[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
” شمال سينا ء لم تهدأ عقب العملية الإرهابية الأخيرة التي يبدو أنها أوقعت عددا كبيرا من الضحايا حيث يسمع دوي الانفجارات بشكل متكرر طوال الليل والنهار وكأنها تحولت إلى ساحة حرب خاصة بعد أن أصدر الرئيس المصري قرارا جمهوريا بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق قناة السويس ومكافحة الإرهاب بقيادة اللواء أركان حرب أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني وترقيته إلى رتبة فريق ..”
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مصرعلى قلب رجل واحد لمواجهة الإرهاب .. هذا ما بدا في الشارع المصري عقب العملية الإرهابية الكبيرة التي استهدفت منشأت عسكرية وأمنية ومدنية في محافظة شمال سيناء مساء الخميس قبل الماضي والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من العسكريين والمدنيين وتسببت في قيام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقطع زيارته لاثيوبيا حيث كان يشارك في القمة الإفريقية .. اهتزت مصر من أقصاها إلى أقصاها .. اتشحت بالسواد .. غضب وحزن في كل شارع .. ولأول مرة تبدو على الرئيس المصري علامات الغضب والانفعال وهو يتحدث للشعب عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فكان حادا صارما حازما في كلامه .. مستعدا للموت حين قال " أنا مستعد أتقتل وأقابل ربنا باختياري .. أنا لا تهمني سوى مصر والمصريين لن أقاوم إلا بكم " وكان صريحا واضحا حين أكد أن " مصر تواجه أقوى تنظيم سري في العالم .. هناك دول تقاد اليوم بقيادات من هذا التنظيم وأن هذه الدول لاتريد لمصر الاستقرار".. وأوضح أن الجيش والشرطة مستعدان لدفع الثمن من أجل مصر والمنطقة بالكامل مشيرا الى ان مصر لن تترك المجال للإرهاب كما حدث في دول أخرى مثل افغانستان والعراق .. وكان حازما حين اكد " لن نترك سيناء لأحد إما أن تبقى سيناء للمصريين وإما نموت " .
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان صريحا أيضا حين قال أن المواجهة مع الإرهاب صعبة وشريرة وقوية وسوف تستغرق وقتا طويلا يدفع ثمنه المواطنون .. وقال في لهجة قوية موجها حديثه لمنفذي العملية الإرهابية الأخيرة " إن من ساعدكم ومن أعطاكم نحن نعرفه ونراه ولن نتركه " واستعرض السيسي كواليس لقائه مع أكبر قيادة في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ويقصد هنا لقاءه مع خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة يوم 21 يونيو قبل تسعة أيام من اندلاع ثورة 30 يونيو وحضر اللقاء قيادي إخواني آخر يقصد سعد الكتاتني بناء على طلبهما حيث هدده القيادي الكبير " الشاطر" بقوله سنأتي إليكم بمسلحين من أفغانستان وباكستان وسوريا والعراق وفلسطين وليبيا لقتالكم" وظل خيرت الشاطر خلال اللقاء الذي دام 45 دقيقة يتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف من جانب جماعات إسلامية موجودة في سيناء وفي الوادي وبعضها جاء من دول عربية !!
شمال سيناء لم تهدأ عقب العملية الإرهابية الأخيرة التي يبدو أنها أوقعت عددا كبيرا من الضحايا حيث يسمع دوي الانفجارات بشكل متكرر طوال الليل والنهار وكأنها تحولت إلى ساحة حرب خاصة بعد أن أصدر الرئيس المصري قرارا جمهوريا بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق قناة السويس ومكافحة الإرهاب بقيادة اللواء أركان حرب أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني وترقيته إلى رتبة فريق .. فالعمليات العسكرية في شمال سيناء عقب العملية الإرهابية الأخيرة لم تتوقف حيث تتم بشكل يومي تصفية عدد من العناصر الإرهابية والقبض على عدد آخر .. وبموازاة العمليات العسكرية تحركت مصر دوليا حيث طالبت دول الاتحاد الاوروبي بوقف بث المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان والتي تحرض على العنف وقدمت لسفراء دول أوروبا فيلما لتهديدات القنوات الإخوانية للبعثات والشركات الاجنبية العاملة في القاهرة !!
كما انتقدت مصر الولايات المتحدة بشكل غير مباشر وذلك بعد استقبال الكونجرس الاميركي مؤخرا لعدد من قيادات تنظيم الاخوان واعتبرت الخارجية المصرية في بيان رسمي استقبال أي دولة لكيانات إخوانية هو ترويج للإرهاب ودعم للتطرف .. وحذرت الخارجية من التعامل مع مايسمى " المجلس الثوري المصري " و" برلمان الثورة " التابعين لجماعة الإخوان لترويجها الفكر المتطرف والاكاذيب وإصدار بيانات تحض على العنف والإرهاب .. وجددت الخارجية المصرية تأكيدها أن هذه الكيانات غير الشرعية التي يعلن تنظيم الإخوان عن تشكيلها هى كيانات لاتعبر على الإطلاق عن جموع الشعب المصري مشيرة إلى أن التعامل معها يعد استهتارا بإرادة المصريين فضلا عن أنها تعمل على تنفيذ أهداف خبيثة لهدم الدولة وشددت على أن تعامل بعض الدول مع تلك الكيانات الإرهابية يفسح المجال للترويج لأفكارها التي تحرض على العنف ويتناقض مع ماتدعيه هذ الدول من الالتزام بمحاربة الإرهاب والتطرف !!
ومرة أخرى تعود الحرب الكلامية بين مصر وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد ورود أنباء عن تسلل منفذي العملية الإرهابية الأخيرة عبر الانفاق السرية التي تربط القطاع بالأراضي المصرية والتي يقوم الجيش المصري بتدميرها بشكل دوري.. وظهرت أشرطة فيديو لعناصر من كتائب القسام وهم يسيرون في مسيرة حاملين أسلحتهم رافعين علامة "رابعة" بشكل أثار اشمئزاز المصريين .. وفي تصعيد جديد اتهمت حماس الحكومة المصرية الثلاثاء الماضي بإطلاق النار على دورية أمنية تابعة للحركة وهو ما ينذر بتدهور في العلاقات بين القاهرة وحماس خاصة في ظل ما تشهده محافظة شمال سيناء من عمليات إرهابية مستمرة تهدأ قليلا ثم سرعان ما تعود مجددا ليبقى السؤال : متى ينتهي الإرهاب في سيناء ؟!