- المواطنون يناشدون الجهات المعنية بالإسراع فـي تخفيض فترات الانتظار لما تسببه من أعباء نفسية وصحية على المرضى
- رفد المستشفيات المرجعية بالطواقم الطبية يساعد فـي تقليص المواعيد الطويلة
- عملية تدوير المواعيد غير المنتهية تأخذ فترة ليست بالمدة الزمنية القريبة

كتب ـ سليمان بن سعيد الهنائي:
تأخير مواعيد العمليات الجراحية للمرضى الذين هم بحاجة إلى من يقف معهم ويخفف معاناتهم ويعيد الأمل بالشفاء لقلوبهم المتعبة أصبح أمرًا لافتًا ويضاعف المعاناة، بعد أن أصبحت المواعيد ضربًا من الخيال تصل لأكثر من عام والمريض يئنُّ من آلام المرض ويمنِّي النفس لعل في قادم الأيام يرى مخرجا من طول الانتظار.. والطواقم الطبية هي الأخرى لها طاقة وعليها مسؤوليات جسام، والأعداد التي تحتاج إلى عمليات جراحية في زيادة مستمرة منها من ينتظر منذ جائحة كورونا والأخرى تتزامن مع الوضع الآني. اقتربت (الوطن) لترصد معاناة عدد من المواطنين مع فترات الانتظار الطويلة..

يقول مسلم بن سالم المحرزي:‏ أصبح تأخير مواعيد إجراء العمليات الجراحية أمرًا من المسلّمات يسبب قلقا وعدم طمأنينة المريض وأقاربه وما آلت إليه الظروف الناتجة، وما يحدث على أرض الواقع ليس سوى نتاج أعباء متراكمة على المعنيين من إدارات المستشفيات المرجعية الذين هم أيضًا لا نحملهم التبعات، وإنما علينا إيجاد الحلول التي تساعدهم في أداء واجبهم كونهم المصدر الرئيسي في القيام بأدوارهم والمعنيين بها في هذا الشأن.
وأضاف: إننا وفي ظل الظروف التي سببت العديد من التداعيات على حياة المريض وألمت به خلال المرحلة الراهنة بات الأمر خارجًا عن الإرادة، وعلينا أن نرضى بالواقع الذي يحتّم علينا الانتظار فليس غيره سبيلًا، فكيف نقف أمام المرض الذي يدمر صحتنا ولا نملك القيام بإجراء العملية الجراحية؟! مناشدًا الجهات المعنية إعادة النظر وإيجاد الحلول التي تحدُّ من المواعيد الطويلة وتلبِّي طموح المجتمع الذي يعاني من سوء الظروف الصحية دون أن يجد المريض حلا غير الدوران والبحث عن آلية تخفف عليه معاناته النفسية والصحية حاملًا في نفسه ألم الوجع، وهو يمنِّي النفس لعل هناك بارقة أمل تعيد له صحته وعافيته. وأكد المحرزي أن الحلول تكمن في رفد الطواقم الطبية بأعداد إضافية وذلك ربما يساعد في تقليص المواعيد الطويلة التي تكون على حساب المريض، فهناك مرضى حالاتهم تحتاج إلى وقفة جادة وتجاوب سريع بسبب الظروف الصحية الصعبة، والتي قد تؤدي بهم إلى مضاعفات غير محمودة عقباها ليس على المريض فقط وإنما على كل من له علاقة مباشرة به.

المدة الزمنية
عواطف بنت فاضل السعدية قالت: إن موضوع تأخر مواعيد العمليات الجراحية أصبح حديث الساعة وخصوصا عند المرضى الذين يعانون الأمرّين (المرض وطول الموعد)، حيث أضحى الوضع شائكًا لا المدة الزمنية تخدمهم ولا الوجع يرحمهم، وكلتا الحالتين أمَرّ من الآخر، ناهيك عن الأثر النفسي الذي يفاقم حالة المريض من جميع النواحي، فالانتظار بالنسبة له آخر المطاف ربما المريض لا يتحمل التأخير، وقد يكون يحمل أمراضًا أخرى بما تسمى أمراض العصر والمنتشرة كالسكري والضغط وارتفاع الكوليسترول والقلب، وقد تسوء حالته يومًا بعد يوم، ويصعب عليه إجراء العملية. وناشدت السعدية الجهات المعنية بزيادة أعداد الكوادر الطبية، وتكثيف العمل والمناوبات الليلية في المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية، واستغلال أيام الإجازات في إجراء العمليات البسيطة والمتوسطة ليكون هناك مجال ومتسع، للعمليات الكبرى والتي تستغرق وقتا أطول وساعات كثيرة. وأضافت: هناك نقص ملحوظ في الكوادر الطبية وهو أمر واقع موجود، والحقيقة هناك الكثير من الأسئلة التي ترد وتتوالى بهذا الموضوع، نحن لدينا مخرجات مؤهلة للتدريب، والعمل الصحي وخاصة الممرضين والأطباء والواجب استغلال هذه الموارد وتدريبها التدريب الصحيح وتأهيلها للعمل في المستشفيات. ونوهت السعدية إلى الأضرار الناجمة بسبب تأخير العمليات الجراحية وتدهور حالة المريض مما يسبب له أمراضا إضافية مفاجئة، وانتكاس حالته الصحية من سيء إلى أسوأ، مما يؤثر على الحالة النفسية بشكل سلبي، ويبقى يعاني من كان في حال وانتقل إلى حال آخر، وهنا يكون الأمر أكثر صعوبة وتعقيدًا عن السابق، ومضاعفة الجهد عن السابق، إضافة إلى الخدمات المقدمة أو الأعباء النفسية والمعنوية، والتي تعود كلها على الطواقم الطبية في المرتبة الأولى وأيضًا على المريض. أما عن بعض الحالات للمرضى الذين هم بحاجة ماسّة إلى توفير علاج سريع يقيهم من الإرهاق والمتاعب النفسية فيلجأون إلى المستشفيات الخاصة أو السفر وهذه الفئة قد تكون لديها القدرة المادية، والبعض الآخر لا يستطيع فيبحث عن مخرج يجنبه الوجع ويحفظ له عافيته ويتكبل بالدَّين الذي يكون سبيلا لا مفر منه. وأشارت السعدية للمواعيد التي تطول فوق المعقول، وكيف لمريض يعاني يستطيع أن يصبر مدة تتجاوز السنة، فالمواعيد في إجراء العملية الجراحية تدخل منعطفا ربما يكون صعبًا جدًّا على المريض في الانتظار، أتمنى من الجهات المسؤولة عن هذا الموضوع أخذه بعين الاعتبار، فالأرواح أمانة ويجب المحافظة عليها، بتقديم المساعدة العاجلة لها، دون تأخير.

تحديد المواعيد
وقال جاسم بن محمد البلوشي: إن المواعيد في إجراء العمليات الجراحية أصبح أمرًا بحاجة إلى الوقوف أمامه، ويقينًا بأن الطبيب خلال معاينته للمريض يدرك أن حالته لا يمكن أن تنتظر طويلًا، فهو وللأسف لا يضع الموعد بنفسه إنما يتوجه لموظفي السجلات لتحديد الموعد والذي بدوره هذا الأخير يحدد موعدا قد يتجاوز الحدَّ المعقول في بعض الأحيان، وإذا كان الطبيب الذي يحدد الموعد بنفسه فهذه مصيبة أعظم، لأن الكثير من الحالات لا يمكنها الانتظار. وبيَّن البلوشي أن تأخير المواعيد وتحويل المرضى من المركز الصحي إلى المجمع الصحي في الولاية، ثم توجيه الحالة مباشرة إلى المستشفى المرجعي التابع للمحافظة وعليه انتظار لأجل الموعد الذي سيتم إدراجه له وهذا لا يعني ذهاب المريض للموعد وانتهاء الأمر، وإنما يتفاجأ بأن حالته سيتم تشخيصها وربما تحتاج إلى طبيب متخصص ليدخل في عملية تدوير المواعيد غير المنتهية والتي تأخذ فترة ليست بالمدة الزمنية القريبة. موضحًّا أن لديه حالة تعاني من نزيف متقطع تحتاج إلى معرفة المشكلة وتتطلب القيام بعملية منظار وتم تحديد موعد لها بعد أكثر من عام من الانتظار، ليتفاجأ بإلغاء الموعد وتحديد موعد آخر له. وأكد البلوشي أن هناك الكثير من الحالات قد تتشابه وقد تفوق في عدم مراعاة المواعيد للمرضى والتي قد تطول كثيرًا، وقد تفاجأنا بأن هناك مرضى تفاقمت حالاتهم بسبب تأخر المواعيد، وندرك يقينا بأن المسؤولين يبذلون الكثير من الجهد لحل إشكالية المواعيد التي طالت وأخذ تأثيرها يظهر على صحة المريض، وعلينا أن نضع كل إمكاناتنا وقدراتنا لتطوير الكفاءات الوطنية التي يعول عليها الكثير في تقديم الرعاية الصحية للمواطن.

التعقيد وصعوبة الاستيعاب
فيما أوضح راشد بن حميد الشهومي أن التأثير الذي يحدثه التأخير في مواعيد إجراء العمليات الجراحية يكون عادة تأثيرًا مباشرًا وسلبيًّا على حياة المريض نظرًا بما يمرُّ به من تداعيات لا يحمد عقباها يكون هو الضحية، فالأعداد المتأخرة من إجراء العمليات الجراحية يقابلها في الجانب الآخر مرضى جدد هم كذلك محتاجون إلى عناية، ما يؤدي ذلك إلى زيادة في التعقيد تنتج عنه صعوبة في استيعاب الأعداد الإضافية، أما فيما يتعلق بالحلول لإجراء العمليات الجراحية بأنواعها المختلفة فقد أفاد الشهومي بأنه يجب أن تكون هناك بوادر ملحوظة في القدرة على استيعاب الأعداد المنتظرة للعمليات والبحث على آليات تسهم في تقليصها والقدرة على المواءمة بين المواعيد المتأخرة مع الجديدة، لكي يتمكن من إجرائها في أقرب وقت ممكن، وبالتأكيد فإن هذا الأمر يحتاج إلى مضاعفة الجهود وبلورة الوضع بما يتحقق من نتائج تعود على الجميع.
وأشار إلى أن أسباب التأخير تعود إلى تكدس المواعيد بالمستشفيات المرجعية الذي يكون من أحد أسبابها ربما يعود إلى جائحة كورونا والذي أدى إلى توقف القيام بالعمليات الجراحية، فاليوم لا بد من وجود بدائل لتخفيف الأعباء النفسية والمعنوية على المرضى وإيجاد الطرق التي تكفل الراحة للمريض وإننا على يقين بأن المساعي التي تقدمها الجهات المعنية ليس مسكوتا عنها، وإنما يجب أن يلمسها المريض، فهذا المطلب الذي يتأمله ليخفف عليه الكثير من الضغوطات، أما عن الأضرار التي تكون سببًا في تأخير العمليات الجراحية فقد بيَّن الشهومي أن هناك حالات مرضية تستدعي إجراء العمليات سريعة يقابلها طواقم طبية أرهقها الجهد والعناء منذ جائحة كورونا هم يقدمون كل ما يملكون من أجل راحة مرضاهم، وهناك أطباء شرعوا في ترك وظائفهم لعدة أسباب، كل هذا يعود ويدفع ثمنه المريض الذي يتكبد عناء المرض وتأخير المواعيد.

تأثيرات مباشرة
وأشار سليمان بن جابر الراشدي إلى أن التأثير في تأخير مواعيد العمليات الجراحية يكون ليس فقط منصبا على جانب واحد فقط، وإنما هناك تأثيرات مباشرة مصاحبة للمريض حيث يلازمه الكثير من التداعيات والأوجاع وتكون بالنسبة له ألمًا لا يمكن تحمله، وإنما تجبره الظروف التي أتت على غير موضوعها فيتردد ما بين المستشفيات ويمنِّي النفس لعل في ذهابه إلى المراكز الصحية والمجمعات الصحية يجد حلًّا يخفف عليه وطـأة الوجع.
وأفاد بأن ما يعانيه المريض يعد أمرًا مسلّمًا ولا يمكن الانتظار وخصوصا للمرضى الذين يحتاجون إلى التدخل السريع لإجراء عملية جراحية لهم، من قبل الطواقم الطبية وهل يعقل أن ينتظر لفترة طويلة إلى أن يحين دوره وربما تحدث أمور أخرى تؤدي إلى تأخير الموعد مرة أخرى، وكل ذلك على حساب حياته، موضّحًا أن بعض الأمراض تتجاوز مواعيدها السنة وفي حالات وصلت إلى عام 2024 وهل يعقل أن ينتظر كل هذه الفترة؟ فهناك أمراض مثل انسداد الشرايين أو المسالك البولية أو أي مرض طارئ يحتاج إلى التدخل السريع لإجراء العملية الجراحية هل عليه أن ينتظر كل هذا الموعد؟

أروقة المستشفيات المرجعية
أما سيف بن حارب الغافري فأوضح أن ما يجري في أروقة المستشفيات المرجعية التي هي بحاجة إلى زيادة في الطواقم الطبية بسبب النقص الذي سببته جائحة كورونا، حيث تأمل الطواقم الطبية من الجهات المعنية رفدهم بطواقم جديدة ليتمكنوا من تقليص مواعيد المرضى، مبينًا في حديثه أن المستشفيات شهدت نزوح أعداد كبيرة من الأطباء خلال الفترة الماضية ـ هذا حسب قولهم ـ الذي كان له التأثير غير المباشر على المنظومة الصحية مما أحدث فجوة وكذلك خلال فترة انتشار جائحة كورونا التي شهدت توقف إجراء العمليات الجراحية مما أسهم في مضاعفة الأعداد التي تحتاج إلى عمليات وتزامنت معها الحالات الجديدة من المرضى الذين هم أيضًا بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية مما تسبب في زيادة التأخير.
وطالب الغافري الجهات المعنية بإيجاد البدائل، حيث أضحت أعداد المرضى في تزايد مستمر والمواعيد يطول بها الأمد، وكل ذلك على حساب المريض ومن عافيته الذي لا حيلة له ولا قوة سوى الانتظار أو اللجوء إلى الاقتراض ليزيد من كاهله فهو بين أمرين أحلاهما مر وعليه تحمل تبعات التأخير الذي تبدى له، ولا بد من وقفة جادة تحدُّ من معاناة المرضى فهم لهم حقوق، فالمرض لا يرحم وآثاره تكون لها أبعاد أخرى تؤدي إلى مضاعفة الجهد والوقت من قبل الطواقم الطبية وتحتاج إلى عناية أكثر.