- تسليط الضوء على مسالك اللبان والبخور لأبرز الحقب الزمنية
- عرض أعمال فنية تجسد الفنون الحديثة فـي فرنسا

مسقط ـ العُمانية: افتتح المتحف الوطني بالتعاون مع متحف الفنون الجميلة في مدينة ليون بالجمهورية الفرنسية والسفارة الفرنسية في سلطنة عُمان في بيت جريزة معرض (دروبٌ عطرة) امس تحت رعاية سعادة الدكتورة فاطمة بنت محمد العجمية وكيلة وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية والتخطيط.
وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن معرض (دروبٌ عطرة) يعد أول معرض يقام في (بيت جريزة)، لتكون الانطلاقة التجريبية لافتتاحه لعموم الزوار، كما يعد أول معرض ثقافي مشترك بين سلطنة عُمان والجمهورية الفرنسية بعد مضي سنوات عديدة.

وأضاف إن استضافة المعرض تأتي في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف بهدف تعزيز أواصر الصداقة والمحبة، وتعريف الزائر بالرصيد الحضاري لثقافة الطيب ذات المنشأ العُماني بأرض اللبان وتجلياتها في روائع منتقاة لمقتنيات ذات أبعادٍ ودلالاتٍ تاريخية وجمالية ومعنوية متميزة من حضارة مصر الفرعونية، والحضارة الإغريقية، والحضارة الرومانية، وإيطاليا القرون الوسطى، وفرنسا القرون الوسطى، مرورا بحقبة التنوير والفنون الحديثة، ووصولا إلى التعبير الفني المعاصر بفرنسا. وهي محطات تاريخية نشأت نتيجة هبة عُمان للعالم، ألا وهي (اللبان).
من جانبها قالت سيلفي ريموند، مديرة متحف الفنون الجميلة في ليون بالجمهورية الفرنسية في كلمة لها إن متحف الفنون الجميلة سيعرض مجموعة منتقاة من القطع المختارة من المقتنيات الثمينة في المتحف الوطني بمحافظة مسقط في سلطنة عُمان، جميعها تسرد تاريخًا عبقًا فواحًا في مسيرة العطور والطيب.
وأضافت أن المقتنيات تُعرض في سياقين من العرض المُتحفي، يعكسان التنوع الثقافي والثراء الفني الذي يزخر به متحف الفنون الجميلة في ليون، ابتداءً من مصر الفرعونية، إلى الإمبراطورية الرومانية، في مسيرة تاريخية تمتد على مسار 3 آلاف عامٍ في حضارات البحر الأبيض المتوسط، ويركز القسم الثاني على 14قرنًا من تاريخ الفنون الزخرفية البديعة من القرن السادس وحتى القرن الـ21م، منها بعض الأعمال النابضة بروح الفن الإسلامي.
كما قال لوتشيانو ريسبولي نائب سفير الجمهورية الفرنسية لدى سلطنة عُمان في كلمة السفارة إن عمق العلاقات العُمانية الفرنسية تعود إلى القرن الـ(17م)، حينما كانت السفن التجارية الفرنسية ترسو في موانئ صور ومسقط في مفترق الطرق التجارية البحرية المؤدية إلى المحيط الهندي.
وأضاف أن معرض (دروبٌ عطرة) المشترك يأتي ليكون مقدمة لسلسلة من تعاون طويل الأمد بين الجانبين، بما أن البلدين يمتازان بمجموعة من القواسم الفنية المشتركة، في جميع المجالات.
وأشار إلى أن هذا التعاون سيمتد على مرحلتين، فخلال المرحلة الأولى ستتم إعارة 23 قطعة فنية منتقاة من متحف ليون للفنون الجميلة لتعرض في بيت جريزة ابتداءً من 17 أكتوبر الجاري وحتى 7 مايو 2023م.
ويزخر المعرض بـ 23 مقتنى من روائع متحف الفنون الجميلة في ليون، ويسلط الضوء على مسالك اللبان والبخور لأبرز الحقب الزمنية بدءًا من العصر الفرعوني ووصولًا إلى الفن الطلائعي والأخير يتجسد في تحفة فنية من الفخار المزجج للفنان العالمي بابلو بيكاسو، وهي المرة الأولى التي تعرض أعمال لهذا الفنان العالمي في سلطنة عُمان.
ومن أبرز القطع التي يضمها المعرض قنينة عطر من المرمر (ألاباسترا) تعود للحضارة الإغريقية (القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد)، وحامل زيوت عطرية على هيئة تمثال نصفي لرجل نوبي يعود للإمبراطورية الرومانية، وحافظة بخور على شكل قارب كانت تستخدم لحفظ البخور وتزينه من شمال إيطاليا تعود للقرن (14م)، و (أباريللو) وهو نوع من الخزفيات عبارة عن وعاء صيدلي مخصص لتعبئته بالمواد الطبية مثل المراهم والأعشاب الطبية المجففة والمساحيق وغيرها من إسبانيا تعود للفترة (1450-1400م)، وصندوق بخور (كوجو) يستخدم لحفظ البخور في طقوس الشاي (تشانويو) في الثقافة اليابانية يعود للقرنين (18م-19م).
كما يضم المعرض أعمالًا فنية تجسد الفنون الحديثة في فرنسا منها إناء بيضاوي للفنان كلوديوس لينوسييه (1893-1953م) بأسلوب (آرت ديكو) الذي تطور في الفترة ما بين الحربين العالميتين وعاصرت نشأته فترة مزدهرة للفنون الزخرفية.
يشار إلى أن متحف الفنون الجميلة في ليون يقع في قلب ساحة (تيريوكس) في وسط مدينة ليون، في دير البيندكيتين الرائع الذي يعود إلى القرن الـ (17م) وأصبح الدير الآن موطنًا لحديقة منحوتات خلابة.
ويتكون المتحف من خمسة أقسام و(70) صالة عرض تركز على أعمال فنية من جميع الحضارات الكبرى والمدارس الفنية، من العصور القديمة وحتى يومنا هذا.
ويقدم المتحف قصة سرد متحفية تمتد إلى نحو (5000) عام من تاريخ الفن بروائع للفنانين فيرونيز وروبنز ورمبرانت وبوسين ورينوار وغوغان وشاجال وماتيس وبيكاسو خلال السنوات المنصرمة.
ويتبع بيت جريزة المتحف الوطني إداريًّا ويعود تاريخ بنائه إلى عام (1597م)، وكان يضم سكنًا للحاكم البرتغالي ومعملًا وحامية وكنيسة تسمى بالبرتغالية (جريزة) ومنها اشتق البيت اسمه الحالي.
وذُكر بيت جريزة من قبل الكابتن آرثر ستيف الذي قام بمسح مسقط في عام 1860: (سكن السلطان في مبنى كبير من ثلاثة طوابق بالقرب من مركز المدينة، في كتلة مستطيلة بسيطة، بنيت على بقايا المستعمرة البرتغالية وكانت تضم سكن الحاكم، ومعملًا، وكنيسة، ومستودعات، وثكنة عسكرية).