14 %من عينة الدراسة يستخدمون وسائل النقل العام بشكل يومي

بتمويل من مجلس البحث العلمي وبالتعاون مع جامعة صحار توصلت دراسة بحثية إجتماعية وإقتصادية لمستقبل النقل العام في السلطنة وجدواها وفعاليتها أن 14% من عينة الدراسة يستخدمون وسائل النقل العام بشكل يومي وأن المواصلات العامة لا تزال وليدة وقيد الظهور في السلطنة وهي في بداية مراحله.
وقد أجرى الدراسة الفريق البحثي بقيادة الباحث الرئيسي الدكتور راكيش بلوال والباحث المساعد الدكتور عادل حسن والدكتورة شويتا بلوال و فاضل الشيزاوي بتمويل من مجلس البحث العلمي والتعاون مع جامعة صحار.
وعملت الدراسة على تحليل الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لمشروع النقل العام في عدد من ولايات محافظتي جنوب وشمال الباطنة حيث أشتمل على مسح تفصيلي للمستهلكين ـ في كل من ولايات شناص ، لوى ، صحار ، صحم ، الخابورة ، السويق ، والمصنعة ـ لدراسة آرائهم وانطباعاتهم حول نظام النقل العام بغرض إنشاء نظام فعال للنقل العام في السلطنة وبالتركيز على محافظتي الباطنة بشكل خاص.
ويقول الدكتور راكيش بلوال بأن البحث هدف إلى دراسة أوضاع النقل العام في السلطنة واستشراف المستقبل لهذا القطاع والحاجة له وذلك من خلال تقيم البيئة الحالية ودراسة الأوضاع الواقعية للمقيمين والمستخدمين لهذا النوع من الخدمة بالإضافة إلى اقتراح الحلول العلميه التي قد تساهم في معالجة الإشكالات إن وجدت، كما تم استخدام التحليل الكمي والكيفي للحصول على النتائج المرجوة والتي بدورها تكشف أهمية مشروع النقل العام للسلطنة.
وأضاف الدكتور راكيش بأن أهمية الدراسة تكمن من خلال الواقع الفعلي الذي يعايشه المجتمع من التقدم السريع في شتى المجالات مع تنامي الطلب والحاجة إلى خدمات النقل العام نظرا لما يوفره هذا القطاع على الإقتصاد سواء على المستوى الفردي أو على مستوى مؤسسات الدولة وكذلك لأهمية هذا القطاع الكبيرة في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية الأمر الذي سيكون له أثر كبير على مختلف الأصعدة.
أبرز نتائج الدراسة
وحول أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة يقول فاضل الشيزاوي منسق البحث في المشروع بأن 50% من عينة البحث يمتلكون سيارات ويستخدمون سيارتهم الخاصة في التنقلات بكافة أنواعها بينما يستخدم 30% من العينة سيارات العائلة أما استخدام سيارات النقل العام فهي نسبة لا تتجاوز 20 % من عينة البحث الكلية والتي بلغت 2000 شخص، والأهم أن هذه النسبة 20% منهم فقط 14% يستخدمون وسائل النقل العام بشكل يومي أما النسبة المتبقية فيستخدمونها على فترات متباعدة " أسبوعيا ، شهريا أو سنويا.
ويضيف الشيزاوي: بأنه على الرغم من أن غالبية الذين تم مقابلتهم أفادوا بأنه لا توجد وسائل نقل عام في السلطنة وأنه ليس هناك حاجة للمواصلات العامة إلا ان البعض يحدد المشكلة في إستخدام وسائل النقل العام في عدة نقاط منها عدم توفر خدمات النقل العام بين المراكز الرئيسية ومناطق السكنى وضعف الروابط " الطرق بين بعض المناطق وبين المراكز الرئيسية هذا بجانب عدم توفر المواصلات العامة في الأصل والإنتظار لساعات طويلة جدا لسيارات الأجرة مع عدم توفر أماكن إنتظار مناسبة أو مريحة خاصة في فصل الصيف بالإضافة إلى عدم توفر الموثوقية والإعتمادية على هذه الخدمة وهو أهم أسباب عدم إستخدامها.
وأكد الشيزاوي بأن الدراسة أستنتجت مدى وعي المجتمع الجيد بأهمية قطاع المواصلات العامة وضرورة وجودة وأهميته البالغة بل أكد كثير من المبحوثين أهمية الحاجة إلى أفضل من الواقع الحالي حيث أن تجاربهم في هذا القطاع محدودة للغاية داخل السلطنة بالإضافة إلى وجود حاجة شديدة وعاجلة جدا لإستحداث حلول جذرية وسياسات مبتكرة لتطوير هذا القطاع وتنويع خدماته على جميع المستويات ولجميع محافظات وولايات السلطنة نظرا لما تشهده السلطنة من تقدم ملحوظ وتطور مستمر في شتى المجالات.
أعضاء الفريق البحثي
ومن جانب أخر قال الدكتور راكيش بلوال الباحث الرئيسي للمشروع بأن مشروع البحث شارك به عدد من الأساتذة من جامعة صحار كمشرفين على مشروع البحث بالإضافة إلى عدد من الطلبة المتميزين من طلبة الجامعة حيث عملت مجموعة البحث على تطوير مهارات المشاركين وتدريبهم على مختلف نشاطات العمل الميدانية والمكتبية وتحليل البيانات وغير ذلك من النشاطات الامر الذي أسهم كثيرا في تطوير مهارات ومعارف هؤلاء الطلبة وجاهزيتهم للقيام بمشاريع بحثية في المستقبل في مستوياتهم الدراسية العليا.
الصعوبات ... والحلول
قال فاضل الشيزاوي بأن أهم الصعوبات التي واجهت المشروع هي الوصول إلى الفئة المستهدفه في البحث حيث يغطي مشروع البحث مساحة ليست بالبسيطة كما أن مرحلة تنفيذ العمل الميداني كانت في وقت شديد الحرارة الأمر الذي ساهم كثيرا في خلق صعوبات في العمل الميداني، بالإضافة إلى أن التنقل عبر هذه المساحة الشاسعة لإجراء المقابلات الميدانية وأخذ البيانات الأولية من الجمهور كان أحد العوائق التي واجهة مجموعة البحث.
ويرى الشيزاوي بأن مستقبل النقل في السلطنة يحتاج إلى إعادة نظر من الجهات المعنية بالموضوع خاصة فيما يتعلق بالتنويع الذي يكاد يكون منعدما في الوقت الحالي ومقتصرا على نوع واحد وهو سيارات الأجرة .
واشار الى أهمية التطوير في الوضع الحالي وتأطيره بما لا يتعارض مع مصالح العاملين في القطاع بل يجب النظر في رفده ودعمه من خلال تبني إستراتيجية واضحة لكل الأطراف المستفيدة مثل تحديد تسعيره ثابته للنقل الداخلي والنقل عبر المحافظات والولايات وتحديد خطوط سير وجدولة تسهل على المحتاجين لهذا النوع من الخدمة وتشجع المجتمع على الإستفادة منها والنظر في إمكانية استثمار الوزارة المعنية في هذا القطاع من خلال تأسيس مؤسسة أو مؤسسات خاصة تقدم خدمات النقل العام في مختلف المحافظات كذلك العمل على تقيم الوضع وجدواه الإقتصادية لإستحداث أنواع جديدة ووسائل حديثه من النقل العام وغيرها من المواضيع .
الجانب الآخر قد أثبتت الدراسة أن هذا القطاع يشكل أهمية بالغة ويعتني بجوانب اقتصادية غاية في الأهمية لذا ينبغي أخذا ذلك في عين الإعتبار والعمل على إيجاد حلول جذرية تساهم في تطوير قطاع النقل وتنوعه، ويجب أن لا نتوقف عن البحث فهو الوسيلة الأكثر دقة في الوصول إلى الحقائق لذا ينبغي أن يستمر إجراء البحوث في مختلف جوانب النقل العام ويجب أن تستمر الدراسات الإقتصادية والعلمية في هذا الجانب سعيا لتحقيق المنفعة العامة لهذا الوطن الحبيب والمقيمين على أرضه الطيبة المباركة.