تكتسب صناعة المعارض في سلطنة عمان أهميتها الاقتصادية والسياحية والاجتماعية، وباتت صناعة المعارض بما وفر لها من إمكانيات وتسهيلات تلقى اهتماما ورواجا كبيرا خاصة مع افتتاح مركز عمان للمؤتمرات والمعارض هذا المشروع الكبير الذي وضع عمان على خريطة صناعة المعارض الإقليمية والدولية.
ورغم حداثة مركز عمان للمؤتمرات والمعارض مقارنة بالمعارض الدولية التي مضى عليها سنوات، إلا أن المركز تمكن من استقطاب معارض دولية كبيرة ونوعية أسهمت في النهوض بهذه الصناعة من حيث عدد المعارض، والمشاركات ، والزوار، وهو ما جعل منه أحد الخيارات الرئيسية للمؤتمرات والمعارض الدولية والمحلية.
وهنا أستعيد ذلك الانطباع الذي أبداه المشاركون في اجتماعات المؤتمر العام للاتحاد الدولي للصحفيين “الكونجرس 31” والذي استضافته جمعية الصحفيين العمانية قبل 3 أشهر كوني كنت أحد المشاركين في تلك الاحتفالية العالمية ومدى القدرة التي يتمتع بها المركز على احتضان فعاليات واحتفاليات دولية، والاستجابة السريعة التي يبديها القائمون بالمركز مع كل الاحتياجات والمطالب، بالإضافة لقدرته على احتضان مجموعة من المؤتمرات والندوات واللقاءات في فترة زمنية واحدة ، ذلك التفاعل والحضور شكل علامة فارقة كانت محل تقدير وترحيب الجميع من إعلاميين ورؤساء النقابات والاتحادات الصحفية حول العالم.
ومع ما تشهده صناعة المعارض الدولية من منافسة قوية ومرود اقتصادي كبير، فقد أصبح من الأهمية العمل على رفد هذه الصناعة وتمكينها وتعظيم العائد الاقتصادي المرجو منها على مختلف القطاعات السياحية والتجارية ، وهنا يأتي دور المؤسسات الحكومية والخاصة في التنافس على تنظيم فعاليات ومؤتمرات دولية بمقدورها أن تدفع بهذه الصناعة للعالمية ، كما أنه ومن الأهمية تشجيع شركات المعارض والمؤتمرات وتحفيزها لتأخذ الدور والمكانة المرجوة منها في هذا الجانب.
وهذا ما أكد عليه المهندس سعيد الشنفري الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض في تصريح له أمس الأول حول استعداد المركز لاستضافة العديد من المؤتمرات والفعاليات في الثلث الأخير من عام 2022 مؤكدا أنه سيكون موسمًا مليئًا بالفعاليات من خلال استضافة أكثر من خمسين حدثًا وهذا يعني أن أكثر من 300 ألف شخص سيحظون بفرصة الحضور والمشاركة في هذه التظاهرات الكبيرة مشيرا في نفس الوقت إلى أهمية تلك الفعاليات وفي مقدمتها ملتقى عُمان للسياحة الذي يستقطب أكثر من 300 ممثل من قطاع السياحة العُماني، وحفل توزيع جوائز أيسف الشرق الأوسط لعام 2022 والمتوقع ان يستقطب أكثر من 1000 مشارك خلال هذه الفعالية.، هذه الفعاليات وغيرها ممن كشف عنها الرئيس التنفيذي تؤكد ان هناك جهودا كبيرة يبذلها المركز بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية لاحتضان هذه المؤتمرات والمعارض وهو بالتالي مكسب مهم لعمان ولهذا المركز النوعي في خدماته وإمكانياته . النهضة الاقتصادية وما تشهده من تطور على كافة الأصعدة والمجالات بحاجة لجهود تسويقية وترويجية وما هذه المعارض والمؤتمرات إلا جزء من ذلك الترويج عن مكتسبات سلطنة عمان بمختلف مكوناتها الاجتماعية والتنموية والسياحية والطبيعية والتاريخية.

* مصطفى المعمري
كاتب عماني