- كييف «تسخر» وواشنطن تعتبره «غير مسؤول»
- بروكسل تراه «يأسا» وبكين تدعو للتشاور ووقف النار

موسكو ـ عواصم ـ وكالات: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس التعبئة الجزئية للجيش، وذلك في خطاب موجَّه للشعب الروسي. وذكرت قناة “آر تي” الروسية أن وزارة الدفاع أوصت باستدعاء جنود الاحتياط للخدمة الفعلية، حيث هناك مواجهة ممتدة ضد أوكرانيا. وتعهد بوتين باستخدام جميع السبل الضرورية للدفاع عن الأراضي الروسية، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الكرملين لضم أجزاء من أوكرانيا، مما يهدد بتصعيد النزاع. وقال بوتين إن التعبئة الجزئية للجيش في روسيا أمر منطقي وضروري في ظل الظروف الحالية، مضيفا أنه وقع أمرا ببدء التعبئة. وأضاف بوتين أن القوات المسلحة سوف تستدعي جنود الاحتياط فقط، مشيرا إلى أنها سوف تزودهم بالتدريب الاضافي بالإضافة إلى جميع المميزات التي يتمتع بها من يخدمون بالجيش. وقال في الخطاب “عندما تتعرض وحدة أرضينا للتهديد، بالطبع سوف نستخدم كل السبل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا”، مضيفا ”هذه ليست خدعة”. وقد اتهم بوتين في خطابه كييف بالابتعاد عن مباحثات السلام، حيث قال إنها تتعامل وفقا لأوامر حلفائها الغربيين.
من جهته أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن روسيا ستقوم باستدعاء 300 ألف جندي احتياط للقتال في الحرب ضد أوكرانيا. ونقلت قناة “آر تي“ الروسية بالعربية عن شويجو القول “تمتلك روسيا موارد تعبئة ضخمة، ما يقرب من 25 مليون شخص، والذين سيخضعون للتعبئة يشكلون 1%”. وأشار شويجو إلى أن الذين سيخضعون للتعبئة الجزئية هم من قاموا بأداء الخدمة العسكرية، ولديهم سجل عسكري متخصص وخبرة قتالية، منوها بأنه لن يتم إرسال الطلاب وجميع من يخدمون في التجنيد الإجباري إلى منطقة العمليات الخاصة.
وفي كلمته أشار شويجو إلى أن روسيا لم تعد تحارب أوكرانيا، وإنما تحارب الغرب ككل. مضيفا أن هناك 70 قمرا اصطناعيا عسكريا و200 قمر أصطناعي لأغراض مدنية تابعين للغرب يقومون بدعم أوكرانيا. كما أشار إلى خسائر روسيا بلغت 5939 قتيلا.
بدورها سخرت أوكرانيا على قرار التعبئة الجزئية للقوات الروسية، الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتساءل ميخائيلو بودولياك مستشار الشؤون الخارجية بمكتب الرئيس الأوكراني على تويتر، قائلا: “لا يزال كل شيء يسير وفقا للخطة، أليس كذلك؟” وأشار بودولياك إلى أن ذلك هو “اليوم الـ210 من حرب الأيام الثلاثة”. وقال إن الروس الذين يطالبون بإبادة أوكرانيا قد تلقوا الآن أمرا بالتعبئة، وأغلقوا الحدود، وحظروا حسابات وأصدروا أحكاما بالسجن على الفارين من الخدمة، إلى جانب أمور أخرى. واختتم حديثه قائلا: “هناك قدر كبير من روح الدعابة في الحياة”. وفسر زميله، أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني، تحرك الكرملين بأنه يعني أن هناك خسائر كبيرة أجبرت روسيا على اتخاذ هذا الإجراء.
من جهته قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة “تأخذ على محمل الجد” تهديد فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا، معلنا أن عليه أن يتوقع “عواقب وخيمة” إذا لجأ إلى ذلك.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في مقابلة مع شبكة إي بي سي ABC: “هذا خطاب غير مسؤول من قوة نووية، نحن نراقب وضعهم الاستراتيجي بأفضل ما نستطيع حتى نتمكن من تغيير موقفنا إذا لزم الأمر. لا شيء يقول حاليا إن هذا الأمر ضروري”. بدوره، قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التعبئة الجزئية لجنود احتياط روس تظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين ينوي مواصلة “التصعيد” في الحرب على أوكرانيا وأنها تشكل “مؤشر يأس جديدا” لديه. وأوضح بيتر ستانو الناطق باسم بوريل “الاعلان عن تعبئة جزئية للاحتياط وتأكيد الاستفتاءات (في مناطق محتلة في أوكرانيا) يشكلان إشارة واضحة موجهة إلى الأسرة الدولية خلال أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة على عزمه مواصلة حربه المدمرة التي لها تداعيات سلبية على العالم بأسره”.
إلى ذلك، دعت الصين إلى “وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور”، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جزئية لاحتياطي الجيش الروسي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين في مؤتمره الصحافي الدوري “ندعو كل الأطراف المعنيين إلى وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور، وإيجاد حل يراعي المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف في أسرع وقت ممكن”. وقال المتحدث إن الصين تشدد على “وجوب احترام سيادة ووحدة أراضي كل البلدان، والتقيّد بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومراعاة المخاوف المشروعة لكل البلدان بجدية، ودعم كل الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمات”. وتابع “تدعو الصين الدول المعنية إلى حل خلافاتها بالحوار والتشاور، وتبدي استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي لمواصلة أداء دور بناء على صعيد احتواء التصعيد”.