التعامل الجيد مع المنافسة: من الطبيعي أن نجد منافسة لأي مشروع جديد وناشئ، ولا بُدَّ من التعامل الجيد مع المنافسة والمنافسين وذلك من خلال تقديم ميزة تنافسية تفوق الميزات التي يقدمها المنافسون في نفس المجال.
استكمالا للمقال السابق بخصوص طرق الحصول على فكرة مشروع تجاري مربح وقابل للتنفيذ على أرض الواقع، نتطرق في هذا المقال بسرد وتوضيح أكثر الطرق الفعالة لإدارة المشروع التجاري الجديد من قِبل روَّاد الأعمال الطموحين. حيث يعتمد نجاح أي مشروع تجاري، الذي يقدم خدمة أو منتجا، اعتمادا كليا على مدى حسن إدارته. فكلما كانت إدارة المشروع تتم بالشكل الصحيح والجيد، نجح وحقق أرباحا جيدة، وكذلك استدامة طويلة. فالعام الأول لتدشين المشروع هو المعيار الأساسي الذي يحدد مدى قدرته على النجاح والاستدامة، والسبب وراء ذلك يعود إلى طرق إدارته الجيدة، كما تعد السنة الأولى هي سنة تحديد مصير المشروع، سواء بالاستمرارية أو النهاية. وعليه، فهناك العديد من الطرق الفعالة التي ستساعد كل رائد عمل في إدارة المشروع بطريقة مجدية وفعالة ومنها:
أولا: وضع النظم وإطار واضح للسير العمليات: بسبب حداثة العمل التجاري في عامه الأول، فإن روَّاد الأعمال يواجهون صعوبة كبيرة في إداراته. فلا بُدَّ من وضع إطار واضح لسير العمليات التشغيلية للمشروع بشكل صحيح، وذلك من أجل الوصول إلى النجاح. وهناك الكثير من الأمثلة منها: عمل الدفاتر الحسابية أو استخدام التطبيقات المحاسبية لحساب المدخولات والمصروفات بشكل دقيق، وأيضًا نظام للموارد البشرية من أجل الحفاظ على مستوى الإنتاجية لكل موظف، وكذلك الحفاظ على العلاقة الجيدة مع الموردين والعملاء. إذا كان رائد العمل غير قادر على تنفيذ هذه الطرق بشكل جيد، فيجب عليه تعيين مدير ذي خبرة لضمان نجاح النظم والعمليات التشغيلية بشكل صحيح.
ثانيا: إيجاد السمعة الجيدة للمنتج: لتحقيق نجاحات كبيرة وملحوظة يتوجب إيجاد السمعة الجيدة للمنتج أو الخدمة التي تقدمها والتي نراها ونستشعرها في مدى رضا العميل عن القِيمة التي يقدمها الخدمة أو المنتج المعروض عليه. الوسيلة الأساسية والجيدة لإيجاد السمعة الجيدة للمشروع هي طرق التسويق الجيدة والفعالة للمشروع، حيث تزداد نسبة رضا العميل عن المنتج، ثم يزداد معدل استهلاكه له، بالإضافة إلى قيام الزبائن الراضين عن المنتج أو الخدمة بالتسويق لمشروعك بدون مقابل من خلال ترشيح منتجك أو خدمتك للأصدقاء أو أفراد الأسرة أو زملاء العمل بسبب تجربتهم الناجحة معك. للحصول على السمعة الجيدة، لا بُدَّ من الوفاء بالوعد المقطوع للعملاء، سواء توصيل المنتجات بالوقت المحدَّد دون تأخير أو تقديم خدمة عملاء ممتازة أثناء وبعد البيع.
ثالثا: التعامل الجيد مع المنافسة: من الطبيعي أن نجد منافسة لأي مشروع جديد وناشئ، ولا بُدَّ من التعامل الجيد مع المنافسة والمنافسين وذلك من خلال تقديم ميزة تنافسية تفوق الميزات التي يقدمها المنافسون في نفس المجال. كما لا بُدَّ وأن تكون هذه المنافسة شريفة؛ بمعنى أن لا يكون هناك ضرر ولا ضرار للمنافسين حتى لا يتم إيجاد أعداء لك على المدى البعيد.
وأخيرا: الإنفاق الصحيح: يجب على روَّاد الأعمال عمل ميزانية جيدة ودقيقة لمشاريعهم، مع التأكد من الإنفاق الجيد والصحيح للأموال في الأماكن الصحيحة، والتي تعود بالنفع على المشروع. فمثلا: الأخذ في الاعتبار رواتب الموظفين؛ لأنهم هم أساس المشروع، وبدونها لن تستطيع الإنتاج أو تقديم خدمة. توفير النفقات غير الضرورية، وكذلك الحدّ من توقيع عقود الإيجار طويلة الأمد أو شراء أصول غير مهمة للمشروع.
وعليه، فإن اتباع هذه الطرق الفعالة لإدارة المشروع، ومنها وضع نظم عمليات تشغيلية واضحة ودقيقة، وإيجاد سمعة جيدة للمشروع وحُسن التعامل مع المنافسة، وأيضًا الإنفاق الجيد والصحيح سوف يؤدي في النهاية إلى نجاح المشروع واستدامته.


سعيد السيسي
[email protected]