صنعاء ـ وكالات: أقدم مسلحون مجهولون امس على خطف بريطاني يعمل لدى شركة خدمات نفطية وسط صنعاء بعد ساعات من انفجارات استهدفت منطقة السفارة الفرنسية في عاصمة اليمن الذي يشهد حربا متصاعدة ذات طابع قبلي طائفي في الشمال، بحسبما افادت مصادر متطابقة.
وحصلت عملية الخطف امام محل مواد غذائية في حي حدة، وذلك بعد ثلاثة ايام من اختطاف مواطن الماني في العاصمة اليمنية.
وذكر مصدر نفطي ان الرجل المخطوف "يعمل في شركة خدمات نفطية يمنية". واكد شهود عيان ان مسلحين اعترضوا الرجل امام محل مواد غذائية في حي حدة الذي فيه عدد من السفارات، واقتادوه الى سيارتهم.
وقال احد الشهود "لقد قام المسلحون بضرب الرجل بأعقاب البنادق على رأسه واخذوه بسرعة الى السيارة".
واكدت السفارة البريطانية في صنعاء انها على علم بالمعلومات عن الخطف، الا انها "ما زالت تحقق في الامر".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية ان المانيا تعرض للخطف في صنعاء الجمعة ومحتجز حاليا في احدى مناطق القبائل.
واضاف دون توضيحات ان الالماني، وهو في الستينات، خطفه شخص يريد ممارسة ضغوط على الحكومة من اجل اطلاق سراح نجليه.
وعمليات خطف الاجانب في اليمن امر شائع تمارسه غالبا قبائل تتمتع بالنفوذ من اجل الضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبها. وفي معظم الاحيان، يتم اطلاق سراح الرهائن سالمين.
لكن تنظيم القاعدة اعلن قبل فترة مسؤوليته عن خطف اجانب ويحتجز حاليا مدرسا من جنوب افريقيا يهدد بقتله اذا لم يتم دفع فدية لاطلاق سراحه. كما تحتجز دبلوماسيا سعوديا وآخر ايرانيا.
واتت عملية الخطف بعد ساعات من اطلاق قذيفة هاون في اتجاه منطقة السفارة الفرنسية في صنعاء فيما انفجرت سيارة مفخخة على بعد مئات الامتار منه في حي حدة، وفق مصدر في الشرطة اليمنية.
واوضح المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية ان القذيفة سقطت على حاجز اسمنت وضع، لدواع امنية، في شارع يؤدي الى السفارة الفرنسية، لافتا الى انه بعيد ذلك انفجرت عبوة ناسفة وضعت في سيارة متوقفة في الشارع الرئيسي في حدة.
وقال المصدر ان "الهجومين وقعا بعد منتصف الليل ولم يسفرا عن ضحايا". واضاف ان "القذيفة سقطت على بعد حوالى ثلاثين مترا من السور الخارجي للسفارة الفرنسية" فيما كانت السيارة المفخخة "متوقفة بين القنصلية ومقر اقامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح" في حدة.
وفي باريس، ادان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومين نادال هذا الهجوم الا انه قال انه "ليس هناك اي عنصر يسمح لنا تأكيد ان الانفجارات كانت تستهدف السفارة مباشرة". وقبل دقائق من هذا الحادث، هز وسط العاصمة اليمنية انفجاران ناتجان من عبوتين وضعتا في حافلة صغيرة (ميكروباص) متوقفة على مسافة غير بعيدة من مجمع وزارة الدفاع ولم تسفرا ايضا عن ضحايا، وفق ما قال مصدر عسكري. وكانت السلطات اليمنية اعلنت في وقت سابق انها احبطت هجوما بسيارة مفخخة على مجمع حكومي يضم مكتب محافظ الضالع في الجنوب.
وفي شمال اليمن، هدأ القتال نسبيا أمس بين المتمردين الحوثيين واجنحة من قبائل حاشد بزعامة آل الاحمر، بعد ايام من المعارك الدامية التي تتخذ طابعا طائفيا متزايدا اضافة الى طابعها القبلي.
وذكرت مصادر عسكرية ان حصيلة المواجهات منذ مساء أمس في محافظة عمران الشمالية بلغت 150 قتيلا و400 جريح من الطرفين. واكدت مصادر قبلية ان قبائل حاشد النافذة تداعت لاجتماع لبحث سبل مواجهة الحوثيين الذين يتخذون اسم "انصار الله" والذين سجلوا تقدما ملحوظا مع سيطرتهم على معقل آل الاحمر، الزعماء التاريخيين لحاشد، في مديرية حوث. كما ذكرت المصادر ان الوساطة التي ارسلها الرئيس عبدربه منصور هادي تقوم بجهود للتوصل إلى وقف لاطلاق النار. وفي الجنوب، اصيب مسؤول امني يمني وثلاثة من مرافقيه في كمين نصبه مسلحون مجهولون في حي خور مكسر بوسط مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن.
وقال مسؤول امني ان "مجهولين يستقلون سيارة اطلقوا النار على نائب مدير المباحث في شرطة عدن لشؤون التحريات المقدم عوض الدحبول اثناء خروجه أمس من مطعم شعبي متجها إلى مقر عمله ما ادى الى اصابته بطلقات نارية في انحاء متفرقة من جسده واصابة ثلاثة من مرافقيه".
واشار المسؤول الى ان المهاجمين تمكنوا من الفرار الى جهة غير معروفة.