تعمل سلطنة عُمان بصورةٍ دَوْريَّة على إدماج أبعاد وأهداف التنمية المستدامة، بخططها وبرامجها الوطنية للتنمية، وعلى رأسها رؤيتها الطموحة “عُمان 2040”، وظهر ذلك جليًّا في طريقة تحديد الأولويَّات الوطنية، واعتماد محاور رئيسة سَعَتْ إلى تطوير التعليم بشكلٍ مستمر يضمن لكافَّة أفراد المجتمع الحصول على تعليم شامل ومستدام، ويضمن توفير فُرص تعلُّم متاحة للجميع، وبناء مُجتمع قائم على البحث العِلمي ساعيًا دائمًا إلى المعرفة والابتكار؛ لإحداث الطفرة المطلوبة علميًّا القادرة على بناء مستقبَل يتَّسم بالاستدامة، بالإضافة إلى اهتمامها اللافت بالقِطاع الصِّحي، واعتبار الحصول على الخدمات الصحيَّة أحَدَ أهمِّ الحقوق المُهمَّة للمواطن، حيث تسعى إلى استمرار تقديم الخدمات الطبية المتطوِّرة، لجميع أبناء الوطن في كافَّة رُبوعه؛ إيمانًا منها بأنَّ حماية الصحَّة هي اللبنة الأولى لبناء الإنسان المعافى القادر على الاستمرار في الدراسة، والعمل على تطوير قدراته ومهاراته، التي ترفع معدَّلاته الإنتاجية في مجال عمله.
إنَّ الجهود العُمانية تسعى إلى تطوير اقتصاد معرفي قادر على تحقيق حياة كريمة مستدامة للمواطن، بشكلٍ يضمن القدرة على مواجهة التحدِّيات المحلِّية والعالمية، ويحقِّق القضاء على الفقر والجوع وعدم المساواة في مطلقها بَيْنَ كافَّة فئات المجتمع، حيث تعمل على تطوير سياسات علمية واقتصادية، تضمن توفير الأمن الغذائي، والاستثمار المستمر في تنمية رأس المال البشري، الذي كان ولا يزال غاية نهضتها المباركة وأداتها، وذلك لضمان تمتُّع كافَّة مواطنيها في مختلف الأعمار بأنماط عيش صحيَّة تتمتع بالرفاهية المطلوبة، ما يجعل سلطنة عُمان تنتقل إلى مصافِّ الدول المتقدِّمة، القادرة على مواجهة أصعب التحدِّيات والأزمات، بما تملكه من أدوات. لذا تسعى البلاد إلى جعل أهداف وغايات أجندة التنمية المستدامة 2030، مُكوِّنًا مُهمًّا من مُكوِّنات رؤية “عُمان 2040”، للعمل من أجْل الوصول للأهداف المرجوَّة للاستدامة مع العام 2030.
وفي هذا الإطار، جاءت الحلقة الأولى لإعداد التقرير الطَّوعي الثاني لأهداف التنمية المستدامة 2030، التي عقدتها أمس سلطنة عُمان، حيث ناقشت تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والمبادرات المقترحة والتوجيهات المستقبلية لتوطينها في المدى القصير والمتوسط، وتأتي هذه الحلقة في إطار تعزيز التعاون والتكامل بَيْنَ وزارة الاقتصاد والشركاء من القطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ لرصدِ التقدُّم المُحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث أكَّدت وزارة الاقتصاد خلال الحلقة أنَّ هناك الكثير من التقدُّم المُحرَز في تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة منذ أنْ قدَّمت سلطنة عُمان تقريرها الطَّوعي الأوَّل في عام 2019، حيث تحرص البلاد على ترجمة التزامها الدولي بتحقيق تلك الأهداف بحلول عام 2030 من خلال إدماجها في السياســات والمبــادرات والبرامــج الوطنية المختلفة، وقد لَقِيَ هذا التوجُّه العُماني إشادة دولية كبرى، حيث أشارت الأُمم المُتَّحدة إلى أنَّ سلطنة عُمان من بَيْنِ أوائل الدوَل التي تمكَّنت من تقديم خطَّة طَوعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030م.
ويأتي حرص سلطنة عُمان على تحقيق تلك الأهداف انطلاقًا من سَعْيِها الدؤوب لضمان مستقبَل أفضل للأجيال القادمة، لذلك تسعى إلى رسْم خطط وبرامج تتماشى مع الثورة الصناعية الرابعة، وبناء اقتصاد يتَّسم بالاستدامة قائم على المعرفة، وهي أهداف طموحة لا بُدَّ ـ لكَيْ نحققها ـ أنْ نمتلك أدوات المستقبَل، الذي سيُجدِّد النهضة العُمانية وينقلها من مرحلة التأسيس بصعوباتها وتحدِّياتها، إلى رحابة الاستقرار بالبلاد في مصافِّ الدول المتقدِّمة. ويُعدُّ تطبيق الخطط والبرامج التي تدمج بَيْنَ أهدافنا الوطنية، وبَيْنَ التزامات الاستدامة الأُمميَّة، بوَّابة العبور نَحْوَ مستقبَل أفضل، قائم على أُسُس راسخة.