كمبوديا ـ (الوطن):
افتتح بمدينة سيام ريب بمملكة كمبوديا أمس (الاربعاء) "المؤتمر العالمي للسياحة والثقافة: تكوين شراكة جديدة" والذي تشارك به السلطنة ممثلة بوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة بوفد يترأسه معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة ، ويمثل وزارة التراث والثقافة في المؤتمر سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث ، وينظم المؤتمر كل من منظمة اليونيسكو (UNESCO) ومنظمة السياحة العالمية (UNWTO) ويقام خلال الفترة من 4 إلى 6 فبراير الجاري.
وقال معالي أحمد المحرزي وزير السياحة: يجمع المؤتمر وزراء السياحة والثقافة من مختلف أنحاء العالم، والخبراء والعاملين في قطاعي السياحة والثقافة بغرض سبر نماذج جديدة للشراكة ما بين السياحة والثقافة التي من شأنها أن تساهم في النمو الاقتصادي الشامل والتنمية الاجتماعية والحفاظ على التراث الثقافي ..مشيرا بأن المؤتمر العالمي الأول لمنظمة السياحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) حول السياحة والثقافة سيشكل منبرا عالميا فريدا من نوعه للمسؤولين والخبراء والمختصين في جوانب السياحة والثقافة من أجل تبادل الخبرات وتحديد التحديات والفرص الرئيسية بغية تعزيز التعاون ما بين هذين المجالين الوثيقي الترابط.
وأضاف معاليه: تأتي مشاركة السلطنة ممثلة في وزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة من الحرص على التواجد في مثل هذا المحفل الدولي والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا الجانب ، ومن جانب اخر فإن السلطنة تهتم بالجانب الثقافي كمكون مهم في المنظومة السياحية ، ففي السلطنة تتنوع المفردات التي يمكن أن تكون المنتج السياحي الثقافي العماني من تراث مادي وغير مادي وفعاليات ثقافية مختلفة تسهم في تنشيط الحركة السياحية. وقد شهدت السنوات الأخيرة جهودا مكثفة للاستفادة من جوانب الإرث الحضاري العماني في إطار تفعيل دور السياحة الثقافية في القطاع السياحي في السلطنة.
افتتح المؤتمر بكلمة لأمين عام منظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي الذي أشار في كلمته إلى أن هذه الفعالية الهامة ستتيح فرصة للمختصين والعاملين في قطاعي السياحة والثقافة من كافة المناطق من أجل مناقشة السبل والآليات إلى مواصلة تسخير المقومات السياحة والثقافية في توفير فرص عمل وتنمية مجتمعية وحماية التراث والارتقاء بالتعاون الدولي، بما يُسهم في خطط التنمية لما بعد العام 2015 م.
وأضاف: إن عدد السياح الدوليين بلغ المليار مسافر في العام 2013 م ، وهذا جعل التنمية السياحية واحدة من أبرز القطاعات الاجتماعية والاقتصادية في عصرنا، وتمثل السياحة حوالي 9٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و 30٪ من إجمالي الصادرات من الخدمات ، كما تمثل الفرص الوظيفية في القطاع السياحي وظيفة من بين كل 11 وظيفة في جميع أنحاء العالم ، مما يؤكد على أهمية السياحة في التنمية الاقتصادية والمجتمعية.
من جانبها اعربت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو في الكلمة التي القتها في افتتاح المؤتمر التزام اليونيسكو لتعزيز الروابط بين الثقافة والسياحة بهدف ايجاد وسائل وآليات تعمل من أجل الاستدامة وصالح المجتمعات المحلية.
تضمن اليوم الأول للمؤتمر جلسة حوارية تتعلق بنماذج بناء الشراكة بين الجوانب السياحية والثقافية وتناولت مجموعة من الاطر الادارية والتنظيمية اللازمة لتعزيز التعاون بين السياحة والثقافة لدعم السياحة المسؤولة وتنمية أنماط سياحية تعنى بالجانب الثقافي والمساهمة في التنمية المجتمعية والاقتصادية وتعزيز التبادل بين الثقافات والاجراءات اللازمة لصون وحماية التراث المادي وغير المادي ، من خلال التعاون المثمر بين مؤسسات السياحة في القطاع الخاص، والقطاع العام، والمجتمعات المحلية للتأسيس لمبادرات سياحة ثقافية.
كما وتضمن اليوم الذي سبق انعقاد المؤتمر زيارة ميدانية لمواقع سياحية في مملكة كمبوديا للتعرف على تجرية البلد في تنمية تلك المواقع حيث زارت الوفود المشاركة مواقع ( أنكور وات وباك خنج ومحمية تونلي ساب).
سيتناول المؤتمر في جلساته القادمة مجموعة من المواضيع سيتم طرحها من خلال عرض للدراسات وأوراق العمل والجلسات النقاشية ومن ضمن المحاور التي يتم مناقشتها: الأنظمة المتعلقة بنماذج التعاون في مجال السياحة والثقافة، والترويج السياحي ، وحماية وحفظ الثقافة ، والابتكار في مجال استخدام الثقافة في الجانب السياحي، ودور الصناعة الإبداعية والتنمية المجتمعية كوسيلة لتنمية السياحة المستدامة . كما يتضمن برنامج المؤتمر زيارات ميدانية للوفود المشاركة للاطلاع على المواقع السياحية والاثرية في مملكة كمبوديا والتعرف على تجربة البلد في تطوير المواقع السياحة واستغلال المقومات الثقافية في تنمية الجانب السياحي.
ويهدف المؤتمر إلى استكشاف آفاق جديدة بين السياحة الثقافية وتحديد وسائل مبتكرة لتوسيع مشاركة المجتمعات المحمية في تطوير منتجات السياحة التي تعتمد على الإرث الثقافي، وبالتالي توفير فرص اقتصادية جديدة من خلال التنمية السياحية المستدامة والمسؤولة.