة العربية وأوضح أن الكتابة الإلكترونية محت الفواصل الزمنية والمحددات المعتادة وأصبح الشخص يكتب لكي يقرأ الآخر في نفس اللحظة مشيرا إلى ماهية المادة الخام التي تشغل عالم الذين يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي، وبيّن الدكتور أن الشخص المتواصل إلكترونيا يجب أن يكون قارئا جيدا ومناقشا وناقدا فالكتابة الإلكترونية سلاح ذو حدين في تكثيف الفكرة وهدم بنية اللغة.