[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
لو احصينا حجم الدمار الذي يلحق بالأمم والشعوب، وفي الوقت نفسه احصينا ما تم بناؤه، لاكتشفنا أن حجم البناء الذي شهدته هذه الامم هائل جدا، ولو احصينا حجم الدمار الذي يتسبب به البشر لوجدنا أن نسبته اقل بكثير من ذاك الذي تتسبب به الطبيعة، فمجموع ما تم تدميره بسبب البراكين والفيضانات والزلازل لا يقاس بتلك الحروب التي فتكت بالشعوب ودمرت المدن والدول.
خلال القرن العشرين حصلت كوارث طبيعية مثل سونامي وغيره، وبالمقابل حصلت حروب كبرى ومتوسطة وصغرى، وفتكت ببعض الدول امراض، ولن تجد مقارنة بين مجموع ضحايا الزلازل والفيضانات التي ضربت العالم قياسا بما ارتكبه البشر بحق البشر ، فقد سخرت الانظمة والحكومات الطائرات التي تم اختراعها مطلع القرن العشرين لخدمة الناس واختصار المسافات وتقليل الوقت الذي يقضيه الكثيرون للتنقل إلى اماكن ودول ، لأسباب متعددة، لكي يتحقق لهم ما يتمنون من اختصار في كل شيء.
لكن وللاسف الشديد قبل أن يتنعم الكثيرون باختراع الطائرة في خدمات مدنية جليلة تلقفها العسكر وراحت تقتل وتدمر وتخرب في الحرب العالمية الاولى، وما زال العالم يشاهد تلك الصور التي تُسقط فيها تلك الطائرات حمولتها من القنابل مستهدفة المدن والتجمعات البشرية، وبدلا من أن يضع العالم امامه تلك المجازر الوحشية ويعمل على الغاء تلك الاسلحة التي تقذف حممها القاتلة من السماء فوق رؤوس البشر، فقد اتجهت الدول الشريرة لتطوير هذا السلاح، وبعد عقدين من الزمان اتضح حجم التطوير الذي بذلوا فيه الكثير من الجهد والمال للارتقاء به في مصانع ومعامل عملاقة، وكانت الصور واضحة في حجم القذائف والقنابل التي دكت بها الطائرات البريطانية برلين عاصمة المانيا في عهد هتلر، كذلك حجم الدمار الذي الحقته الطائرات الالمانية بلندن عاصمة بريطانيا في عهد ونستون تشرشل، وتوثق الافلام والكثير من اللقطات المتلفزة تلك الحمم المدمرة التي عصفت بالبشر والبنايات والمصانع ولم تسلم منها حتى الحيوانات والطيور والنبات.
صحيح أن الحرب الباردة التي نشبت بأكثر من وسيلة وطريقة لم تدمر البنايات ولم تتسبب بقتل البشر بصورة مباشرة، لكنها دمرت الكثير من القيم وخربت الكثير وزرعت العداوة والبغضاء بين امم وشعوب ومناطق، فدخلت بذلك موجة الدمار الممنهج.
وقبل انتهاء القرن العشرين الذي شهد اشرس حربين كونيتين، وسقط خلالهما الملايين من القتلى والمعاقين والمشردين، حصلت حروب ونزاعات كثيرة.
واهم العناوين التي خلفتها تلك الحروب والصراعات لا تخرج عن دائرة الدمار.