إشادة كبيرة بالتنظيم والمسارات المختارة والطبيعة الجبلية الخلابة

اكتساح الجنوب إفريقيين للمراكز الأولى في فئة الذكور ومصعب الراشدي فى المركز 21

تحت رعاية سعادة الدكتور الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن زاهر الهنائي، مستشار وزارة المالية، أسدل الستار مساء امس الاول على سباقات اختراق جبال الحجر للدراجات الهوائية الجبلية، الذي انطلق يوم الجمعة الماضي واستمر لمدة خمسة أيام شهدت منافسات قوية بين 75 درّاجاً جاؤوا من 18 دولة حول العالم، وتضمن الحفل تكريم الفائزين في السباق في فئتي الرجال والنساء حيث حافظ الجنوب إفريقي جيمس ريد على تصدره للقائمة حتى آخر لحظة وفاز بلقب البطولة، في حين استطاعات البريطانية كاثرين وليامسون الفوز بالمركز الأول في فئة النساء، كما تفضل سعادة راعي الحفل بتوزيع شهادات التقدير على عدد من الجهات الحكومية والأهلية من ولايات بهلاء والحمراء وعبري، والتي ساهمت في إنجاح سباقات اختراق جبال الحجر للدراجات الهوائية.
يأتي تنظيم هذا السباق في نسخته الخامسة على يد مشروع عُمان للإبحار وذلك بعد النجاح الذي حققه في الأعوام السابقة، حيث استطاع السباق هذا العام استقطاب 75 من أفضل راكبي الدراجات الهوائية الجبلية من مختلف أرجاء المعمورة، وأتاح لهم فرصة للمنافسة في مسارات جبلية تنافس في صعوبتها وتحدياتها أفضل مسارات سباقات الدراجات الجبلية في العالم، كما يعتبر السباق أيضاً فرصة للترويج لما تزخر به السلطنة من تنوع في الطبيعة والتضاريس والثقافة. وقد تم تصميم السباق بنظام البرولوج، حيث يتسابق فيه الدرَّاجون بشكل فردي لا زوجي، كما عمل المنظمون على توفير فرق للدعم، وسيارات الدفع الرباعي التي تحمل هواتف الأقمار الصناعية، وعدة أدوات الإصلاح والصيانة، وعدة الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى بعض قطع الغيار الأساسية في حال الحاجة إليها. وقد ساهم في إنجاح الفعالية عدد من الجهات والأفراد والمؤسسات ومنها شرطة عُمان السلطانية، والجيش السلطاني العُماني، ومكتب والي بهلاء، ومكتب والي الحمراء، وبلدية ولاية بهلاء، وبلدية ولاية الحمراء، وأهالي منطقة سنت، وأهالي منطقة العبلة، وأهالي منطقة وادي العين، وفريق سنت الرياضي، ومدرسة سنت للتعليم الأساسي.
وبعد خمسة أيام من المنافسات القوية التي خاضها المتسابقون في مسارات تمر بولايات بهلاء والحمراء وعبري ونزوى والرستاق، ولمسافة بلغت 400 كلم تنوعت بين المنحدرات والمرتفعات ومجاري الوديان والمزارع الجميلة والقرى النائية، أسدل الستار على نسخة هذا العام من سباق اختراق جبال الحجر، واستطاع المتسابقون من جنوب أفريقيا اكتساح منصة التتويج في فئة الذكور، حيث حل جيمس ريد في المركز الأول بفارق 12 دقيقة و58 ثانية عن منافسه ماكس نوكس الذي استطاع انتزاع المركز الثاني من نظيره كيفين إفانز بفارق دقيقة و6 ثوان.
وأعرب بطل السباق لهذا العام الجنوب أفريقي جيمس ريد عن إعجابه بالتجربة التي خاضها خلال أيام السباق الخمسة، حيث قال في تصريح له: "لقد كان السباق مميزا بكل المقاييس وخارج كل التوقعات، بدءاً من التنظيم لمراحل السباق، والمسارات المخططة بعناية بين الجبال والوديان والقرى النائية، والمخيم الذي قضينا فيه خمسة أيام بين الجبال. كل ذلك أضاف لي تجربة فريدة لا تنسى".
وفي الفئة النسائية، حافظت البريطانية كاثرين وليامسون على صدارتها في أغلب الجولات واستطاعت الفوز بالمركز الأول بفارق كبير بلغ 33 دقيقة و55 ثانية عن الرومانية إيستر دوزا التي حلت في المركز الثاني، في حين حلت الجنوب إفريقية هانيل ستين الفائزة بالبطولة في العام الماضي في المركز الثالث.
وتعد كاثرين واحدة من أشهر قائدي الدراجات الجبلية، حيث تعد بطلة سباقات كيب إيبيك المشهورة في جنوب إفريقيا، وبرزت في سباقات اخراق جبال الحجر بقوة واستطاعت التفوق بفارق كبير عن منافساتها في الفئة النسائية، وعبرت وليامسون عن تجربتها بعد فوزها بالمركز الأول وقالت: "لقد كان أسبوعاً صعباً من المنافسات القوية، فقد تضمنت مسارات السباقات كل ما تتوقعه في سباقات الدراجات الجبلية من مرتفعات ومنحدات ومسارات غير مأهولة، وقد استمتعت بكل أيام السباق بعيداً عن الشتاء القارص في المملكة المتحدة".
وبالنسبة للمتسابقين العُمانيين، استطاع مصعب الراشدي التقدم في الترتيب العام بعد الجولة الخامسة ليختم السباقات في المركز 21، في حين حل حاتم البشري في المركز 27، ومشاري الخليلي في المركز 30. وبعد ختام السباقات أعرب أعضاء الفريق العماني عن سعادتهم للمشاركة في هذا السباق والمنافسة مع عدد من أشهر الدراجين في العالم، وبالرغم من استعدادهم لفترة قصيرة قبل انطلاق السباقات إلا أنهم يشعرون بالرضا عن الننتائج التي حققوها، ويتطلعون إلى النسخة القادمة من السباق بجاهزية أكبر وتدريب أكثر. ويضيف مصعب الراشدي بقوله: "بحمد الله حققنا نتائج مرضية بالرغم من المنافسة الشديدة والمسارات الصعبة، ونأمل أن نطور من أدائنا في هذه الرياضة الممتعة والمشاركة في البطولات القادمة أو تمثيل السلطنة في سباقات إقليمية وعالمية".
وتعليقا على نجاح السباق أعرب ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لمشروع عُمان للإبحار، والتي تولّت إدارة السباق والإشراف على تنظيمه عن قوله: "تهانينا لجميع المشاركين في السباق. لقد كانت المنافسة في الأيام الخمسة الماضية ملتهبة وحامية بين المتسابقين من محترفين وهواة قدموا من مختلف أنحاء العالم. لقد كان تحديّا كبيرا إلا أن السباق كان أيضا فرصة للتعرّف على ما تتمتع به السلطنة من مقوّمات ومناظر طبيعية خلابة، ومن رحابة أهالي المناطق والقرى التي استضافت السباق والتي مرّ بها المسار. لقد أسعدنا تنظيم السباق ونتطّلع إلى استقبال المتسابقين مرة أخرى إلى السلطنة".
وقد انطلقت المرحلة الأولى يوم الجمعة 30 يناير من مخيم السباق المقام على مدخل قرية سنت الواقعة بين جبل الكور وجبل شمس، فبعد وصول المتسابقين إلى مخيم السباق انطلقوا بشكل فردي في سباق تحدي الزمن لمسافة 42 كيلومتر مقسمة على جولتين بداية من مخيم السباق ونزولاً في منحدر جبلي ثم الصعود عبر الشارع المعبد قبل النزول باتجاه قرية سنت في شارع ترابي والعودة مرة أخرى باتجاه خط النهاية في مخيم السباق.
أما المرحلة الثانية فقد بدأها المتسابقون في حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً من أعالي وادي بني عوف بالقرب من قرية بلد سيت، حيث عبر المتسابقون وادي بني عوف لمسافة 127 كم، وكانت هذه المرحلة الأطول والأصعب على الإطلاق حيث كان مسار السباق جبلياً في غالبه ويشتمل على العديد من المنحدرات والمرتفعات والممرات الضيقية، ولكنه كان فرصة لإبراز قوة التحمل التي يتمتع بها المتسابقون.
وفي اليوم الثالث انطلق المتسابقون من وادي تنوف باتجاه ولاية الحمراء، ثم ما بث مسار السباق أن أخذهم إلى أصعب المرتفعات على مستوى السباق بأكمله، وبعد صعود المتسابقين إلى أعلى القمة انحدر المسار للأسفل وواصل المتسابقون طريقهم بين حارات ولايات الحمراء وباتجاه مدخل جبل شمس ثم انعطف المسار يساراً باتجاه خط النهاية في مخيم السباق بقرية سنت. وكانت هذه المرحلة رغم صعوبتها من أجمل المراحل التي خاضها المتسابقون لتنوعها ولمرورها بين مزارع النخيل والحارات القديمة في ولاية الحمراء.
وفي اليوم الرابع، اتجه المتسابقون صباحاً عبر الطريق الترابي الواصل بين بلدة سنت وولاية الحمراء، ثم انعطفوا يساراً باتجاه المرتفعات المؤدية إلى جبل شمس قبل استدارتهم والعودة مرة أخرى إلى مخيم السباق. أما اليوم الخامس فبالرغم من المسافة الطويلة التي بلغت 100 كم، إلى أن غالبية المسار كان على الطرق المعبدة، حيث انطلق المتسابقون صباحاً بعد تناولهم وجبة الإفطار من مخيم السباق باتجاه قرية سنت، ثم نزولا إلى الوادي الأعلى ومنطقة الغافات والعقير قبل أن يستديروا مرة أخرى حول جبل الكور من الجهة الغربية وعودة إلى مخيم السباق عبر الطريق المعبد.