[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
قُبيل ايام من الغزو الأميركي في ربيع عام 2003 بثت احدى وكالات الأنباء العالمية وصفا لمدينة بغداد، رسمت فيه ملامح عامة للمدينة لكن في التفاصيل يقرأ المرء أشياء كثيرة تحمل بين طياتها الكثير من المرارة والألم في القادم من الايام.
ليست هي المرة الاولى التي تنذر الاخبار بماهو سيء ومخيف ومرعب في حياة البغداديين، فقد مرّت هذه المدينة العملاقة بالكثير من الفواجع لكن تاريخها المشرق بقي رغم عوادي الزمن.
هذه نتف من تواريخ بغداد .
عام 1258 احتل الغازي المغولي مدينة بغداد وقتل الناس واحرق المكتبات، وانتشرت الاوبئة لكثرة الاجساد المتفسخة من البغداديين الذين قتلهم جنود المغول المتوحشين.
عام 1393 احتل بغداد تيمورلنك واستعادها بعد ذلك السلطان احمد ، وعاشت المدينة وناسها الكثير من الظلم والظلام.
عام 1411 احتل بغداد جيش قره يوسف وتم تأسيس دولة الخروف الاسود واسمها ( قره موينلو).
1434 سقطت بغداد بيد القائد اسبان وهو إبن قره يوسف لانتزاع بغداد من اخيه محمد شاه، وفي كل ذلك تسيل الدماء وتظهر معالم الخراب من شدة القتال.
1445 احتل بغداد السلطان جهان شاه حاكم دولة الخروف الاسود، وفي عام 1466 عاد السلطان جهان شاه بجيشه بعد ان تمرد إبنه عليه واحتل بغداد، ولكم أن تتخيلوا ماذا حلّ بالمدينة في معارك اسفرت عن اعدام جهان شاه إبنه بيربوزاق.
وثم جاءت دولة الخروف الأبيض بقيادة مقصود بن حسن الطويل.
1508 دخلت بغداد جيوش الشاه اسماعيل الصفوي، وفي العام 1530 دخل طهماسب بغداد وفي العام 1534 دخل بغداد السلطان العثماني سليمان.
نتوقف عند ذلك التاريخ وقد حصلت بعده الكثير من الاحداث منها في القرون اللاحقة ومنها مطلع القرن العشرين، عندما زحف البريطانيون واحتلوا بغداد لتدخل حلبة الصراع الدولي.
ولم يكن قصف الطائرات الاميركية خلال اربعين يوما مطلع عام 1991 اقل تدميرا وتخريبا وقتلا عن تواريخ بغداد السابقة، وقد شهد الجيل الحالي تلك الزلازل المرعبة من الانفجارات المتلاحقة التي ضربت بغداد التي حصلت على حصة الاسد وباقي مدن ومحافظات العراق الاخرى.
ثم كانت حرب غزو العراق، وكان الحدث الابرز فيها يوم التاسع من ابريل/نيسان عندما استباحت بغداد بساطيل ودبابات المارينز، وانتشرت الدبابات والمدرعات وسارت الطائرات محلقة في سماء المدينة المنكسرة الحزينة.
لم يتوقف الغبار والزلزال والالم والدمار والدماء .
لكن التاريخ يقول أن الغبار الاسود ومخلفاته تزول في لحظة اشراقة واحدة، وهو ماحصل في بغداد وسيحصل.