مسقط ـ العُمانية: الراصد لسيرة المسرحي المغربي عبداللطيف فردوس يرى اشتغالاته المتعددة في مختلف الفنون والكتابة بدءا من السينما والمسرح، حيث العروض المباشرة مع الاشتغال النوعي على التجديد في الفنون المسرحية، وقد زار سلطنة عُمان أخيرا ليتعرف عن قرب على أهم كُتّابها والمشتغلين فيها على القطاع المسرحي ليقدم خبرته في سياق عملي في أسبوع بمقر النادي الثقافي.
ففي علاقته وتواصله الأدبي مع الأدب المسرحي في سلطنة عُمان يقول عبد اللطيف فردوس: ربما تكون العلاقة محدودة نوعًا ما وأغلبها عن طريق مجلة نزوى التي كنتُ أتابعها بانتظام كلما وصلني عدد منها إلى المغرب.
ويضيف أن الكتب الملحقة بالمجلة، كانت تقدم إبداعات في مختلف الأجناس الأدبية والفنية لسلطنة عُمان، وعبْر أحد الأعداد تعرّفت على قصص قصيرة جدا بعنوان (شبابيك زيانة) للكاتبة العمانية بشاير بنت حبراس السليمية، وأعجبتُ بها شكلا ومضمونا، وتواصلتُ مع الكاتبة لأخذ موافقتها في تحويل هذه القصص القصيرة إلى أفلام قصيرة كتدريب لي على كتابة سيناريو الفيلم القصير، مما عزز خزانتي بأكثر من 10 أفلام قصيرة مستوحاة من قصص قصيرة للقاصة العُمانية.
ويشير: لا أخفي عشقي لقراءة القصص القصيرة العُمانية والتمتع بها والاشتغال عليها دراميا، شيئا فشيئا، حيث بدأت دائرة اهتمامي بالأدب العُماني تتوسع نحو قراءة بعض القصائد الشعرية ومختارات من الأدب الشعبي، وأسجل هنا مبادرة النادي الثقافي في مسقط لتقديم ندوة “حكايات بصرية”، ومن هنا تعرفت على مجموعة من الكُتّاب العُمانيين وتكوّنت لديّ فكرة عن الأدب والفن العُماني، فأقلّ ما يمكنني أن أقول في توصيفهما هو: أنهما قطعا أشواطا بعيدة نحو الحداثة دون التفريط في الهوية المميزة لسلطنة عُمان، أما بالنسبة للمسرح فقد تعرفت عليه بشكل مباشر عبر مسرحية (مدق الحناء) التي شاركت في مهرجان المسرح الخليجي بالإمارات العربية المتحدة سنة 2019 ونالت جائزته.
يتحدث فردوس عن علاقته بالمسرح كما هو في مخيلته فيقول: انطلقت تجربتي منذ التحاقي بالنادي الفني المراكشي كوميديا سنة 1968م، إحدى أهم الفرق المسرحية بالمغرب التي تأسست سنة 1956 إلى يومنا هذا، وابتدأتُ منخرطا عاديا استقبل ولا أنتج بحكم صغر سني ومحدودية ثقافتي المسرحية آنذاك، وبعد فترة توقفت لنيل الاستحقاق التعليمي الجامعي، لكني عدت محملا برصيد معرفي نظري وتكوين عصامي تطبيقي، فأصبحت مُخرجا رفقة مجموعة شابة أعطت لكوميديا انطلاقة جديدة، واشتغلت منذ 1976م، على المسرح المدرسي، ثم التدرج نحو الكتابة.
ولفردوس أعمال كثيرة في شأن مسرحة النص السردي وعلاقته بالمسرح وتحويله لواقع بصري ملموس وهنا يتحدث عنها: بعد استنفاد كل الأشكال الفرجوية في المسرح المغربي التي تضمنها مشروع مسرحتها، التفتت إلى القصة القصيرة والرواية، حيث عملت على مسرحة قصص قصيرة وروائية لكتاب مغاربة منهم القاص والشاعر المرحوم أحمد طليمات، والمفكر والروائي حسن اوريد، وأغلبية النصوص المسرحية التي ألفتها تم نشرها بمؤسسة آفاق للدراسات والنشر واشتغلت عليها فرق مسرحية محترفة بالمغرب وفرنسا كفرقة تانسيفت والوفاء المراكشية، ومسرح الأصدقاء بفرنسا ومدرسة سيرك شمسي بالمغرب، وأذكر أني كمؤلف لي رفقة الفنانة لطيفة أحرار والفنان هشام الإبراهيمي تجربة تقديم عرض مسرحي بعنوان “مسرح القرب”، بهدف تقريب المسرح من الجمهور، وكانت تحت شعار” إذا لم يأت المتفرج الى المسرح ، المسرح يذهب إليه”.