تمتلك كُلٌّ من سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية رصيدًا كبيرًا من العلاقات المتجذِّرة الراسخة في ظلِّ القيادتَيْنِ الحكيمتَيْنِ لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تؤكِّد النُّمو المُطَّرد للتعاون البنَّاء بَيْنَ البلدَيْنِ والرغبات الصادقة على مستوى القيادة العُليا في تنميتها. وقد جاء الاستقبالُ الحافل لجلالة العاهل الأردني خلال زيارته الرسمية لمسقط التي انطلقت أمس ليُعبِّر عن هذه الرغبة الصادقة، ويؤكِّد مساعي البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ لتعميق أواصر الأخوَّة، ومدِّ جسور التعاون في شتَّى المجالات، خصوصًا الجانب الاقتصادي، حيث تمتلك كُلٌّ من سلطنة عُمان والمملكة الأردنية فرصًا اقتصادية واعدة تحتاج كوادر مستثمرة تعمل على تنميتها، ما يُعطي للقِطاع الخاصِّ فُرصةَ العمل عليها، خصوصًا في الجوانب الصحيَّة والتعدين والسياحة، فالبلدانِ يسعيانِ إلى تعزيز هذه العلاقات وتعميقها ترجمةً للتوجيهات الحكيمة لقيادتَي البلدَيْنِ، والحرص على تسخير ثمار هذه العلاقات للمنافع المتبادلة.
إنَّ جلسة المباحثات التي عقدها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع أخيه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، تسعى في المقام إلى زيادة حجم التعاون بَيْنَ سلطنة عُمان وشقيقتها المملكة الأردنية على كافَّة الأصعدة وفي شتَّى المجالات، التي تُحقِّق أهداف وطموحات وتطلُّعات الشَّعبَيْنِ العُماني والأردني. وبالإضافة إلى المنافع المتبادلة، يتمُّ تسخير هذه العلاقات الأخويَّة المميَّزة في تعزيز العمل العربي المشترك وخدمة القضايا العربية الراهنة، وذلك بما يملكه الزعيمانِ وبلداهما من ثقل إقليمي وعالمي، ورصيد كبير يتَّسم بالحِكمة والمصداقية والاحترام، تجعل لقاءهما الحالي محلَّ متابعةٍ وتقدير من دوَل الإقليم والعالم أجمع، بالإضافة إلى مساعيهما لتحقيق مستقبَلٍ واعد مُكلَّل بالنجاحات والتقدُّم والازدهار لكُلٍّ من الشَّعبَيْنِ العُماني والأردني. ولعلَّ مِثل هذه الزيارات الطيِّبة واللقاءات الأخويَّة دائمًا ما تُشكِّل دعمًا ودفعة قويَّة للعلاقات الأخويَّة بَيْنَ سلطنة عُمان والأردن، في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها من المجالات، وتفتح للبلدَيْنِ آفاقًا واسعة ورحبة، وتُشكِّل قوَّة دفْعٍ قادرة على إحداث نقلة نوعية وانطلاقة جديدة تنعكس إيجابًا على البلدَيْنِ وعلى تطلُّعات شَعْبَيْهما، فهناك فُرصٌ واعدة وبوادر ملموسة للتعاون بَيْنَ البلدَيْنِ، سيعمل القائدانِ بالتأكيد خلال جلسات المباحثات والجلسات المشتركة على وضع أُسُس راسخة لها تجعلها تلبِّي حجم تلك الطموحات والتطلُّعات، ويبقى على رجال الأعمال والقِطاع الخاص في كلا البلدَيْنِ دَوْرٌ مُهمٌّ وحيَويٌّ لترجمة تلك الرغبات لمشاريع تتمُّ على أرض الواقع، وتتحوَّل لمشاريع متبادلة تعكس رصيد العلاقات الأخويَّة التي يمتلكها البلدانِ. فالمتوقَّع من زيارة جلالة العاهل الأردني لبلده الثاني سلطنة عُمان أنْ تُعزز إقامةَ المشروعات المشتركة وبناء العلاقات بَيْنَ رجال الأعمال في البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ وتفعيل اتفاقيات ومذكرات التعاون التي أُبرمت بَيْنَهما.
ويُشكِّل الدَّور الحيَويُّ للقِطاع الخاصِّ قوَّة دفْعٍ مُهمَّة لرغبة البلدَيْنِ في إحداث شراكة حقيقية ودَوْرٍ فعَّال للقِطاع الخاصِّ، وهو ما عبَّر عنه عددٌ من المسؤولين ورجال الأعمال العُمانيين والأردنيين، حيث رأوا أنَّ الزيارة الرسمية لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية إلى سلطنة عُمان ستفتح آفاقًا واسعةً للقِطاع الخاصِّ في البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ في العديد من المجالات الاقتصادية، وإمكانية عقد الشراكات التجارية والاستثمارية بما يُسهم في رفْعِ حجم التبادل التجاري، وتوطيد العلاقات بَيْنَ الجهات المشتركة من خلال تبادل المعلومات والخبرات، وتعزيز التعاون في عدَّة مجالات أهمُّها التعليم والصحَّة والأمن الغذائي، والصناعة والسياحة وغيرها من المجالات، خصوصًا أنَّ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ يمتلكانِ الفُرص والحوافز الاستثمارية، كما يمتلكانِ رغبةً صادقة في زيادة أوْجُه التعاون، مدفوعة بالرعاية الكريمة والحكيمة من قيادتَيْ البلدَيْنِ.