مُرْتَجّاً،
يمسك بالشجرهْ
يجري فيه الرعبُ،
لا يدري قدرهْ
يسْفَعُهُ التيهُ
عنيفاً،
ومخيفاً
يُدْمي فِكَرَهْ
يَنْفَحُها ذَوْبَ الإحساسِ
- تمتصُّ خفايا الأنفاسِ
- تتبصَُّر طقسَ حكاياهُ
- تستقصي سِرَّ طواياهُ
- وتقصُّ شواردَ نَجْواهُ
- تتأمَّلُهُ
- وتحاور ُ جوهرَهُ
- تتفحَّصُهُ
- وتُشَكّلُ منظرَهُ
- تأخذ عنهُ أثرَهْ
مُهْتزّاً،
يحضنُ جسمَ الشجرهْ
يَجْتَر ُّتفاصيلَ السّاعاتِ
ويرجّعُ إيقاعَ الآهاتِ
قلقاً
ينزفُ ماءَ الهذيانْ
تحنو،
وتُهامِسهُ الأغصانْ
صمتٌ يتكسّرْ
وهوىً يتفجّرْ
والوقتُ حمامْ
يلهو بسلامْ
حولَ الشَّجرَهْ
ورفيفُ وئامْ
يُعْشِبُ سُكْنى نَضِرَهْ
فرحاً
يرقصُ فوق قواربِ ظلِّ الشَّجرَهْ
يتناثرُ ورداً ضوئيّا
ورقاً أخضرَ زاهي اللمعانِ،
ويَشْدو لحناً ذهبيّا
يُطْلِقُ للسَّعْدِ جناحا
ويُغَشّي وجهَ الليلِ صباحا
عيناهُ سماءٌ وربيعٌ وكُرومْ
وحدانيّةُ صمْتٍ
وفراشُ كلامٍ،
في بُسْتانِ الرّوحِ يَحُومْ
يهدي عِبَرَهْ
منتشياً،
للأيامِ وللإنسانِ وللشجرهْ
ويضوّءُ في عين الرؤيا خبرهْ.

---------------------------------
م. سعيد الصقلاوي