- منتخبنا الوطني يخرج من الدور الأول بنتائج محبطة أعادتنا لنقطة الصفر
- الكويت والعراق وتايلند تكشف المستور واتحاد القدم مطالب باتخاذ خطوات تصحيحية عاجلة
- أخطاء بدائية ساهمت فـي خسائر الفريق والاجتهاد بلا تنظيم وتخصص لا يحقق سوى الفشل

رسالة الكويت ـ صالح البارحي:
لا يجب أن يمر ما حدث لمنتخبنا الوطني لكرة القدم للصالات في الكويت مرور الكرام، فما شاهده الجميع أمر لم يعد مقبولا لدى الوسط الرياضي من أي منتخب كان، فعندما سافرت بعثة الأحمر إلى الكويت للمشاركة في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم للصالات رفقة أفضل المنتخبات الآسيوية في النسخة الثامنة عشرة للبطولة كانت الامنيات كبيرة، وتحدث البعض عن الأهداف وعن المنافسة لكبار آسيا بعد أن أخذ المنتخب جرعة كبيرة من الثقة بالنفس، كل هذه المقدمات كانت مقبولة للوسط الرياضي بعد رحلة الاعداد الطويلة التي خاضها الأحمر قبل التوجه للكويت، حيث رفعت من سقف الطموحات للجميع سواء اللاعبين أو الوسط الرياضي المتابع لمسيرة الأحمر منذ فترة ليست بالقصيرة.
إلا أن ما حدث كان بمثابة (الصدمة) غير المتوقعة، حيث أصبح المنتخب محطة عبور لمنتخبات المجموعة الأولى، فتلقت شباكه (18) هدفا في ثلاث مباريات بدور المجموعات، فيما سجل (3) أهداف فقط لم تكن كافية لتغيير أي نتيجة من المباريات التي خاضها الفريق، حيث خسر أمام الكويت 7/‏2 وتلاها بخسارة أخرى أمام العراق صفر/‏5 وختمها بخسارة أخيرة أمام تايلند 1/‏6 ... لتعود بعثة المنتخب مبكرا لمسقط دون أن يكون لها بصمة واضحة في البطولة، سوى أن الأحمر تجرع مرارة الخسارة تلو الأخرى دون أي مقاومة تذكر، وهذا في حد ذاته أمر غير مقبول إطلاقا ولا بد من قراءة ما بين السطور للأمور التي ساهمت في هذا التراجع المخيف وخيبة الامل الكبيرة التي صاحبت تواجد منتخبنا للمرة الأولى في نهائيات آسيا

وقفة عاجلة
بطبيعة الحال، فإن هذه المشاركة بحلوها ومرها بحاجة إلى تقييم عاجل ومتكامل وليس رحلة سكوت تتبعها أخرى حتى (يطير الدخان) وتطوى صفحة الإخفاق بصورة كمثيلاتها ... فالمنتخب أصبحت له طموحاته بعد أن حصل على فرصة للتواجد في منظومة كرة القدم العمانية، وبطبيعة الحال فإن نتائجه لا يجب أن تمر سدى دون معرفة الأسباب وإيجاد الحلول في حالة أردنا الاستمرار مع منتخب كرة القدم للصالات، التقييم يجب أن يشمل كافة الجوانب وليس تعليق مسألة الإخفاق على جهة معينة لتصبح (كبش فداء) للإخفاق الذي لم يكن متوقعا قبل السفر وتصريحات جهازه الفني المتواصلة مغلفة بالايجابية والثقة الكبيرة.
باعتقادي، وفي أولى الخطوات التي يجب أن تتبع لمساندة منتخب كرة القدم للصالات على وجه الخصوص كونه الواجهة للبلد هو إيجاد دوري قوي محليا بمشاركة الأندية جميعا ولا تقتصر المشاركة على أندية النخبة فقط، حيث إن المواهب في مثل هذه اللعبة تتواجد في كل أرجاء سلطنة عمان، ولكنها بحاجة إلى حاضنة رسمية تظهر قدراتها وبالتالي الاستفادة منها في مسيرة المنتخب الوطني لكرة القدم للصالات ، كما أن الأجهزة الفنية التي يجب أن تشرف على فرق هذه الأندية يجب أن يكونوا مدربين مؤهلين في اللعبة أساسا، ولديهم دراية كاملة بأدق تفاصيل اللعبة من خلال الدورات التدريبية التي حضروها بطريقة أو بأخرى، حيث إن طريقة اللعب وتحركات اللاعبين وبعض الأمور الأخرى تحتاج إلى ضرورة معرفة الجهاز الفني بها من الألف إلى الياء، وإلا فكيف للمنتخبات الأخرى التعاقد مع أجهزة فنية متخصصة في اللعبة فقط دون سواها، الامر الذي سيساند مدرب المنتخب الوطني في نهاية المطاف.
هناك من يتعلل بأن قلة عدد الأندية التي أيدت فكرة إقامة دوري كرة القدم للصالات (قليل جدا) ومن الصعب إقامة دوري بهذا العدد، هذا أمر غير مقبول إطلاقا، فمن يدري فلربما تكون هذه الأندية القليلة هي نواة للمنتخب الوطني مستقبلا وتحتوي على أفضل اللاعبين المحليين في هذه اللعبة التي تحتاج إلى الكثير من الجوانب الفنية واللياقة العالية، ولا ضير في أن تقام بطولات في المحافظات بين الأندية في كل محافظة وبعدها تواجد البطل في المنافسة النهائية والتي بالتأكيد ستحتوي على أفضل الأندية وأفضل اللاعبين وهو ما يعني سهولة اختيار وانتقاء المواهب وتصعيدها للمنتخب الوطني بنهاية المطاف وهذا ما نأمل به في الأساس ونسعى لتحقيقه.
أضف إلى ذلك، من الضرورة عدم الاستعانة بلاعبين يتواجدون أو تواجدوا في الملاعب المعشبة ، مثل ما هو الوضع في المنتخب الحالي، حيث إن ذلك لا يخدم الأهداف من إنشاء منتخب لكرة القدم للصالات، فالملعب يختلف وأسلوب اللعب يختلف والمهارة تختلف وتحركات اللاعبين تختلف، أي أن كل ما لديهم من قدرات في الملاعب المعشبة لن يظهر كما هو في الصالات وسيبقى اللاعب بنفس عقليته التي يلعب بها سابقا، وبالتالي لن تخدم الفريق بأي حال من الأحوال، حيث ظهر ذلك جليا في البطولة وهو ما أحدث الفارق الكبير في نتائج المنتخب مع المنتخبات المنافسة، ولا يخفى على الجميع بأن الكثيرين تحدثوا معي بأن تحركات لاعبي منتخب عمان وأسلوبهم يدلل بأن أغلبهم يلعب في الملاعب المعشبة، وهذا ما يظهر في الميدان .
دائما الاجتهاد الذي لا يقترن بالتنظيم والعمل المتقن لا يحقق الأهداف المنشودة، وهذا ما حدث لنا في البطولة ، فليس الاجتهاد كل شئ، بل العمل المتقن والتنظيم والتعلم والتخصص هو سببا في تحقيق الأهداف المنشودة في النهاية، وهذا ما نأمله في الفترة القادمة من المسؤولين، فالمنتخب يمثل وطنا ولا مجال فيه للمجاملة على حساب سمعة البلد .

رحلة الاستعداد
خاض منتخبنا الوطني عدة معسكرات تحضيرية استعداداً للتصفيات الآسيوية، حيث لعب أربع مباريات ودية أمام السعودية والبحرين، وشارك في بطولة تايلند الدولية الودية والتي تأهل خلالها إلى المرحلة الثانية وحل ثالثا، وفي دور المجموعات بالتصفيات حل منتخبنا الوطني ثالثا وتأهل للملحق الآسيوي ليواجه المستضيف منتخب الإمارات، ليتغلب عليه ويتأهل للنهائيات .
منتخبنا شارك في الاولمبياد الخليجي بالكويت، حيث ودع المسابقة من الدور الأول دون أي جديد يذكر وهذا كان مؤشرا واضحا لضعف حظوظ الفريق وما يقدمه ولكن لم يلتفت أحد من المسؤولين بالاتحاد عن ذلك بل واصلوا العمل بذات النهج ومباركته، فجاءت مشاركته ببطولة اتحاد غرب آسيا بالكويت وتصدر المجموعة التي ضمت لبنان والبحرين والإمارات، وتأهل للمرحلة الثانية، ليودع البطولة من الدور نصف النهائي ويحل بعد ذلك ثالثاً .
رحلة استعدادات المنتخب توقفت بعدها، حيث لم يشارك في بطولة كأس العرب التي كانت فرصة أخرى للوقوف على الكثير من الجوانب السلبية التي يعاني منها الفريق، بعدها دخل المنتخب معسكرا داخليا، ومعسكرا خارجيا آخر في تايلند دون أن يخوض أي مواجهة دولية (!!!!!) وهنا لا أعلم ما هي فائدة هذا المعسكر بالضبط قبل أن يتوجه للمشاركة في النهائيات الآسيوية بالكويت وهناك انكشف المستور وبقسوة.

بعثة المنتخب
ضمت بعثة المنتخب المشاركة في نهائيات آسيا بالكويت كلا من : هشام الوهيبي، عبدالعزيز الرقادي، سامر البلوشي، زامل البلوشي، عيسى البلوشي، معتصم الشامسي، لؤي الوهيبي، خلفان المعولي، محمد تقي، منصور الهادي، مهند الشبلي، معتز أولاد ثاني، علي أولاد ثاني، أحمد الخاطري.
ويتكون الجهاز الفني والإداري للمنتخب من يونس الفهدي مدربا ويساعده عثمان العنبوري وحسين الصالحي مدرب حراس وخوليو دياز مدرب لياقة بدنية وعلي المعولي مدير المنتخب ويونس الغافري المسؤول الإعلامي وماجد الوردي أخصائي العلاج وأندريه مدلكا وكامل البلوشي مسؤول المهمات .