موسكو ـ عواصم ـ وكالات: تجد روسيا نفسها معزولة ومعرضة لضغوط غداة ضمها رسميا 4 مناطق أوكرانية ما أثار وابلا من الإدانات الدولية ورفضا من قبل كييف المصممة على استعادة أراضيها. ورفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى مثل تركيا ضم هذه الأراضي الجديدة وأعلنت كييف أنها ستلجأ إلى محكمة العدل الدولية. وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة على تويتر “بعد محاولات الضم التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغت أوكرانيا رسميًّا محكمة العدل الدولية أن هذه الخطوة تعد انتهاكًا صارخًا’’ لأمر المحكمة الصادر في 16 مارس ويطالب روسيا بوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا على الفور. وأضاف الوزير الأوكراني “ندعو المحكمة إلى النظر في القضية في أقرب وقت ممكن”.
وأنجز الرئيس الروسي مراسم الضم مساء الجمعة أمام عدة آلاف تجمعوا لحضور حفل موسيقي احتفالي في الساحة الحمراء في موسكو. وقال “النصر سيكون لنا”، بينما يواجه جيشه صعوبات في أوكرانيا في الوقت نفسه. قبيل ذلك في الكرملين وقَّع بوتين على وثائق ضم المناطق الأربع إلى جانب قادة المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا دونيتسك ولوجانسك (شرق) وتلك التي احتلتها القوات الروسية في زابوريجيا وخيرسون (جنوب). وطالب كييف في خطابه بوقف “جميع الأعمال العدائية والعودة إلى طاولة المفاوضات” على الرغم من النكسات الأخيرة التي ألحقتها القوات الأوكرانية بالجيش الروسي.
في واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده وكندا تؤيدان انضمام كييف. وقال بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي “نؤيد بقوة انضمام الدول التي ترغب في ذلك والتي يمكنها المساهمة في قدراتها”. لكنه أضاف أن “هناك عملية لتحقيق ذلك وستواصل الدول اتباعها”. وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن “بدعم جهود أوكرانيا لاستعادة السيطرة على أراضيها” وقال إن بوتين “لن يرهب” الولايات المتحدة وحلفاءها.
من جهتهم عبر قادة دول الاتحاد الأوروبي في بيان عن “رفضهم” و”إدانتهم” هذا “الضم غير القانوني”. كما قالت وزارة الخارجية التركية إن أنقرة “ترفض” هذا الضم مثلما رفضت في السابق الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم. وأدان الناتو الضم “غير الشرعي” بينما ناقش مجلس الأمن الدولي في نيويورك قرارا يدين إجراءات “الضم المزعوم” لأوكرانيا عطل تمريره فيتو روسي. وبمعزل عن الفيتو الروسي، حصل القرار على تأييد عشر دول وامتنعت أربع دول عن التصويت هي الصين والهند والبرازيل والجابون. وتأتي قرارات الضم هذه بعد سبعة أشهر من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا و”استفتاءات” نُظمت على عجل في المناطق المحتلة. وفي مؤشر إلى هذا التسرع وعدم التنظيم أعلن المتحدث باسم الكرملين أنه ما زال يتعين عليه “توضيح” ما إذا كانت روسيا ستضم جميع المناطق الأوكرانية في خيرسون وزابوريجيا، أو الأجزاء التي تحتلها فعليا. ميدانيا، ذكر سيرهي هايداي حاكم منطقة لوهانسك الأوكرانية، أن القوات الأوكرانية حاصرت نحو خمسة آلاف جندي روسي في مدينة ليمان الواقعة ذات الأهمية الاستراتيجية بشرق أوكرانيا. وقال هايداي “طلب المحتلون المحاصرون في ليمان من القيادة الروسية السماح لهم بمغادرة المدينة، ولكن طلبهم قوبل بالرفض”. وتابع: “هناك ثلاثة سبل أمامهم: إما محاولة الاختراق أو الاستسلام، أو الموت. وهناك نحو خمسة آلاف، دون عدد محدد”. وقال هايداي إنه لم يكن هناك قط عدد كبير من الروس محاصر حتى الآن في الحرب التي بدأتها موسكو في 24 فبراير الماضي. إلى ذلك، كشفت تقديرات الاستخبارات البريطانية أن روسيا تستخدم حاليا في هجومها البري في أوكرانيا صواريخ دفاعية مخصصة بالأساس لإسقاط الطائرات والمقذوفات الأخرى. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير يومي قصير تعده استنادا إلى تقديرات الاستخبارات أن روسيا استخدمت مثل هذا الصاروخ المضاد للطائرات البعيد المدى في الهجوم على قافلة في مدينة زابوريجيا الواقعة جنوب شرق أوكرانيا.