- العاهل الأردني يبدأ غدا زيارة رسمية لسلطنة عمان تستمر يومين

- - تشاور وتنسيق بين القيادتين لتعزيز العمل العربي المشترك وبحث التطورات الإقليمية والدولية

- العلاقات العمانية الأردنية تكتسب تفردا فـي الجوانب التاريخية والاستراتيجية فـي ظل القيادتين الحكيمتين

مسقط ـ العُمانية: يقوم جلالةُ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بزيارة رسمية إلى سلطنة عُمان يوم غدٍ الثلاثاء تستمر يومين.
جاء ذلك في بيان صادر عن ديوان البلاط السُّلطاني مساء أمس فيما يأتي نصُّه.. “انطلاقًا من العلاقات الراسخة التي تربط سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وفي إطار التعاون والتنسيق بينهما لكل ما من شأنه تحقيق المزيد من النماء؛ خدمة لمصالح البلدين، وبما يحقق تطلعاتهما وآمالهما.
سيقوم ـ بمشيئة الله تعالى وعونه وتوفيقه ـ جلالةُ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بزيارة رسمية لسلطنة عُمان تستغرق يومين ابتداءً من يوم الثلاثاء الموافق الرابع من أكتوبر لعام 2022م، وسيتم خلال هذه الزيارة التشاور والتنسيق بين القيادتين بما يُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك وبحث مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفَّق الله تعالى قيادتي البلدين لكل ما فيه الخير والنماء والازدهار لشعبيهما، وللأمتين العربية والإسلامية إنه سميعٌ مجيبٌ”.
وتكتسب العلاقات العُمانية الأردنية تفردًا في الجوانب التاريخية والاستراتيجية في ظلِّ القيادتين الحكيمتين لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وتمثِّل مباحثات الزعيمين خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها العاهل الأردني إلى مسقط يوم غدٍ أهميةً بالغةً في تعزيز آليات التعاون بمختلف المجالات ومواصلة التنسيق والتشاور إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يُحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

ويتوافق البلدان الشقيقان منذ التبادل الدبلوماسي عام 1972م في كثير من الرؤى السياسية والتعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية واعتماد الحوار وسيلةً ناجحةً وناجعة للإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين، حيث يعقد البلدان مشاورات في مختلف المجالات من خلال الزيارات المتبادلة، منها جلسة المباحثات التي عُقدت في العاصمة الأردنية عمَّان خلال شهر يوليو الماضي وأكدت على المُضي قُدمًا في اتخاذ كل الخطوات اللازمة لتعميق العلاقات بينهما وزيادة التعاون في مختلف المجالات والتوافق حول سُبل تعزيز العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات، كما أسهمت هذه الزيارات في تعزيز العلاقات في مجالات التعاون المشترك للقوات المسلحة في البلدين الشقيقين.
وفي الجانب الاقتصادي تُشير الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية قد ارتفع خلال عام 2021م بنسبة بلغت 8ر33 بالمائة ليصل إلى حوالي 61 مليونًا و855 ألف ريال عُماني مقابل 46 مليونًا و236 ألف ريال عُماني في عام 2020م.
ووضَّحت الإحصاءات أن الواردات العُمانية من الأردن قد بلغت في عام 2021م حوالي 35 مليونًا و409 آلاف ريال عُماني مقارنة بـ24 مليونًا و624 ألف ريال عُماني خلال عام 2020م بنسبة ارتفاع بلغت 8ر43 بالمائة. فيما بلغ إجمالي الواردات العُمانية من الأردن خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2022م حوالي 6 ملايين و747 ألف ريال عُماني.
وبلغ حجم الصادرات العُمانية إلى الأردن في عام 2021م حوالي 26 مليونًا و446 ألف ريال عُماني مقارنة بـ21 مليونًا و612 ألف ريال عُماني عام 2020م بنسبة ارتفاع 4ر22 بالمائة. بينما وصل إجمالي الصادرات العُمانية إلى الأردن خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري حوالي 15 مليونًا و584 ألف ريال عُماني.
وأشارت الإحصاءات إلى أن حجم الاستثمار الأردني في سلطنة عُمان قد وصل بنهاية عام 2021م إلى حوالي 230 مليونًا و400 ألف ريال عُماني.

وفي الجانب الثقافي يتمثل التعاون بين سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية في عدد من الأعمال بما فيها التوقيع على الاتفاق الثقافي التربوي في 1976م وعلى إثره تم التوقيع على عدة برامج تنفيذية كان آخرها البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي والتربوي بين الحكومتين للأعوام 2002ـ2004، بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات مع مؤسسات المجتمع المدني بين البلدين، ومذكرة تفاهم بين منتدى الفكر العربي والنادي الثقافي العُماني، وذلك عقب لقاءٍ ثقافي مشترك بين الطرفين.
ومن بين المفردات الثقافية المشتركة، تأسيس وحدة الدراسات العُمانية في جامعة آل البيت الأردنية عام 1998م، بموجب منحة كريمة من السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ، كما يتشكل التعاون الثقافي بين سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية في المشاركات الأدبية في الملتقيات والمهرجانات الفكرية والأدبية بين الكّتاب والأدباء العُمانيين والأردنيين، إلى جانب مشاركة البلدين في معارض الكتاب الدولية التي تُنظَّم في مسقط وعمَّان. ويبلغ عدد الطلبة والطالبات العُمانيين الدارسين في الجامعات الأردنية حوالي (3500) طالب بمختلف التخصصات وبالأخص الجانب التربوي. وفي هذا الإطار، من المؤمل أن تُسهم زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية إلى سلطنة عُمان في توطيد هذه العلاقات الأخوية من خلال زيادة التبادل التجاري والاستثماري والتعاون في المجالات السياحية والعلمية والثقافية والعمل على تطويرها.