من الصعب أن تتفتح شجرة أزهار التفوق والإبداع على صدر الوطن إلا بتفتح المواهب الوطنية وإطلاق قدراتها في مختلف المسارات حتى تلبي احتياجات المرحلة وفق متطلبات العصر الحالية ، وهذا بالطبع لا يأتي إلا بتخصيب الأرض وتوفير كافة المقومات من أجل استثمار المواهب الوطنية بهدف الرقي بالوطن لتحقيقه أعلى مراتب النمو والتقدم.
إن ما يثلج الصدر ويبعث الأمل هو أن الوطن ولله الحمد يملك الكثير من المواهب الوطنية التي تتمتع بقدرات مذهلة وإمكانيات وقدرات عالية في شتى المجالات ، وهم بلا شك قوة خارقة في المستقبل يجب أن تستثمر بالطرق والأدوات المناسبة.
فإذا تبدو الحاجة ماسة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام من أجل اختزال مراحل الزمن في إطلاق نبوغ المواهب الوطنية ، في أن تكتمل معادلة التعليم عندنا لتخصيص برنامج متكامل للمواهب الوطنية على أن تتوفر بالبرنامج كافة الإمكانيات المادية والبشرية المتخصصة في هذا المجال من خلال توظيف ما وصلت إليه الدول الصناعية المتقدمة في مراكزها لإعداد المواهب من تقدم علمي وتقني وإداري في هذا المجال على أن يضم هذا البرنامج طلبة النخبة من الأوائل ذوي القدرات العقلية الفذة بالمراحل الدراسية المختلفة بكافة محافظات السلطنة.
نعم يجب علينا أن ندرك قيمة الوطن وعوائدها في قيمة عنايته واستثماره بمواهبه الوطنية، فالتخطيط للمستقبل والاستعداد له من صنع أيدينا حيث إن الله سبحانه وتعالى يختص ببعض من عباده ملكات فطرية ومواهب كامنة في نفوسهم وعقولهم قد تصنع الفارق في الغد الأجمل البعيد وبالتالي يجب أن نعد لها العدة لاكتشافها وصقلها وتعهدها بالعناية والرعاية المستمرة من قبل متخصصين في هذا المجال فالنقص في العناية بهذه المواهب في بلدنا لا يكاد يختلف عليه اثنان أسوة بالمخرجات التعليمية لعدم وجود متنفس للنظام التعليمي يوحي بالاهتمام بهؤلاء من خلال البيئة المدرسية المثقلة بالأعباء الدراسية التي توجد بها هذه المواهب وبعدها تتلاشى هذه المواهب مستقبلا ويكون الخاسر هو الوطن ، في الوقت الذي فيه بلادنا في أشد الحاجة إلى هذه المواهب لتشكل قوة إضافية تنهض به وتجلب له الاستثمارات المتنوعة.
ومن هنا علينا أن ندرك قيمة هذه المواهب والتي تحتاج مختلف أساليب التدريب للرقي بقدراتها العقلية من خلال توفير الرعاية الاجتماعية والنفسية والعلمية التي تتناسب مع استعدادهم وقدراتهم في شتى المجالات.

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]