مسقط ـ العُمانية: تعمل وزارة التراث والسياحة على تطوير وتنظيم منتج سياحة المغامرات باعتبارها من أسرع أنواع السياحة نموًّا في العالم، حيث تجتذب المزيد من الراغبين سنويا للاكتشاف والمغامرة والاستمتاع بما شكلته الطبيعة وتنوعها، فضلا عن تشجيع السياحة البيئية والممارسات المستدامة.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية إلى أن حجم سوق سياحة المغامرات العالمية بلغ 1ر282 مليار دولار في عام 2021 ومن المتوقع أن يرتفع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 2ر15 بالمائة من عام 2022 إلى عام 2030. وأوضح داؤود بن سليمان الراشدي مدير دائرة تطوير المنتج والتجارب السياحية أن اهتمام وزارة التراث والسياحة بتطوير منتج سياحة المغامرات يأتي نظرا للنمو المتزايد في ممارسة أنشطة سياحة المغامرات عالميا وفي سلطنة عُمان بشكل خاص، فقد دأبت الوزارة العمل مع مختلف الشركاء في تنظيم أنشطة سياحة المغامرات من خلال البحث والدراسة لأفضل الممارسات التي يمكن الاستفادة منها وتطبيقها في سلطنة عُمان . وأضاف: إن وزارة التراث والسياحة قامت وفقا لخطة العمل بتطوير سياحة المغامرات وتركزت على وضع التصورات الخاصة بإدارة المخاطر والسلامة في ممارسة أنشطة سياحة المغامرات بهدف توفير متطلبات الأمن والسلامة للعاملين والمشاركين في ممارسة أنشطة المغامرات من خلال إعداد إطار قانوني وتنظيمي لنشاط سياحة المغامرات بالسلطنة بما يكفل تطبيق أنظمة ومعايير الأمن والسلامة من قبل مزاولي هذا النوع من الأنشطة السياحية والاستفادة من التجربة والنموذج النيوزيلندي في تنظيم وإدارة نشاط سياحة المغامرات التي تعتبر أحد أفضل النماذج في تطبيق معايير الأمن والسلامة في أنشطة سياحة المغامرات. وأضاف: من أجل تحقيق تلك الأهداف، ركز برنامج تطوير سياحة المغامرات على تطوير عدة عناصر رئيسة هي الإطار التشريعي والتنظيمي من وثائق ومستندات لأنشطة المغامرة وتطبيق مفهوم التدقيق للأمن والسلامة وإيجاد البرامج التدريبية على أنشطة المغامرات بما فيها الإنقاذ والإسعاف ولتوعية بمتطلبات الأمن والسلامة أثناء ممارسة أنشطة المغامرات وتشجيع المشروعات المرتبطة بأنشطة سياحة المغامرات. وأشار إلى أن وزارتي الدفاع والتراث والسياحة قامتا خلال شهر يوليو الماضي بتوقيع اتفاقية التعاون في مجالات التدقيق والتدريب في أنشطة المغامرات تهدف إلى تشجيع وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الطرفين للاستفادة من الخبرات التي يمتلكها مركز تدريب المغامرة التابع للجيش السُّلطاني العُماني في مجال أعمال تدقيق معايير الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة وآلية تنظيم وتطوير أنشطة المغامرات. وفي إطار استكمال الجاهزية لمنظومة الأمن والسلامة يضيف الراشدي أن هناك عددًا من الشروط والضوابط التي يجري الاشتغال عليها من قبل هذه الوزارة التي أشار إليها القرار الوزاري رقم ١٢٤ /‏ ٢٠٢١، من أجل الاستمرار في تنظيم أنشطة سياحة المغامرات ومن بينها العمل على إيجاد الإطار القانوني التنظيمي لمشغلي ومنفذي المشروعات المتعلقة بسياحة المغامرات بالإضافة إلى وضع الضوابط الخاصة بممارسة نشاط المشي الجبلي وأنشطة التخييم وغيرها من الأنشطة المتعلقة بالمغامرة. وعن أهمية حصول المكاتب والشركات السياحية على شهادة تدقيق متطلبات الأمن والسلامة لأنشطة المغامرات أشار الراشدي بموجب القرار الوزاري رقم 124/‏ 2020م الذي حدد ضرورة حصول المرخص له (مكاتب السفر والسياحة) المنظمة للجولات السياحية التي ترغب في التخصص في ممارسة أحد أنشطة المغامرات (البرية) التي ترخصها الوزارة للحصول على ميزة ممارسة أنشطة المغامرات بعد حصوله على شهادة التدقيق (الامتثال لمتطلبات الأمن والسلامة)، وسداد الرسوم المقررة. وفيما يتعلق بالمشروعات الخاصة بسياحة المغامرات قال داؤود الراشدي: الوزارة تسعى إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشروعات سياحة المغامرات بمختلف أنواعها.
مشيرا إلى أن من أهم المشاريع التي ستفتح في السنة القادمة هو السلك الانزلاقي في محافظة مسندم كمرحلة أولى من المشروع ككل. كما قامت الوزارة بالتعاون مع بعض الفرق الشبابية في صيانة مسار السلك الحديدي للتسلق في جبل شمس، بالإضافة الى إطلاق منتج سياحي جديد لبعض أنشطة المغامرات لقرية الشريجة في الجبل الأخضر من خلال شركة القمة وهي شركة شبابية.