- نظمها النادي الثقافـي بصلالة

متابعة ـ خالد بن خليفة السيابي:
أقيمت امس في منتجع قاعة ميلينيوم في صلالة ندوة (من أعلامنا) التي نظمها النادي الثقافي واحتفت بالإمام الشريف محمد بن علي باعلوي صاحب مرباط، وذلك تحت رعاية معالي الوزير المتقاعد يوسف بن علوي بن عبدالله، وحضور عدد من الشخصيات والمهتمين. شارك في الندوة عدد من الباحثين من دخل سلطنة عمان وخارجها، عبر جلستين، الجلسة الأولى تناولت (صاحب مرباط والحياة السياسية والاقتصادية) وشارك فيها كل من الدكتور محمد باذيب والدكتور حامد كرهيلا والدكتور محمد بن حمد العريمي وأدارها الدكتور ناجي المشيخي. أما الجلسة الثانية فتناولت عنوان (صاحب مرباط والحياة الإجتماعية والعلمية والثقافية) وتحدث فيها كل من سعيد العمري وحبيب الهادي وأنور باعمر وأدار الجلسة الدكتور أحمد بالخير.
وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي الدكتور محمود السليمي كلمة، أشار فيها إلى برنامج “من أعلامنا” الذي يحتفي بشخصيات عمانية تركت أثرا طيبا في الأدب والفكر، وقدم الدكتور أحمد المشيخي كلمة اللجنة المنظمة شكر فيها المشاركين، ورحّب بالحضور.
ومن ثم بدأت فعاليات الجلسة الأولى وكانت ورقة الدكتور محمد بن حمد العريمي التي حملت عنوان (صاحب مرباط في المصادر التاريخية) تم فيها التعريف بسيرة محمد بن علي بن علوي المعروف بصاحب مرباط، من حيث مولده، ونشأته، وأبنائه، وطلبه العلم، وتلاميذه، وأسفاره، واستقراره في مرباط ووفاته، وتمت الإشارة إلى أبرز المصادر التاريخية والموسوعات التي ذكرت صاحب مرباط سواء كانت كتبا مطبوعة أو مخطوطات، وذلك على النحو الآتي: أقدم ذكر لصاحب مرباط: ورد في كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك للجندي، عندما ذكر فقهاء آل باعلوي في حضرموت، وأقدم ترجمة كاملة عن صاحب مرباط في كتاب (البرقة المشيقة في لباس الخرقة الأنيقة) للسكران.
أما في المخطوطات: مثل العقد النبوي في أهل البيت المصطفوي، والجوهر الشفاف في مناقب السادة الأشراف، وبضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت، وغيرها.
وتضمنت ورقة (العريمي) أيضا حول كتب ومؤلفات العلماء الحضارم ومنها: عقود الألماس في مناقب العطاس للحداد، وشمس الظهيرة في أنساب آل باعلوي، للمشهور. وتاريخ حضرموت للحامد، وأدوار التاريخ الحضرمي للشاطري، والبضعة المحمدية لبلفقيه، والموهب والمنن للحداد، وغيرها. وفي ختام ورقته تطرق إلى المصادر العمانية والأجنبية والموسوعات: كالموسوعة العمانية، و(دليل أعلام عمان، أعلام الزركلي)، و(مخطوط الدلائل والأخبار في خصائص ظفار)، للكثيري. أما المصادر الأجنبية فهي مثل (كالخليج بلدانه وقبائله لمايلز، بالإضافة إلى تقارير بعض المسّاحين الإنجليز مثل هاينز 1835، وكروتيندن 1837، وساوندرز 1846.
بينما قدم الدكتور حامد كرهيلا ورقة بعنوان ( ذرية صاحب مرباط في افريقيا وعلاقتهم بسلاطين الدولة البوسعيدية ) وجاء فيها : صاحب مرباط هو الإمام محمد بن علي ( المتوفى 556هـ) الذي اشتهر طوال حياته، وذاع صيته فضلا وكرما وثقافة وعلما في حضرموت وظفار، وانحدرت منه ذرية شريفة مرموقة طيبة، تلألأ نورها في كثير من أصقاع العالم، فوصلت كوكبة مضيئة منها إلى الشرق الإفريقي وخاصة جزيرة باتى ولامو وزنجبار وجزر القمر...، حيث استقر فيها أولئك الأعقاب والأحفاد، الذين ساروا على منوال الآباء ودرب الأجداد، وفق هدي الإسلام والسنة المطهرة، ناشرين للدين العظيم بالعلم النافع والخلق الرفيع والعمل الإنساني الخالص الطموح، مما حظي بعناية ورعاية سلاطين الدولة البوسعيدية التي كان لها وجودها الفعلي في هذه المنطقة الاستراتيجية الحيوية من دول العالم.
ومن ثم تعمقت العلاقات بين هذه الدولة ضاربة الجذور في حكمها وتاريخها وبين أولئك الذرية الذين يعرفون بالسادة العلويين، وتجسدت في مختلف مجالات الحياة التي كان أبرزها ميدان العلم في المدارس والمساجد، وتنمية الروابط المجتمعية والأواصر الثقافية، وصناعة الأجيال المستقبلية، وممارسة الخطابة والقضاء والإفتاء.
أما الورقة الثالثة فحملت عنوان (ذرية صاحب مرباط ودورهم في نشر الإسلام في الهند وشرق آسيا ) وقدمها الدكتور محمد باذيب ، وفي ختام الورقات الثلاث دار نقاش مفتوح شهد مشاركة الحضور ومناقشة الدكاترة حول النقاط المطروحة.
وفي الجلسة الثانية قدم سعيد العمري ورقة بعنوان (صاحب مرباط وأثره الثقافي في المجتمع) وجاء فيها : كان للإمام الشريف محمد بن علي بن علوي باعلوي الحسيني الملقب صاحب مرباط والمتوفى بها سنة ٥٥٦ه‍/‏١١٦١م أثر غير منقطع من زمانه إلى زماننا في حياة أهل ظفار عموماً وأهل مرباط خصوصاً، والمتتبع لأبعاد هذا الأثر يجده لا يتوقف عند البعد المناطقي فحسب، بل يتعدى إلى أبعاد جغرافية إقليمية ودولية، فإسم صاحب مرباط متردد صداه في من عمان إلى اليمن إلى بنادر الهند وأندونيسيا وسواحل أفريقيا وجزر المحيط الهندي.
ويوضح ( العمري) : يهدف البحث من خلال هذه الورقة إلى دراسة الأثر الثقافي للإمام محمد بن علي صاحب مرباط بمختلف صوره وأشكاله، علمياً وأدبياً وإجتماعياً وفي العادات والتقاليد والفنون والأدب الشعبي في المجتمع في مرباط وظفار وصور والباطنة وغيرها من ولايات ومحافظات السلطنة، وفي حضرموت والهند وأندونيسيا وغيرها من الأقاليم والدول.
بينما قدم حبيب الهادي ورقة بعنوان ( صاحب مرباط وأثره في الحياة العلمية ) وقال فيها: العلماء ورثة الأنبياء، فلم يورث الرسول الكريم النبوة لأحد وإنما ترك لأمته البحث في ما جاء به القرآن الكريم وسنته المطهرة من عقائد ومسائل وأحكام اجتهد فيها علماء الأمة عبر تاريخ الحضارة الإسلامية إلى اليوم، ومن بين العلماء المشهورين الذين برزوا جنوب عمان في القرن السادس الهجري الإمام السيد محمد بن علي باعلوي (صاحب مرباط ) الذي ينتسب إلى آل البيت الأطهار، إذ يعد أحد أهم المراجع الدينية في الفقه والعقيدة، وقد ترك آثار ا علمية كثيرة، وانتشر طلابه في بقاع واسعة ناشرين نتاجه العلمي، مما كان له أثر عميق في الحياة العلمية بجنوب شبه الجزيرة العربية امتدت إلى أنحاء من سواحل المحيط الهندي الآسيوية منها والإفريقية ما زالت حاضرة إلى اليوم.
وقدم أنور باعمر ورقة بعنوان ( أحفاده صاحب مرباط في عمان ودورهم في خدمة العلم والقضاء والوقف) حيث جاء فحواها: هاجر كثير من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى بلدان مختلفة ونفع الله بهم حيثما توجهوا، وكان للإمام محمد بن علي صاحب مرباط ذرية واسعة الانتشار ساهمت في خدمة الشريعة ونشر تعاليمها، وقدم الإمام محمد بن علي إلى ظفار في القرن السادس الهجري وترك فيها ذرية مباركة وأثرا نافعا على الحياة عامة والحياة العلمية والدينية خاصة إلى يومنا هذا، وهدفت هذه الدراسة إلى معرفة أبرز أعلام ذرية الإمام محمد بن علي صاحب مرباط في سلطنة عمان ودورهم الريادي في خدمة العلم والقضاء والوقف. وفي الختام فتح للحضور باب النقاش حول المحاور التي تضمنتها الجلسة.