رسالة فلسطين المحتلة – من رشيد هلال وعبد القادر حماد :
صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملات اعتقال الفلسطنييين الهمجية والقمعية ، في حين قمعت امس مسيرة سلمية نظمتها اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الضفة، تضامنا مع الأسرى واحتجاجا على استمرار إغلاق الطريق الرابطة بين بلدتي صوريف والجبعة شمال غرب الخليل.
وفي مدينة الخليل, اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي طفلا فلسطينيا من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وأفادت مصادر فلسطينية ، بأن قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت قرب الحرم الابراهيمي بالخليل الطفل عبد الرحمن عامر برقان (9سنوات) واقتادته الى جهة غير معلومة. كما داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدة إذنا غرب الخليل، ونصبت حواجزها العسكرية في عدة أحياء من مدينة الخليل، وعلى مداخل بلدات سعير، وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين الفلسطينيين ودققت في بطاقات ركابها، ما تسبب في إعاقة مرورهم.
وفي جنين, اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلين في قرية العرقة وداهمت يعبد والطيبة بمحافظة جنين. وافادت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال الاسرائيلي داهمت قرية العرقة واقتحمت منزلي المواطنين الفلسطنييين حسني صالح يحي، وخيري جميل واكد، وفتشتهما واستجوبت ساكنيهما. وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت بلدة يعبد، وقرية الطيبة وشنت حملة تمشيط وتفتيش واسعة ونصبت الكمائن وسيرت آلياتها في شوارعهما دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وفي قطاع غزة, أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي، نيرانها بشكل كثيف تجاه مزارعين شرق دير البلح وسط قطاع غزة.وافاد مراسلنا نقلا عن شهود عيان بأن الأبراج العسكرية المتمركزة شرق دير البلح ، أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه المزارعين, مما اضطر المزارعون لترك أراضيهم خشية الإصابة. كما وقع انفجار ,الليلة قبل الماضية, في سيارة مدنية تعود للقيادي في حركة حماس سامي الهمص بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وقل شهود عيان إن انفجاراً وقع في سيارة من نوع "سوباروا" تعود لقيادي في حركة حماس كانت متوقفة بالقرب من مسجد الشهداء شرق مخيم النصيرات ما ادى الى وقوع اضرار مادية في السيارة دون الاعلان عن وقوع اصابات في صفوف المواطنين الفلسطنيين . ووصلت قوات من الشرطة للمكان وشرعت في التحقيق في ملابسات الانفجار الذي استهدف سيارة لقيادي محلي من حركة حماس. وفي مدينة بيت لحم, اصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق والاغماء خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي اندلعت ، مساء امس الاول, في محيط مخيم عايدة شمال بيت لحم. وقال شهود عيان، إن جنود الاحتلال الاسرائيلي تعمدوا اطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه منازل المواطنين في محيط منطقة المفتاح والمقبرة الاسلامية، ما اوقع العديد من الاصابات في صفوف الفلسطنييين تمت معالجتهم ميدانيا.
الى ذلك ، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات استهدفت منطقة الرام شمال القدس المحتلة ومناطق أخرى في محافظة رام الله. وقالت المصادر الإسرائيلية إن ما يسمى بوحدة " النمر" التابعة لسلاح المدفعية شنت حملة مداهمات على منطقة ألرام انتهت باعتقال فلسطيني بحجة كونه من المطلوبين لأجهزة امن الاحتلال إضافة لمصادر وبندقية M16 أمشاط ذخيرة تابعه لها وكمية من الذخيرة وقنبلة غاز حسب ادعاء الاحتلال. وداهمت قوات الاحتلال بلدة نعلين شمال غرب رام الله واعتقلت فلسطينيا بحجة انه مطلوبا لديها لتمتد حملتها إلى بلدة بير نبالا حيث اعتقل شاب فلسطيني والخليل لتعتقل أخرا .
ورفعت الاعلام الفلسطينية بالمسيرة السلمة في الضفة التى شارك فيها العشرات من أعضاء اللجان، ومتضامنون محليون واجانب، والعديد من الفعاليات والمؤسسات في البلدة ومن محافظة الخليل. ورددوا هتافات منددة بالاحتلال وجرائمه ، وأفاد مراسلنا ، بأن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب وبأعقاب البنادق على المشاركين الذين طالبوا بإزالة البوابة الفاصلة بين بلدة صوريف والجبعة، التي أقامتها قوات الاحتلال منذ أربعة عشر عاما لفصل البلدتين عن بعضهما، ما أدى الى إصابة عدد منهم برضوض وكدمات. وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور: 'رغم إعلان الاحتلال المنطقة الرابطة للبلدتين منطقة عسكرية مغلقة إلا أننا نجحنا بزراعة عشرات أشتال الزيتون 'تضامنا مع الأسرى وعلى رأسهم الطفلة ملاك الخطيب'. وأضاف، 'رغم محاولة الاحتلال منعنا من زراعة الأشتال، إلا أننا تصدينا لهم واشتبكنا معهم بالأيدي، وواصلنا الزراعة' مؤكدا أن الاحتلال لن يتمكن من كسر إرادتنا، وأن 'نهج التصدي للاحتلال ومستوطنيه سيتواصل من خلال زراعة الأرض وفلاحتها، وتعزيز صمود المزارعين فيها لحمايتها من التوسع الاستيطاني المدعوم من قبل حكومة الاحتلال'. وأوضح، أن المسيرة هدفت إلى تسليط الضوء على سياسات الحصار والإغلاق التي يواصل الاحتلال فرضها لمفاقمة الصعوبات التي يعيشها أبناء شعبنا في كافة محافظات الوطن، خاصة في المناطق المحاذية للمستوطنات، واحتجاجا على استيلاء الاحتلال على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم لصالح توسيع المستوطنات.
على صعيد اخر، رصدت المجموعة العربية للتنمية والتمكين الوطني، اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي لـ(400) مواطن فلسطيني خلال شهر يناير الماضي، بمعدل (13) حالة اعتقال يوميا.وأشارت في بيان لها إلى أن الغالبية العظمى من المعتقلين كانوا من محافظات الضفة الغربية والقدس، فيما سجل اعتقال (15) مواطنا فلسطينيا من قطاع غزة، بينهم (4) صيادين اعتقلوا في عرض البحر أثناء عملهم في مهنة صيد الأسماك و(4) تجار ورجال أعمال اعتقلوا على معبر بيت حانون/إيرز اثناء تنقلهم من والى قطاع غزة. وأن من بين إجمالي المعتقلين خلال يناير المنصرم كان نحو (57) طفلاً تقل أعمارهم عن الـ18 عاماً، و(18) مواطنة، وعدد من الأكاديميين والاعلاميين. ورصدت المجموعة العربية إصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر يناير المنصرم، أكثر من (100) قرار بالاعتقال الإداري، دون تهمة أو محاكمة، أو تجديد الاعتقال الاداري لعشرات من المعتقلين الإداريين المحتجزين في السجون الإسرائيلية دون تهمة أو محاكمة. مما رفع أعداد المعتقلين الإداريين لقرابة (500) معتقل إداري. وأعربت المجموعة العربية عن بالغ قلقها من تصاعد الاعتقالات العشوائية والجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تستهدف كل فئات المجتمع الفلسطيني بمن فيهم الأطفال والنساء، والزج بهم في ظروف احتجاز لا تتوفر فيها الحد الأدنى من شروط الحياة الادمية. وطالب رئيس المجموعة العربية للتنمية والتمكين الوطني، محمد يحيى شامية، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف تلك الاعتقالات العشوائية والتي تشكل عقابا جماعيا للفلسطينيين. خاصة وأنها تندرج في سياق الانتقام من الفلسطينيين كما هو واضح، ولا علاقة لها بالحفاظ على الأمن كما تدعي سلطات الاحتلال الاسرائيلي.