شهدنا بالأمس التنافس الكبير في مسابقة إنجاز عمان بين شبابنا الواعد من طلاب الجامعات والمدارس الشغوفين والاهتمام الكبير الذي أظهره منظمو الجائزة في نسختها السادسة عشرة، ندرك تماما حجم وأهمية هذا القطاع في سلطنة عمان، حيث إن التوجه السامي يؤكد أهمية استثمار قدرات الشباب الإبداعية والابتكارية واستثمارها الاستثمار الأمثل مما يضمن لهم عيشا كريما في المستقبل والخروج من النطاق التقليدي.
وتعد سلطنة عمان من الدول الجادة في إيجاد مصادر دخل مختلفة ومتنوعة عبر قطاعاتها الحيوية التي تخضع لعدد من الاختبارات التي تمكنها جيدا من الدخول إلى سوق العمل العالمي، واستدامة المنتجات المبتكرة، وتعدها بعض الدول ذات الفكر الاقتصادي بأنها إحدى الصناعات المتقدمة، لذا كانت سلطنة عمان سباقة في المشاركة بشبابها الفتي بابتكاراتهم على الصعيد العالمي والتعريف بهم وبمنتجاتهم بكل ثقة، عبر هذه المسابقات ذات القيم العالية والنبيلة، والتي تسهم في تحقيق مفاهيم (الثورة الصناعية الرابعة) من خلال الطاقات الشبابية الواعدة وتطبيق كافة بنودها باستثمار الفرص الممنوحة لهم وابتكار الأحداث التنموية التي لها أبعاد ذات أهداف نبيلة، تتواءم مع رؤية العالم نحو تنمية المجتمعات ودفعها نحو التغيير والارتقاء بالقيم المعرفية والثقافية وتخليد براءات الاختراع واستدامته من خلال ابتكارات الشباب عبر الشركات الطلابية الواعدة، وهذا ما تترجمه مسابقة إنجاز عمان، التي تشهد تفاعلا شبابيا، مجتمعيا من كافة الأفراد من مختلف القطاعات التعليمية في سلطنة عمان.
كما أن تخراج الطاقات الشبابية ودمج التعليم مع الابتكار يسهم في تسريع وتيرة التحولات التي تشهدها المجتمعات كنتيجة للنمو الحضاري، والاستثماري والتقني، من خلال إيجاد حركة غير معتادة بين طلاب الجامعات والمدارس، كل هذه القطاعات تستطيع سلطنة عمان أن تسخرها وفق أهدافها التنموية لرؤية (عمان 2040) وبجانب التزاماتها الإنسانية التي تعد أسمى غاياتها، كما أنها تعمل على رفع معدل الانخراط المجتمعي بين المبتكر الشباب والمستثمر العالمي، مما يسهم في إحداث أمر له بصمة، وهذه أهم الرسائل التي تصبو إليها القطاعات الداعمة للشباب من أجل تفعيلها، فإيجاد الثقة وتوفير المتطلبات ومد جسور التعاون بين الأطراف المهتمة بهم هي واحدة من الأهداف التي تعمل عليها المنظمات المعنية بالقطاعات الشبابية ومنجزاتها، والتي تقوم بالتركيز عليها، وذلك وفق دراسة واستراتيجية منهجية ذات ديمومة وتأثير أكبر، ترتبط ارتباطا وثيقا بالأهداف والرؤية السامية نحو الشباب العماني. إن التعاون القائم بين التعليم وبين المؤسسات الداعمة للابتكار والاستثمار ستخرج لنا جيلا واعدا قادرا على تبوؤ المكانة العالمية بعد سلسلة التجارب التي خاضوها وأسهمت في تنمية قدراتهم الإبداعية ورفع كفاءتهم في هذا القطاع الحيوي التي ستكون نتائجه مستدامة بطابع صناعي استثماري يحقق دخلا للفرد. من جانب آخر فإن المنظمات والدول المهتمة بالابتكار بانتظار دور ريادي إبداعي ملموس من هؤلاء الشباب للنهوض بالجوانب الفكرية ونشر الوعي التي يسهم باحترام كل هذه الرسائل النبيلة التي تعمل من أجل تطوير إبداعاتهم وتنميتها وابتكار وسط شبابي خلاق ورشيد من خلال التعاون البناء بين المنظمات والشباب حتى تصل من خلالهم الرسالة المنشودة للمجتمع بمختلف فئاته.


* زينب الزدجالية
من أسرة تحرير «الوطن»