قريات ـ من عبدالله البطاشي:
شهدت مكتبة نادي قريات بالتعاون مع مكتبة قُراء المعرفة، التوقيع على كتاب “الإنسان والمعنى” للمؤلفة إيمان الحوسنية، بحضور عدد من الُكتاب والأدباء والقُراء من داخل الولاية وخارجها.
واستعرضت الكاتبة اقسام الكتاب الثلاثة والتي تناول فيها القسم الأول، التعريف بالدين والروحانية وعناصرهما، والاختلافات الرئيسي بينهما، وعلاقتهما بالطب النفسي، فيما تطرق القسم الثاني لعدة تعريفات وهي معنى الحياة، وعناصرها ومؤشراتها، وتعريفها من منظور علم النفس، والتناقض بين المعنى الكلي والمعنى المقدر، وعملية صنع المعنى، ومصادره، وهذان القسمان خُلاصة ما قرأته الكاتبة من أبحاث ودراسات علمية وأكاديمية في الروحانية، أما القسم الثالث “الأخير” من الكتاب فيستعرض الرأي الشخصي للكاتبة، وآراء الناس، ومفاهيمهم المختلفة عن معنى الحياة، من مختلف المراحل العمرية، كذلك تحدثت الكاتبة على أن الدين يتضمن عدة ركائز أساسية منها: العقيدة (الهيكل الأساسي لكل معتقد)، والطقوس والممارسات التعبدية المصاحبة لكل معتقد، والأسطورة (ممثلة بالنصوص السردية، مثل القصص الدينية في الكتب المقدسة)، وقواعد الحياة والأخلاق، والمؤسسة الاجتماعية التي تشمل هذا الدين (مثل الكنيسة والمساجد والمعابد)، والخبرة الشخصية للفرد، كما أشارت الكتابة على أن الدين هو منهج متعدد الأبعاد، له أبعاد خارجية وداخلية، تتمثل الأبعاد الخارجية في الانتماء (الانتماء إلى العقيدة أو الطائفة الدينية)، والمشاركة في الأنشطة أو الطقوس الدينية المشتركة، وإظهار الالتزام الديني، أما الأبعاد الداخلية فتتمثل من خلال المعتقدات الداخلية للأفراد، وممارسة الصلاة، والمعرفة والخبرة الدينية الخاصة.
وأشارت الكاتبة إلى أن المعنى، هو محاولة الفرد لرؤية السياق الأكبر أو الصورة الأكبر، وراء تفاصيل وأحداث الحياة اليومية، يخلق تكويننا العقلي صورة ذهنية متماسكة للأحداث المحيطة؛ بالإضافة إلى توليده إحساسًا بالنظام والغاية، والقدرة على الفهم، وتبدأ تجربة البحث عن المعنى بطرح بعض الأسئلة الأساسية: ما الذي يجعل الحياة تستحق العيش؟ هل هناك معنى لحياتي؟ ما هو الهدف من وجودي؟، كما تحدثت الكاتبة عن المصادر الأربعة الأساسية للمعنى، وهي: (1) “الانشغال الذاتي” (الانشغال بالسعي وراء المتعة؛ والانغماس الحسي بالمتع، والسعي وراء الامتلاك المادي، والحفاظ على الاحتياجات الأساسية، وتأمين الجانب المادي؛ (2) “الفردية”، التي تشمل الإنجازات الشخصية والنمو، والنشاطات الإبداعية، والأنشطة الترفيهية؛ (3) “الجماعية”، التي تنطوي على ترك إرث شخصي، وإبداء اهتمام إنساني، والاهتمام بالحياة الاجتماعية والسياسية والتقاليد والثقافات؛ و(4) “تجاوز الذات”، الذي يشمل إقامة علاقات جيدة مع الآخرين، وخدمة الآخرين.