عمّان (العمانية):
عقدت دارة الفنون - مؤسسة خالد شومان في عمّان بالمملكة الاردنية ندوة استذكارية حول الروائي الأردني غالب هلسا، شارك فيها الدكتور خالد الجبر، والكاتب خالد سامح وأدارها المستشار الثقافي في الدارة الدكتور فيصل درّاج.
وفي تقديمه للندوة التي جاءت بمناسبة مرور 25 عاماً على رحيل هلسا، أشار درّاج إلى ما كان يؤمن به هلسا طيلة سنوات حياته التي قضاها متنقلاً من بلد إلى آخر، بأن الثقافة ليست مهنة، ذلك أن الكتابة فعل تقني بسيط، والثقافة نمط حياة يسعى إلى الحقيقة برؤى حقيقية، وهذا ما جعل هلسا يقرأ المدينة في شوارعها وحاراتها وأحيائها، ولا يكتفي بما هو خارجي واضح للعيان.
وأكد درّاج أن مسيرة هلسا يمكن إجمالها في دراسة وضعها في سنواته الأخيرة وفنّد فيها كلمات الإيطالي غرامشي عن المثقف الريفي المثقول بأمرين: تجسير المسافة بينه وبين السلطة، واستعمال الثقافة من أجل التجمُّل (طلب الشهرة والتميز بين الناس)، حيث رفض غالب هلسا البعدين معاً، وتصالحَ مع ذاته وعاش حياة المثقف كما يفهمها وكما أراد دوماً.
من جانبه، أوضح الجبر تقنيات غالب هلسا في كتابة الرواية، التي تمحورت حول سيرة حياته
وتجاربه الشخصية، حيث اعتمد على مبدأ التوالد في الحكاية، أيْ خروج الحكاية من رحم الأخرى، وكانت ميزته الدائمة هي الوعي ببنية الرواية ككل، وبتعدد الشخصيات وخطابها الذي يقترب من الناس ويعبّر عنهم، لأنه في الأساس يقترب من حياة هلسا ابن المجتمع الذي يعيش فيه.
وقدم الجبر قراءة تحليلية لروايات هلسا: "سلطانة"، و"الروائيون"، قارب فيها بين تطلعات الكاتب وحلمه بالنهوض والتغيير، وبين واقعه المتخن بالإحباطات والهزائم.
أما الكاتب خالد سامح، فقدم نصاً أدبياً بعنوان "الوجه الحالم" تعالَق فيه مع المحطات المتعددة التي تنقل فيها غالب هلسا سواء عبر البلدان التي عاش فيها، أو في الأحياء التي قطع دروبها بحثاً عن أفق أرحب لمدينة ضاقَ عليها الخناق، مدينة يصفها سامح بأنها "عقيمة وخالية من أي معنى".