عمان ـ وكالات: أعلنت السلطات الأردنية انها اعدمت شنقا فجر امس الاربعاء كلا من الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي كان داعش طالب باطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة، وذلك غداة اعلان التنظيم اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا. وقالت وزارة الداخلية الاردنية في بيان انه "تم فجر اليوم الاربعاء تنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق المجرمة ساجدة مبارك عطروز الريشاوي كما تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا حتى الموت بحق المجرم زياد خلف رجه الكربول". واوضح البيان ان "تنفيذ حكم الاعدام بالمجرمين تم بحضور المعنيين كافة وفقا لأحكام القانون"، مؤكدة ان "هذه الاحكام قد استوفت جميع الإجراءات المنصوص عليها في القانون". وافاد مصدر امني اردني رفض الكشف عن هويته "تم بعد الساعة الرابعة من فجر امس الاربعاء اعدام كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي". واضاف انه "تم تنفيذ حكم الاعدام بحضور اللجنة المعنية، ومفتي سجن سواقة (جنوب عمان) لم يطلب من أي من الريشاوي او الكربولي ان كان لديهما أي وصايا". واوضح المصدر انه "تم نقل الجثتين الى المركز الوطني للطب الشرعي بهدف تسليمهما الى الجهات المعنية لاكرامهما بالدفن وحسب الاصول". وقرر عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة التي توجه اليها الاثنين، مؤكدا ان الكساسبة "قضى دفاعا عن عقيدته ووطنه وامته" وداعيا الاردنيين الى "الوقوف صفا واحدا".
وقال التلفزيون الاردني ان "حشودا شعبية كبيرة تصل الى مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) لاستقبال الملك عبد الله". وتظاهر مئات الاردنيين في دوار الداخلية وسط عمان للتنديد بعملية الاعدام الوحشية وهم يرددون ب "الروح بالدم نفديك يا اردن". كما تظاهر مئات الاشخاص امام ديوان ابناء محافظة الكرك ". من جهتها أدانت دول مجلس التعاون الخليجي "الجريمة الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة" ، معتبرة أنها "لا تمت بصلة للقيم الإنسانية والدينية وبالأخلاق والشهامة العربية الأصيلة" . وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني في بيان له امس الأربعاء إن "هذه الجريمة البشعة تعبر بوضوح عن استهتار هؤلاء القتلة الإرهابيين بكل القيم الإنسانية النبيلة" ، مؤكدا "وقوف دول مجلس التعاون إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية في كل ما يدعم أمنها واستقرارها". وأكد الزياني "أن هذه الجريمة النكراء سوف تزيد من إصرار وعزم الجميع على محاربة هذا التنظيم الإرهابي المتطرف". وعبر الأمين العام لمجلس التعاون "عن تعاطفه الشديد مع أسرة الشهيد معاذ الكساسبة الذي قضى دفاعا عن وطنه وأمته" ، معربا "عن تعازيه الحارة لذوي الشهيد وللحكومة والشعب الأردني الشقيق ولضباط وأفراد الجيش العربي الأردني الأبطال". وأدانت السلطات السورية امس الأربعاء إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حرقا ، داعيا حكومة بلاده الاردنية إلى التعاون معها في مكافحة الإرهاب". وذكرت الوكالة السورية للأنباء "سانا" أن وزارة الخارجية بدمشق أدانت، في بيان لها، "الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبها داعش بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة"، وتقدمت إلى عائلته والشعب الأردني بـ "أحر التعازي". ودعت الخارجية الحكومة الأردنية للتعاون في "مكافحة الإرهاب" المتمثل في "داعش" و"جبهة النصرة" ذراع تنظيم "القاعدة" والتنظيمات الأخرى المرتبطة بهما في سوريا والمنطقة ، وفق البيان . وكان داعش أعلن في شريط فيديو تناقلته مواقع على الانترنت أمس إعدام الطيار الكساسبة الذي كان يحتجزه منذ 24 يناير الماضي حرقا حتى الموت، الأمر الذي لاقى استنكارا شديدا من الأردن ودول أخرى ، و ردت عليه الأردن بإعدام انتحارية عراقية كان من المخطط تبادلها مع الطيار، إضافة إلى سجين آخر. كما أعربت لجنة حقوق الإنسان العربية لجنة الميثاق" عن بالغ حزنها إزاء الجريمة الوحشية التي ارتكبها داعش الإرهابي بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة هذه الجريمة الوحشية البشعة وغير المسبوقة، مؤكدة موقفها الثابت أن الإرهاب يشكل أشد انتهاكات حقوق الإنسان جسامة. وقال هادي بن علي اليامي رئيس لجنة حقوق الانسان العربية ، في بيان صحفي امس الاربعاء إن ما تعرض له الفقيد الطيار الأردني معاذ الكساسبة هو انتهاك مروع وخطير لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي اعتبر قتل الاسير جريمة حرب، كما يتنافى مع احكام الميثاق العربي لحقوق الانسان التي كفلة الحق في الحياة والكرامة الانسانية. ووجه اليامي باسم لجنة حقوق الانسان العربية خالص العزاء والمواساة لأسرة معاذ الكساسبة وللأردن شعبا وملكا وحكومة، داعيا الله عز وجل أن يتقبل "الشهيد" وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وأن يحفظ امن واستقرار المملكة الاردنية الهاشمية. وشدد اليامي على أن ما ارتكبه الجناة فعل همجي يندى له الجبين ويتناقض مع مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء التي تحفظ حق الانسان في الحياة والكرامة الانسانية وحرمت قتل الاسرى وطالبت بالمعاملة الكريمة للأسير كما يتنافى مع كافة الأعراف والشرائع السماوية. وأضاف اليامي أن الوقت قد حان لاستئصال شأفة الإرهاب الذي لن يتم دون تعرية الفكر الضال الذي تتخذه الجماعات الإرهابية منهجاً لها، واعتبر أنه لا يجب التسامح أو المهادنة مع الإرهاب وجرائمه، مشيرا الى أن مواجهة الإرهاب تحتاج لرؤية وجهود مشتركة من دول الإقليم بالإضافة للتعاون الدولي. كما أوضح أن مكافحة الإرهاب حق وواجب على الحكومات العربية من أجل ضمان حق الشعوب العربية في العيش بسلام وأمن، وضمان البيئة الحاضنة للتمتع بحقوق الإنسان وسيادة القانون. وسارع الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الى ادانة هذا الفعل، معتبرين اياه عملا "همجيا" و"فعلة دنيئة" ودليلا على "وحشية" التنظيم الجهادي. كما دانت اليابان عملية الاعدام، وقال رئيس الوزراء شينزو آبي ان "ما حصل لا يغتفر، انها فعلة دنيئة وانا ادينها بقوة". ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قتل الطيار، واعرب المتحدث باسمه عن "تضامنه مع الحكومة والشعب الاردنيين"، وحض على "مضاعفة الجهود لمكافحة الارهاب والتطرف". ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "الاغتيال الهمجي" للطيار، معربا عن "تعازيه الى عائلته والشعب الاردني". كما دان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعدام الطيار، معلنا مساندة بلاده للاردن "فى مواجهة تنظيم همجى جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية" من جهته، دان امير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح هذا "العمل الاجرامي"، وقال في برقية تعزية بعث بها الى العاهل الاردني ان "هذا العمل الارهابي والشنيع يتنافى مع كافة الأديان والشرائع السماوية ومع القيم والأعراف". من جانبه، دان وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "الجريمة البربرية البشعة والمقززة التي اقترفها التنظيم الارهابي "داعش" بحق الشهيد الطيار"، مؤكدا في تصريحات اوردتها وكالة انباء الامارات، ان "هذه الجريمة النكراء والفعل الفاحش يمثل تصعيدا وحشيا من جماعة ارهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة". كما اعربت البحرين في بيان بثته وكالة انباء البحرين عن "استنكارها الشديد لهذه الجريمة البشعة التي تؤكد الوحشية المفرطة والهمجية التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي ، والخطر المتزايد لجرائمه اللاانسانية"، معربة عن تضامنها مع الاردن وشعبه.
واوضحت ان "هذه الممارسات البربرية تتنافى تماماً مع جميع المبادئ والقيم وتتعارض مع كل الشرائع والأديان السماوية". كما دانت ايران عملية الإعدام، وقالت مرزية افخم المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية ان ايران تدين بشدة هذا "العمل غير إنساني وغير الاسلامي من قبل الجماعات الارهابية التكفيرية"، معربة عن تعاطف طهران مع عائلة الطيار وشعب وحكومة الأردن.