تحمل زيارة صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المُتَّحدة إلى سلطنة عُمان التي بدأها سُموُّه أمس، أهميَّة كبرى في ظلِّ القواسم المشتركة التي تجمع البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، وفي ظلِّ الأزمات والتحدِّيات الاقتصادية والسياسية العالمية، مِثل تداعيات أزمتَيْ جائحة كورونا “كوفيد19” والحرب الروسية الأوكرانية وما صاحبهما من تأثير على أسعار السِّلع الأساسية، وعلى رأسها أسعار الطاقة، والتي باتت تؤثر بشكلٍ كبير على الخطط والبرامج والرؤى التي يسعى البلدانِ من ورائها إلى إحداث قفزة عملاقة تطوِّر اقتصاديهما، في المستقبَل القريب، بما يُحقِّق طموحات وتطلُّعات الشَّعبَيْنِ العُماني والإماراتي. ووفقًا لذلك، فإنَّ الزيارة الكريمة لسُموِّ رئيس دولة الإمارات تُمثِّل فُرصة كبرى، ستُسهم في المزيد من تعميق العلاقات بَيْنَ الجارَيْنِ الشَّقيقَيْنِ في كافَّة المجالات، والحرص المستمر في التقدُّم والازدهار فيما يعود بالنفع على البلدَيْنِ، والاتِّجاه نَحْوَ المزيد من التعاون الاقتصادي الكبير بَيْنَهما، الذي يرتكز على أُسُسٍ أخويَّة وركائز صلبة راسخة تسعى إلى التطوُّر المستمر.
وقد عبَّرت حفاوة الاستقبال لصاحب السُّمو الضَّيف الكريم في زيارته الأولى لسلطنة عُمان كرئيس لدولة الإمارات العربية المُتَّحدة عن المكانة التي تحظى بها الجارة الشقيقة دولة الإمارات العربية المُتَّحدة، قيادةً وشعبًا، كما تُعدُّ هذه الزيارة الأولى لصاحب السُّمو الرئيس الضَّيف كـ(زيارة دولة) لدولة عربية وخليجية منذ تولِّيه مقاليد الحكم في الرابع عشر من مايو الماضي، الأمْرُ الذي يُعبِّر عن متانة العلاقات الطيِّبة، حيث حرَص حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ على إقامة مراسم استقبال حافل تليق بحجم ومكانة صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المُتَّحدة والشَّعْب الإماراتي الشَّقيق، وتعكس مدى عُمق العلاقات التاريخية الممتدَّة القائمة دائمًا على الاحترام المتبادَل وحُسن الجوار. وكانت جلسة المباحثات الثنائية التي أعقبت الاستقبال الحافل خير دليل على متانة هذه العلاقات الأخويَّة التي تربط السَّلطنة بشقيقتها وجارتها دولة الإمارات.
فالمساعي بَيْنَ قيادتَي البلدَيْنِ لتقوية وتنمية الروابط قائمة على علاقات ممتدَّة، ومتنوِّعة ما بَيْنَ علاقات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية في الوقت الحاضر، وروابط تاريخية وجغرافية، يميِّزها التقارب والتداخل الجغرافي القائم على حُسن الجوار والصلات الاجتماعية، كما تجمعهما علاقات متفرِّدة قائمة على وحدة الأصل والدَّم والنَّسب، بالإضافة إلى اللُّغة والدِّين وغيرها من روابط الانتماء في محيطهما الخليجي والعربي والإسلامي المشترك؛ لِتكُونَ هذه الزيارة الكريمة بوَّابة تجدِّد التعاون الشامل بَيْنَهما، المتأصل بأواصر المَحبَّة والتعاون والأُلفة المتجذرة بَيْنَ الشَّعبَيْنِ منذ آلاف السنين. وبالإضافة إلى التاريخ، ترسم الرغبة الصادقة من قيادتَي البلدَيْنِ في الأخذ بالتعاون بَيْنَهما إلى آفاقٍ أرحب وأشمل ما يؤمِّن تطوُّرًا مستمرًّا للعلاقات البَيْنيَّة بَيْنَ سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المُتَّحدة لِمَا فيه خير ومصلحة الشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ.
وتنعكس الإدارة السياسية في دفع العلاقات إلى مزيدٍ من الازدهار عَبْرَ المباحثات الشاملة، والتي يُعبِّر عنها الوفد الإماراتي الرفيع المستوى المُصاحِب لصاحب السُّمو خلال زيارته، والذي يشمل كافَّة القِطاعات والأنشطة، خصوصًا ذات الطابع الاقتصادي منها، حيث ينتظر من الزيارة دفع التعاون الاقتصادي نَحْوَ آفاقٍ أوسع وأرحب في المستقبَل القريب، وتعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية، وتنمية الشراكة في العديد من القِطاعات الاقتصادية الحيَوية بما فيها قِطاع الطاقة والطاقة المتجدِّدة وحلول المياه والخدمات المالية، والدعم اللوجستي والإنشاءات والعقارات وريادة الأعمال والسياحة، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المختلفة. وفَّق الله سلطنة عُمان وجارتها الشقيقة دولة الإمارات العربية المُتَّحدة لِمَا فيه المزيد من الخير والرخاء والاستقرار، وسدَّد خُطى قيادتَيْهما الحكيمتَيْنِ لتحقيق التطلُّعات والطموحات، وتعزيز العلاقات المتميِّزة.