مسقط ـ العُمانية: قام صاحب السُّمو الشَّيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أمس بزيارة إلى دار الأوبرا السُّلطانية وذلك في إطار زيارة “دولة” التي قام بها سُموُّه إلى سلطنة عُمان. وتجوَّل سُموُّه في أرجاء الدار واستمع إلى موجز عن أقسامها ومرافقها وطبيعة العروض التي تقدمها ومواسمها وبرنامجها على مدار العام، إضافة إلى التجهيزات التي تضمنتها والتي تُعد من أحدث المعدات المستخدمة في مجال العروض الموسيقية العالمية.
واطلع سُموُّه خلال تجواله على الثراء المعماري الذي يتميز به التصميم الهندسي للدار، والذي يبرز فيه الإرث الثقافي المعماري العُماني ممزوجًا بالثقافة المعمارية من قارات العالم المختلفة. وقد قدمت الدار بمناسبة زيارة سُموِّه عرضًا موسيقيًّا قدمته الفرقتان الفولاذية والاستعراضية بالحرس السُّلطاني العُماني. وفي ختام زيارته للدار قام صاحب السُّمو الشَّيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بتسجيل كلمة في سِجل كبار الزوار عبر فيها عن سعادته بزيارة دار الأوبرا السُّلطانية مسقط والاستمتاع بالعرض الموسيقي، واصفًا سُموُّه الدار بأنها تمزج العراقة مع الحداثة بتناغم راقٍ ينبض بالحياة، مؤكدًا سُموُّه أن الفنون لغة عالمية مشتركة وحلقة وصل تجمع بين الثقافات ووسيلة مهمة لنشر القِيَم الإنسانية وأهمها التواصل والسلام والتسامح والتعايش بين الشعوب وهي القِيَم ذاتها التي تنعم بها سلطنة عُمان.
كما زار صاحبُ السُّمو الشَّيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة المتحف الوطني في إطار زيارة دولة قام بها سُموُّه إلى سلطنة عُمان. وكان في استقبال صاحبِ السُّمو سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني وعددٌ من المسؤولين بالمتحف. وتجوَّل صاحبُ السُّمو، والوفد المرافق له في أرجاء المتحف وأروقته، واستمع إلى شرحٍ وافٍ عنه، وما يحويه من قاعات تُبرز جوانب مهمَّةً من تاريخ وحضارة سلطنة عُمان منها قاعة الأرض والإنسان وقاعة الحقب الزمنية وقاعة عظمة الإسلام. اطَّلع سُموُّه على المقتنيات المُعارة من متحف اللوفر أبوظبي تتمثل في خزفيات من فن الإزنيق من القرن السادس عشر الميلادي، بالإضافة إلى المقتنيات التي سبق وأن أعارها المتحف الوطني للعرض المؤقت في متحف اللوفر أبوظبي منها كنز الوقبة التاريخي الذي يضم أكثر من (400) درهم فضي تؤرخ للعصور الإسلامية المبكرة.
وزار سُموُّه ركن السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (أعزَّ الرجال وأنقاهم) بقاعة عصر النهضة ووقف على أصل الرسالة رقم (1) للسُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيَّب الله ثراه) والموجهة إلى أصحاب السُّمو أعضاء مجلس العائلة المالكة الكرام عبر مجلس الدفاع، والمقتنيات السُّلطانية، كما اطَّلع سُموُّه على عددٍ من المقتنيات التي تجسد العلاقات العُمانية الإماراتية، أبرزها اتفاقية ترسيم الحدود بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة في القطاع الحدودي الممتد من أُم الزمول إلى شرق العقيدات والتي وقَّعها السُّلطان قابوس بن سعيد (طيَّب الله ثراه)، والمغفور له بإذن الله سُموُّ الشَّيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيف منحني الحد مُهدى من المغفور له، إلى السُّلطان قابوس بن سعيد (طيَّب الله ثراه) في عام (2004م)، ومجسم لقصر الحصن بإمارة أبوظبي مُهدى من المغفور له سُموِّ الشَّيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في عام (1999م)، إلى السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور (طيَّب الله ثراه)، بمناسبة ترسيم الحدود. وقام سُموُّه في ختام الزيارة بتسجيل كلمة في سجل كبار الزوار بالمتحف قال فيها: “سعدتُ بزيارة المتحف الوطني في سلطنة عُمان الشقيقة، وتعرفت على مقتنياته الثرية والثمينة التي تجسد عراقة الشعب العُماني وتاريخه المديد وما توليه السلطنة بقيادة أخي جلالة السُّلطان هيثم بن طارق، من اهتمام كبير بالثقافة ضمن منظومة التنمية الشاملة التي تنعم بها”، معربًا عن شُكره للقائمين على المتحف لجهودهم، مُتمنيًا لهم التوفيق. رافق صاحبَ السُّمو الشَّيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خلال زيارته المتحف الوطني معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي، وزير ديوان البلاط السُّلطاني رئيس بعثة الشرف.